حتى لا ينسى المصريون أن محمد الخامس وضع الحجر الأساس للسد العالي مع جمال عبد الناصر
كشفت مؤخرا، واقعة المذيعة مدعية الثقافة أنه يجب على الدولة المصرية متمثلة في أجهزة الخارجية والثقافة والإعلام، لفت انتباه الصحف والفضائيات إلى ضرورة عدم إثارة مشاعر الأشقاء العرب أو توجيه أي إهانات أو عبارات عشوائية جارحة تهدد أحد أهم أركان الأمن القومي المصري المتمثل في الرصيد الهائل من المحبة والتقدير لمصر في قلوب هؤلاء الأشقاء، والمصالح اللانهائية والأبدية بيننا وبينهم وخاصة المغرب الشقيق التي يحب أهله مصر والمصريين بدرجة غير عادية تزيد أحيانا عن حب بعض المصريين الفاشلين لبلدهم بكل أسف.
والمملكة المغربية الشقيقة لمن لا يعرف هي أقرب البلدان العربية الشقيقة والصديقة إلى مصر في كل شيء؛ سواء في القيمة التاريخية والأهمية الجغرافية، أو القامة الثقافية والعلمية، فالمغرب من أعرق الشعوب العربية حضارة وثقافة قديما وحديثا. من الناحية التاريخية ساهم الشعب المغربي في فتح الأندلس ونشر الإسلام في القارة الأوروبية العجوز، وبه أحد أكبر وأشهر مساجد العالم وهو مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء، ومن المغرب وفدت الصوفية وأعلامها إلى مصر في طريقهم للحج فاستقر بها عدد من الأولياء المتصوفين أمثال: أبو العباس المرسى المولود في الأندلس والمتوفى في الإسكندرية، وعبد الرحيم القناوي، وأبو الحسن الشاذلى تلميذ بن مشيش القطب المغربي الكبير. وإذا كانت شمس العلم والمعرفة الإشعاع الحضاري تشرق من مصر فهي تغرب في ربوع المغرب الشقيق والعريق.
والتاريخ يربط بين مصر والمغرب بروابط قديمة جدا، بل إن بعض الدراسات والكتابات المعاصرة جدا ترجع أصول بعض الأسر الفرعونية إلى الأصول الأمازيغية (والأمازيغ هم السكان الأصليون لبلاد المغرب قبل الإسلام)، وفي فترة التاريخ المعاصر لا يمكن نسيان دعم مصر لاستقلال المغرب ومشاركة ملك المغرب محمد الخامس في وضع حجر أساس السد العالي مع الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر، واستقبال مصر لزعيم المقاومة في الريف وأحد أعظم مؤسسي مفهوم حرب العصابات أو المقاومة الشعبية للاحتلال في التاريخ العالمي المعاصر الزعيم عبد الكريم الخطابي أمير المقاومة في الريف بشمال المغرب الذي قاوم الاحتلال الإسباني ثم الفرنسي بشكل سجله له التاريخ بحروف من نور، وبقي في مصر لفترة عندما كانت مصر قبلة للعرب وزعماء العروبة الرواد.
والمغرب هو مفتاح القارة الإفريقية من شمالها الغربي ويملك واحدا من أقوى الاقتصاديات العربية غير النفطية، فهو من أكبر منتجي ومصدري الفوسفاط في العالم، وثروته السمكية ضخمة ومتنوعة بحيث يتشارك في صيدها والتجارة فيها مع الاتحاد الأوروبى سنويا برسوم وشروط يحددها المغرب دوريا، وهو من أكبر منتجي ومصدري الخضراوات والموالح أو الحمضيات أيضا إلى أوروبا. المغرب واحدة من أكبر قلاع تصنيع السيارات من كافة الماركات.
الأهرام المصرية