شخصيات

حوار الأسبوع | علاقتي بالتهامي الخياري قديمة وحزب “الجبهة” يسير نحو كارثة مالية وتنظيمية

شباط في قلب معركة حزبية جديدة

يواصل حميد شباط، عمدة فاس السابق، خلق الحدث التنظيمي داخل الأحزاب السياسية الوطنية، وبغض النظر عن معاركه القديمة(..)، فهو اليوم يوجد في قلب معركة تنظيمية أخرى يجتمع فيها النقابي والسياسي، بحكم التحاقه إبان الانتخابات التشريعية الأخيرة بحزب جبهة القوى الديمقراطية، الحزب اليساري، الذي أسسه الراحل التهامي الخياري ويقوده اليوم الأمين العام مصطفى بنعلي.

من قلب المعركة الجديدة، يتهم حميد شباط الأمين العام مصطفى بنعلي، بقيادة جبهة القوى الديمقراطية إلى كارثة مالية وتنظيمية كبيرة، ويتهمه بممارسة فعل “تشكامت” للسلطات المحلية، ممثلة في والي فاس، عبر الكذب في نقل الشأن الداخلي الحزبي إلى الولاية، كما يؤكد أن القانون لا يمنح لبنعلي الصلاحيات لسحب التفويض الذي حصل عليه سابقا كأمين عام جهوي للحزب بجهة فاس مكناس.

في هذا الحوار الذي خص به جريدة “الأسبوع”، يقول حميد شباط: إن الأمين العام الحالي يستفرد بكل القرارات، ويمارس “التحايل التنظيمي”، ويؤكد أن محاولة تنظيم مؤتمر عن بعد، تندرج في إطار “الهروب من الواقع”، في ظل الأزمة المالية، وكثرة القضايا أمام المحاكم، التي قد تجعله يبقى وحده في الحزب إذا لم يكن هناك حوار ونقاش، حسب قوله.

تتمة المقال بعد الإعلان

 

حاوره: سعيد الريحاني

 

تتمة المقال بعد الإعلان

▼ ماذا يحدث في حزب جبهة القوى الديمقراطية ؟

◀ في نهاية شهر غشت الماضي، كان هناك لقاء مع قيادة هذا الحزب (حوالي 5 لقاءات في المجموع)، في إطار “التكتل من أجل الوطن” الذي كنت أترأسه، وقد كان الهدف بالنسبة لي هو تقوية الحزب، والاشتغال بوضوح، وتطبيق القوانين الأساسية التي صوتت عليها مؤتمرات حزب جبهة القوى الديمقراطيةعلى أمل الوصول إلى فريق قوي داخل البرلمان وداخل الحقل السياسي، وبحسن نية..

لما دخلنا إلى الحزب، وجدنا أن القانون الأساسي يشير ضمن اختصاصات الأمين العام، في حالة وجود إحدى الجهات التي لا يوجد فيها تنظيم للحزب، وجهة مكناس فاس كانت ضمن هذه الجهات، يمكن للأمين العام أن يعين أمينا عاما جهويا ليقوم بتنظيم وتزكية الانتخابات، وهذا التفويض توصل به والي فاس في 21 غشت الماضي، أي مدة قليلة قبل إجراء الانتخابات، فكان هنالك اشتغال كبير لضمان “الترشيحات” بالجهة، وقمنا بمجهود كبير لتحقيق نتائج إيجابية، وهو ما حصل فعلا، حيث حققنا فوز برلمانيين اثنين من أصل ثلاثة، وهو ما يعني ثلثي النتائج، بالإضافة إلى ما يزيد عن 40 مستشارا جماعيا على مستوى الجهة، وهو رقم كبير مقارنة مع ماهو محصل عليه وطنيا (بنسبة الثلثين).. هذه النتائج جعلتنا نتصدر الانتخابات داخل الحزب رغم ضيق الوقت.. وهذا الأمر لم يعجب “السي بنعلي” (يقصد الأمين العام الحالي) بعد تصدر هذه المجموعة الجديدة للانتخابات على المستوى الوطني، خاصة وأنه هو نفسه خسر الانتخابات بدائرة بركان. ثانيا، بالنسبة لنا، نريد أن يكون هناك تنظيم حزبي قوي، لكن الطريقة التي وجدنا الأمين العام مصطفى بنعلي يشتغل بها، تجعل منه الآمر والناهي، حيث يمكنه ببساطة التشطيب على الأمانة العامة بكاملها، وتعيين أمانة عامة جديدة.. ففي سنة 2017، كان هناك مؤتمر للحزب، وقبلها كان مصطفى بنعلي قد تولى التسيير من سنة 2013 إلى سنة 2017 بعد وفاة التهامي الخياري، مؤسس الحزب، الذي كان صديقا، وأكن له احتراما كبيرا إلى حدود اليوم، لأنه كان رجل المواقف، والكاريزما القوية، وكنا ننسق معا في كثير من المواقف منذ زمن بعيد إلى حين وفاته.

تتمة المقال بعد الإعلان

لكن المشكلة اليوم، أن الأمين العام يخرق قوانين الحزب يوميا، حيث يمكن أن يكون اليوم أحد المناضلين عضوا في الأمانة العامة، أو نائبا للأمين العام، لكنه يجد نفسه غدا غير موجود داخل الحزب، وليست له أي وثيقة تثبت هذه العضوية.. هذا الوضع فاجأنا كثيرا، وعندما اقترب موعد المؤتمر، بدأنا نفاجأ بتأسيس “لجنة تحضيرية” دون علم أحد في القيادة، كما أنه يخول لنفسه رئاسة جميع اللجان، بما فيها لجنة المالية ولجنة التحكيم، وهذا يتناقض مع طبيعة الحزب، الذي يفترض فيه أن يكون حزبا يساريا، وتقدميا، وحزبا للأفكار والقيم.. لهذا أصبح السائد بين المناضلين هو نوع من الملل الذي يكرسه غياب نقاش داخل اللجان وداخل الأمانة العامة منذ ما يزيد عن 9 سنوات، أو على الأقل خلال السنوات الأخيرة، حيث لم يسبق للمجلس الوطني أن صادق على لجنة التحكيم، ولجنة المالية..فكيف يمكن اليوم تنظيم مؤتمر دون لقاءات جهوية بين المؤتمرين الذين يجب انتخابهم من القواعد؟

▼ في ظل ما ذكرتم، صدر قرار عن الأمين العام مصطفى بنعلي يلغي تعيينكم كأمين جهوي للحزب بجهة فاس مكناس، ماذا يعني ذلك ؟

◀ فعلا، في ظل كل هذه المشاكل، صدر قرار يلغي تعييني كأمين عام جهوي بجهة مكناس فاس، بمبرر أن النتائج ضعيفة، وأن التنظيم غير موجود.. تصوروا أننا قضينا شهرين في التحضير للانتخابات، وبعدها شهرين آخرين خصصناهما لتأسيس نقابة للحزب، وهو ما عجز عنه “السي بنعلي” طيلة تسع سنوات.. وهنا بدأت المشكلة مع محاولة إحياء التنظيمات الحزبية، حيث أقام الدنيا ولم يقعدها وسحب التفويض، ليؤسس تنظيمات أخرى ضد الحزب في فاس ومكناس وغيرها من المدن، باستعمال أشخاص ضد الحزب، فضلا عن استعمال أشخاص ليس لهم أي تأثير، وهو ما أصفه بـ”التصرفات اللاأخلاقية”، ومن ذلك أن “سحب التفويض” الذي بعثه لي، مختلف تماما عن سحب التفويض المبعوث للوالي..

تتمة المقال بعد الإعلان
الأمين العام مصطفى بنعلي رفقة شباط

▼ ماهو الفرق ؟

◀ هناك اختلاف خطير جدا، فعندما يتحدث معي فإنه يتحدث عن مسائل تنظيمية، وهو أمر مردود عليه، بدليل النتائج المحصل عليها، كما أن الأمين الجهوي له الحق في مواصلة عمله لمدة سنتين، أما نحن، فقد حققنا كل ذلك في ظرف خمسة أشهر، أما بالنسبة لمراسلة الوالي، فقد قال بنعلي أنني أبحث عن “ناصية الحزب” عبر خلق فتنة داخله، فهل يعقل أن يكون التدخل لإصلاح أوضاع الحزب والخروج به قويا من جديد مطابقا لهذا الكلام الذي لا معنى له، ولا أساس له؟

ثانيا: إن قرار سحب التفويض كأمين عام جهوي، ليس له الحق في اتخاذه، إذ أن القانون الأساسي يخول حق التعيين للأمين العام في إطار ملء الفراغ، ولكن ليس له الحق في إلغاء هذا القرار إلا بعد سلك مساطر قانونية، في ظل وجود لجنة تحكيم..

تتمة المقال بعد الإعلان

إذن،فهدف بنعلي هو التمسك بقيادة الحزب حتى لو لم يكن هنالك حزب، مثل الدكان..

▼ هل نفهم من كلامك أنك تتهم الأمين العام بنعلي بالكذب على السلطات المحلية ؟

◀ (مستغربا) ليس له الحق أصلا في فعل ذلك، هذا شأن داخلي للحزب، هذا مثاله كمثال “القايد” الذي يشتكي بـ”المقدمين”.. أنا أتساءل ما دخلهفي نقل المشاكل الداخلية إلى الوالي؟ هذا أسلوب “تشكامت” خطير جدا، وعلى السياسي الذي يقوم بذلك أن يبتعد عن العمل السياسي، لأن السلطة تقوم بدورها، والمنتخب يقوم بدوره، والأحزاب تقوم بدورها.. وهذه ميزة المغرب منذ الاستقلال بخلاف بلدان أخرى..

▼ هناك من يقول بأن أصل المشكل هو كون حميد شباط أكبر من أن يقوم بمجرد دور أمين جهوي، بل هناك من توقع أكثر قيادتكم لحزب جبهة القوى الديمقراطية ؟

◀ أنا أقول لك بأن شباط من أكثر الناس تواضعا، ويشتغل، سواء كان أمينا جهويا أو لم يكن.. ثانيا، لم يسبق لي أن قلت أو صرحت لا في الصحافة ولا في الاجتماعات التنظيمية، ولا في اللقاءات الخاصة، بأن لي علاقة بمنصب الأمين العام، وقد سبق أن اقترحت على الأمين العام، ما دامت هناك تحالفات قادمة من مختلف الجهات مثل “قادرون” و”قادمون” وغيرها، وكذلك “التكتل من أجل الوطن”.. أن تكون هناك لقاءات مشتركة للوصول إلى أمانة عامة قوية من مختلف الجهات، ولكن أن يكون هناك أمين عام جهوي لم يقم حتى بتغطية الدوائر، فهذا يعني أن الحزب يستحيل أن يتقدم..

▼ هل الحل في نظرك هو رحيل مصطفى بنعلي ؟

◀ الحل اليوم هو أن “السي بنعلي” كان عليه قبل عقد ما سماه على سبيل المثال مجلس وطني في كلميم، أن لا يقرر لوحده، وإذا تتبعتم هذه المحطة، فستلاحظون أنها لم تكن اجتماعا حقيقيا للمجلس الوطني، بل كانت تهريبا له، فضلا عن كونها عقدت خارج الآجال المحددة لها، كما أن الحديث عن وجود دعاوى قضائية هو مجرد كلام فارغ، حيث أن أحكاما(من ساعة إلى أخرى) تبنى على الشكل، ولكم أن تتصوروا أن نائب الأمين العام يقال له بأنه ليست عنده الصفة، لأن الأمين العام يعين أمانة عامة جديدة كل يوم..

لقد كان من المفروض الشروع في التحضير للمؤتمر مباشرة بعد نهاية الانتخابات، وكان هنالك مرشحين على المستوى الوطني لم يأخذوا دعمهم المالي، الذي أعطي للسي بنعلي عن طريق وزارة الداخلية، حيث نقول له أن يجمع هؤلاء الناس ليسمحوا له ولو كان ذلك عبر وثيقة.. وأن تكون هناك لقاءات جهوية.. نحن لا نطلب شيئا، نحن نطلب فقط أن ننظم أنفسنا حتى لا تكون هناك كارثة في الحزب، وقد عقدنا لقاء يوم السبت الأخير، وقال لي “ضع لائحتك وقدمها” وأنا أقول أنه “هو من يجب أن يقوم بهذا العمل”، حيث يجب أن يجمع المناضلين في القيادة وفي الجهات، وبعدها يتم الاتفاق حول التدبير، أما إشهار ورقة “تنظيم المؤتمر عن بعد” بينما يتم السماح بدخول 40 ألف متفرج إلى الملاعب، فهذا مجرد هروب من الواقع عبر الإقصاء، حيث لم يتم استدعاء البرلمانيين إلى المجلس الوطني، كما لم يتم استدعاء رئيس الجماعة الوحيد في المغرب باسم الحزب، فضلا عن عدم استدعاء أعضاء الأمانة العامة.. وهذا احتيال تنظيمي ضد القانون..لأول مرة نجد أمينا عاما يشتغل ضد حزبه، ويدعو الناس إلى الاستقالة، على سبيل المثال من النقابة..

▼ أمام هذا “البلوكاج”.. هل تتوقع انسحاب أحد الأطراف ؟

◀ ليس من مصلحة أي طرف الانسحاب، وأنا شخصيا لا أقبل أن يكون مقر الحزب محكوما بالإفراغ، وأن يكون هناك صحفيين عاملين بالجريدة ظلموا وحكمت المحكمة لصالحهم بـ 290 مليونا كتعويض، بالإضافة إلى قضايا شيكات.. أستحيي من مواجهة الصحفيين أمام المحاكم في الوقت الذي يجب فيه تعديل الأوضاع، وإنقاذ حزب جبهة القوى الديمقراطية من كارثة تنظيمية وحزبية، حيث يمكن أن يبقى في الحزب مصطفى بنعلي لوحده.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى