حوار الأسبوع

حوار خاص مع رجل الأعمال حسن السنتيسي مؤسس تيار “لاهوادة” المعارض لشباط

   لا يظهر رجل الأعمال حسن السنتيسي إلا نادرا في الاجتماعات التي تدعو إليها “حركة لا هوادة للدفاع عن ثوابت حزب الاستقلال”، التي أسسها الغاضبون من المؤتمر الوطني السادس عشر، الذي أسفر عن وصول حميد شباط إلى قيادة اللجنة التنفيذية، ولكن يداه ممدودتان في كل مكان؛ من احتضان الاجتماعات الكبرى إلى توفير مقر لاحتضان اجتماعات الحركة التي يترأسها عبد الواحد الفاسي نجل الزعيم علال الفاسي.

يفضل السنتيسي استعمال أجوبة قصيرة، فهو لا يمكنه الخروج من حزب الاستقلال لأنه ولد فيه، ويعتبر خروج حزب الاستقلال من الحكومة بمثابة جريمة، كما يعتبر أن الحزب أصبح في أيادٍ غير أمينة، لذلك يؤكد أن حركة “لا هوادة” توجد داخل الحزب وليس خارجه، ويصف اللجنة التنفيذية الحجالية بالعرجاء، حسب قوله.

يقول السنتيسي: “أنا لست من حزب العدالة والتنمية ولم يحصل هذا الشرف لأنه حزب جديد على الساحة، ويستحيل أن أخرج من حزب عتيد، لأنخرط في حزب جديد.. ولكن هذا لا يمنع من القول بأن هذه الحكومة عبرت عن مواقف شجاعة ليس بإمكان أي حكومة اتخاذها، كما هو الشأن بالنسبة للمقايسة”.

تتمة المقال بعد الإعلان

بصفته رجل أعمال ارتبط اسمه بالبحر منذ اليوم الذي كان فيه والده يصدر سمك الشابل مولاي بوشعيب إلى فاس والصحراء (حسب قوله)، أصر على إيصال رسائل يعتبرها مهمة، أولها: نفيه لوجود أي خلاف بينه وبين مريم بنصالح رئيسة الباطرونا، ثانيا: يؤكد على أن حث المغاربة على استهلاك منتوجات وطنية هو السبيل الوحيد للتخفيف من الضغط الذي تسببه كلفة الاستيراد، كما يؤكد حاجة المغرب إلى استعادة أسطوله البحري التجاري تفاديا للعزلة لا قدر الله.

حاوره: سعيد الريحاني

——————

تتمة المقال بعد الإعلان

 

–         ما الذي دفعك لتأسيس جمعية “لا هوادة”؟

–         عائلة السنتيسي معروفة بكونها استقلالية منذ تأسيس حزب الاستقلال، وهذا الأمر يدفعني كي أثور على وضع غير معقول.. كان عندنا زعماء من طينة علال الفاسي رحمه الله، وبلا فريج، وبعدهما امحمد بوستة، قبل أن يأتي وقت عباس الفاسي سامحه الله لأن ما وقع في عهده يمكن اعتباره انزلاقا أدى إلى صعود بعض الأشخاص دون المستوى لتسيير الحزب، ومن هنا بدأت المشاكل، حيث كان بعض هؤلاء يتعاملون بوجه معين داخل الحزب ويقومون بأمور غير معقولة خارجه..

جميع الناس سواء كانوا إخوانا أو منافسين يتأسفون على ما يعيشه حزب الاستقلال اليوم، وهو الحزب العتيد الذي ساهم في عودة الملك محمد الخامس، وفي معركة الاستقلال وكان له حضور في جيش التحرير.. لقد وصلنا إلى درجة أنهم يبحثون اليوم عن الوسائل التي تسمح ببيع الحشيش.. أنظروا إلى المهزلة التي وصل إليها هذا الحزب(..).

————————

اللجنة التنفيذية “العرجاء” في حزب الاستقلال

 

–         هناك من يتساءل عن الدور الذي يمكن أن تقوم به جمعية “لا هوادة” طالما أن الحزب يوجد تحت سيطرة أنصار حميد شباط؟

–         جمعية “لا هوادة” هي “عضو” داخل حزب الاستقلال، ونحن لم نخرج من حزب الاستقلال، ولا يمكن أن نتركه في أيادٍ غير أمينة، لقد تم تأسيس جمعية “لا هوادة” من أجل الدفاع عن ثوابت الحزب، نحن لا نسعى للاستوزار، نحن ندافع عن أصالة الحزب(..).

–         هل تتوقع أن يكون لهذه الجمعية دور معين، طالما أن المنتسبين لها قد لا يحظون بالتزكية؟

–         وهل تقف الدنيا عند هذا الحد، مازال المجال واسعا، وإذا لم يأخذ هؤلاء المناضلون التزكية هذه المرة، فسيأتي وقت آخر تتبدل فيه الأحوال وتعود إلى مجراها الطبيعي.

–         تقولون العودة إلى المجرى الطبيعي.. هل تقصدون “تنحي شباط”؟

–         شباط ليس هو المشكل لو أنه حافظ على اتفاقه الأول معنا، فبعد صعوده كأمين عام كنا نفضل عدم الاحتجاج، ولكننا اقترحنا عليه تأجيل انتخاب باقي الأعضاء بسبب انسحاب مجموعة من الإخوان، وقد قام بمراوغة الجميع وبقيت هناك مجموعة صغيرة انبثقت عنها لجنة تنفيذية عرجاء، كل واحد فيها يغني على دربه.

–         ———–

خروج حزب الاستقلال من الحكومة “جريمة”

–         من بين القرارات التي اتخذتها اللجنة التنفيذية التي تتحدثون عنها الخروج من الحكومة، ما رأيك؟

–         خروج حزب الاستقلال من الحكومة أكبر جريمة، بالعكس كان عليهم أن يقترحوا على أحزاب المعارضة الدخول في حكومة ائتلافية، وأن يتقبلوا نتائج الديمقراطية(..) “الديمقراطية هي هادي”، فإذا كان حزب العدالة والتنمية حصل على الصدارة، فهذا يعني أن هناك أطرافا ستشارك معه وأطرافا أخرى ستعارضه، ولكننا كنا نقول بأن حزب الاستقلال يجب أن يكون إلزاميا داخل صفوف الحكومة، ولكن “الغالب الله” هناك أيادٍ خفية تلعب.

–         أين تلعب “الأيادي الخفية” برأيك؟

–         الأيادي الخفية التي تلعب داخل حزب الاستقلال، وجعلتنا نصل إلى الباب المسدود بدل أن نكون في الصدارة.

–         ولكن هناك من يقول بأن حزب الاستقلال لا يمكنه المشاركة في حكومة يرأسها بن كيران بسبب التعارض بين مشاريع الحزبين؟

–         أنا لست من حزب العدالة والتنمية، ولم يحصل لي هذا الشرف لأنه حزب جديد على الساحة، ويستحيل أن أخرج من حزب عتيد، لأنخرط في حزب جديد.. ولكن هذا لا يمنع من القول بأن هذه الحكومة عبرت عن مواقف شجاعة ليس بإمكان أي حكومة اتخاذها، كما هو الشأن بالنسبة للمقايسة.. وقد اعترف لي وزير استقلالي قبل الخروج من الحكومة، بأن الموقف الشجاع للحكومة في ما يخص اعتماد نظام المقايسة (الخاص بالمحروقات) والزيادة.. لا يمكن أن يتخذه أي حزب، وأعتقد أن حكومة أخرى لم يكن بإمكانها فعل ذلك، وأقولها بكل صدق لو كانت الحكومة مشكلة من أحزاب المعارضة لما اتخذت هذه المواقف.. أنا أحترم المعارضة ولكن هذا لا يمنع من التساؤل ما فائدتها.. من يعارض يجب أن يقدم البديل(..).

 

–         إذن أنت تعتبر أن المكان الطبيعي لحزب الاستقلال هو الحكومة؟

 

–         تواجدنا في الحكومة كان ضروريا، أما الخروج منها فقد كان بمثابة أكبر غلط وليس الحزب هو المسؤول عنه، بل شخص أو عدة أشخاص(..).

–         ——————

 

التكلفة الاقتصادية للخروج من الحكومة

 

–         هل كانت هناك تكلفة اقتصادية لخروج حزب الاستقلال من الحكومة؟

–         في اليوم الذي قدم فيه الإخوان طلب الخروج من الحكومة، توقف كل شيء، حيث ساد الخوف داخل وخارج البلاد من التأثير الاقتصادي لهذا القرار، لاسيما وأن الأمر حمل في طياته خطأ فادحا تمثل في غياب الملك عن البلاد وقت اتخاذ هذا القرار، كيف يعقل أن يحصل هذا الأمر ورمز البلاد في الخارج، وقد قلناها أكثر من مرة، حزب الاستقلال حزب ملكي، ويستحيل أن نخمن في شيء آخر.

 

–         هل تعتقد أن الوضع الاقتصادي ليس على ما يرام؟

–         لا، ولكن لابد من الاجتهاد أكثر، فقطاع التصدير يعاني من معضلة حقيقية حيث نجلب من الخارج أكثر مما نصدر، وإذا استمر الحال على ما هو عليه، الله يستر، لابد من تعويد المغاربة على استهلاك المنتوجات المغربية، من غير المعقول أن يقبل المواطنون على شراء سلع بدعوى أنها قادمة من الخارج والغريب في الأمر أن هذه السلع قد تكون مصنعة في الأصل داخل المغرب (أعطى مثالا بقميص)، الدليل على جودة المنتوج المغربي هو أننا نصدر منه الملايير نحو الخارج.

 

–         لماذا يثق المغاربة في المنتوج الأجنبي ولا يثقون في المنتوج الوطني، أين يكمن الخلل برأيك؟

–         هذه تربية يجب تغييرها، لأن كل ما يأتي من الخارج في نظر البعض ذو جودة معينة، لابد أن تكون هناك دراسات، ولابد أن تتحرك وسائل الإعلام لتحث الناس على استهلاك المنتوج المغربي، أنا أتذكر منذ حوالي 40 سنة، كانت هناك شركة في تطوان تبيع أعواد الثقاب، ولكن ظهرت وقتها “الولاعة” فبدأوا يكتبون على ظهر علب أعواد الثقاب تلك العبارة الشهيرة، “إنكم بشرائكم للمنتوج الوطني تساهمون في الاقتصاد المغربي”.

في هذا الصدد، أستغل المناسبة لأؤكد على رسالتين أساسيتين، أولا: الشعب المغربي يجب أن يستهلك منتوجات مغربية وبالتالي سينخفض الضغط على الاستيراد، ثانيا: في السبعينيات كانت عندنا 70 باخرة أما اليوم فقد فقدنا كل شيء، فعندما نبحث عن باخرة من أجل التصدير نؤدي لها مبالغ ضخمة بالعملة، أناشد السلطات وقد تكلمت مع السيد الوزير (عبد العزيز الرباح) في هذا الباب، لابد من أسطول مغربي، لأنه لا قدر الله قد نكون معزولين إذا حصل أي مشكل.

—————–

 

أفكر في التقاعد ولا أسعى لخلافة مريم بنصالح

–         أنت رئيس جمعية المصدرين، ما هي أهداف هذه الجمعية؟

 

–         من أهدافنا الدفاع عن مصالح المصدرين، وتوجيههم، ثم تأطيرهم، لأن التصدير لا يتقنه إلا البعض، ومساعدتهم على حل المشاكل وفي مقدمتها يجب تغيير قانون التصدير، وهناك الكثير من المشاكل التي تفترض تنظيم مناظرة وطنية لأن هذه المشاكل لا تحل داخل المكاتب(..).

 

–         ما هي العلاقة بينكم كجمعية للمصدرين واتحاد مقاولات المغرب أو من يتبع من؟

 

–         لحد الساعة لا أحد يتبع الآخر، نحن متخصصون في التصدير وعندنا عدد مهم من المنخرطين، أما اتحاد مقاولات المغرب فهو جمعية وأنا عضو فيها منذ ما يزيد عن 30 سنة، ولا يمكن أن أنكر تواجدها أو حجمها، أما جمعية المصدرين فهي شبيهة بالطبيب الاختصاصي، واختصاصنا هو “التصدير”.

 

–         ولكن تروج دائما بعض الأخبار التي تقول بأن هناك خلافا بينكم وبين مريم بنصالح رئيسة الباطرونا؟

 

–         أبدا، فعلا قرأت شيئا من ذلك في جريدة “الأسبوع الصحفي”، ولكن كونوا على يقين أنه ليس هناك أي خلاف.. ليس لي خلاف مع الرئيسة.

 

–         من يرددون ذلك يقولون إن السبب هو طموحك لرئاسة جمعية الباطرونا مستقبلا؟

 

–         أبدا، كونوا على يقين عندما ستنتهي ولايتي على رأس الهيئات التي أمثلها، سآخذ التقاعد مثلي مثل بقية الناس(..).

–         ————–

روسيا تعج بالكوادر المسلمة التي تتعامل بإيجابية مع المغرب

 

–         كيف تلقيت خبر تعيين حفيظ العلمي وهو رجل أعمال وزيرا في حكومة بن كيران الثانية؟

 

–         هذا ما يتم العمل به في سائر الدول المتقدمة مثل أمريكا وفرنسا، فمجيئه ليس مخالفا للقوانين، بالعكس فهو سيتفهم وسيجد لها حلولا، وأنا متفق مع بن كيران(..).

 

–         أهم ما جاء به حفيظ العلمي حتى الآن، هو ترويجه لمشروع “الإقلاع الصناعي” وقال إنه سيمكن من خلق نصف مليون منصب شغل في أفق سنة 2020، هل هذا ممكن؟

 

–         معلوم ممكن، هذه التخمينات التي قدمت بحضور صاحب الجلالة لم تسقط من السماء، بل كان ذلك نتيجة دراسات، وهذا الوزير له تجارب كبيرة في الميدان(..).

 

–         هل يمكن تحقيق هذا الرقم والواقع يؤكد أن هناك مصانع تغلق أبوابها؟

 

–         تلك مسألة أخرى، ومن يغلقون أبوابهم هم الذين يشتغلون في إطار اقتصاد غير مهيكل، أو فقدوا الثقة في أنفسهم، يستحيل أن يغلق معمل مهيكل أبوابه.

 

 

–         كنتم مؤخرا في روسيا بالتزامن مع الحديث عن تقارب مغربي روسي، هل يمكن أن نتكلم عن دور محتمل لهذه الدولة مستقبلا؟

 

–         لا تنس أن روسيا هي أول دولة اعترفت باستقلال المغرب، أليس هذا دليل على التقارب، إنها الدولة الأولى التي قامت ببناء معمل للطاقة في جرادة، ولا تنس أن روسيا تعج بالكوادر المسلمة، والذين يتعاملون بكيفية إيجابية مع المغرب.

 

–         ماذا عن الخلاف في اللغة والثقافة بيننا وبينهم؟

 

–         الخلاف في اللغة ليس هناك مشكل، يكفي أن يكون معك مترجم وتفتح لك الأبواب، هناك مسألة ثانية يثيرها البعض وهي قضية المسافة، لكن الحمد لله، فالخطوط الملكية المغربية تنظم 5 رحلات أسبوعية، زيادة على البواخر.. يجب أن لا ننسى أيضا أن هناك حوالي 20 ألف مغربي في روسيا(..).

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى