قصة حسني بنسليمان مع الأطباق الطائرة في كتاب فرنسي

“تاريخ الأطباق الطائرة في المغرب” هو كتاب صدر في فرنسا لمؤلفه جيرارد ليبات المهتم بهذا الموضوع، وقام برصد الحالات التي تحدث فيها مغاربة عن رؤيتهم لأجسام غريبة في السماء بما فيها وثائق للمخابرات الأمريكية عن المغرب. ويتناول ما طلبه الملك الحسن الثاني شخصيا من الإدارة الأمريكية لكي تقدم توضيحات له حول أجسام غريبة ظهرت في سماء المغرب سنة 1976.
.. وينطلق الكتاب من عرض مختلف الحالات التي جرى تسجيلها في المغرب، وأغربها حالة قاض فرنسي من الدار البيضاء اسمه مارسيل كليرارك شاهد أجساما غريبة تطير في منطقة حيث يلتقي شارع مارسيليا وبوسكورة وقتها من الدار البيضاء خلال يوليوز 1929، وكان رفقته شقيقه الذي يعمل ربانا. في البدء اعتقدوا أن الأمر يتعلق بزيبلين ألماني، الطائرة التي شيدتها ألمانيا في الثلاثينيات، لكن بعدما لمسا سرعة تلك الأجسام وكثرتها استبعدوا نهائيا أن يكون الأمر يتعلق بزيبلين. وشهادة هذا القاضي مسجلة في القيادة العسكرية للدار البيضاء، كما أوردها كتاب “أبواب أتلنتيدا” الصادر سنة 1976.
وعكس الفكرة السائدة بظهور الأطباق الطائرة سنة 1947، فالكثير من الكتب القديمة وصحافة الغرب ومنها الولايات المتحدة تتحدث ومنذ القرن الثامن عشر عن الأجسام الغريبة في السماء. ويرصد الكتاب مختلف حالات المغرب في الأربعينيات والخمسينيات.
.. ومن الحالات الشهيرة ما أوردته وكالة “فرانس برس” يوم 13 شتنبر من سنة 1946 ويتعلق الأمر بظهور كرات نار وأجسام ضخمة على شكل سيجارة في سماء مدينة طنجة، وهي الفترة نفسها التي ظهرت فيها الأجسام نفسها في سماء السويد، وشكل خبر السويد وقتها حدثا عالميا تناولته الصحف الكبرى مثل “نيويورك تايمز”. واعتقدت الولايات المتحدة أن الأمر يتعلق بصواريخ سوفياتية متطورة لغزو الدول الإسكندنافية. وكانت القوات الأمريكية قد استعملت طائرات استطلاع لرصد هذه الأجسام لكنها وقفت عاجزة أمام تفسير الظاهرة خاصة، بعدما كان الشهود يتحدثون عن سقوط هذه الأجسام في الوديان. وكان المسؤول عن التحقيق الذي اهتم بحادثة طنجة كذلك هو روسكو هلكويتر الذي سيصبح لاحقا مدير المخابرات الأمريكية سي أي إيه.
وأول وثيقة أمريكية حول الأطباق الطائرة في المغرب تعود إلى سنة 1952 وتحمل رقم REPORT NO. OO-W-23845، ورفع عنها السرية سنة 1976، وتتضمن تصريحات شهود رأوا في منطقة مشروع بلقصيري أجساما غريبة تطير بسرعة مذهلة. وأصدرت المخابرات الأمريكية أكثر من عشرة وثائق توثق للأطباق الطائرة في المغرب سنة 1952 لأن نسبة المشاهدة كانت مرتفعة. والكثير من هذه الشهادات مصدرها ربابنة طائرات حربية لقواعد فرنسية أو أمريكية في المغرب، وتأخذ هذه الشهادات أهمية بحكم أن فضاء المغرب لم يكن مجالا لتجريب طائرات متطورة أمريكية، كما أن عملية وصف الطيران والمناورة الواردة في شهادة الربابنة لا تتوفر حتى في طائرات الشبح الأمريكية حاليا.
ويتضمن “الكتاب الأزرق” الذي أشرفت عليه القوات الجوية الأمريكية ما بين 1952-1969 لرصد حالات الأجسام الغريبة عددا من الحالات ما بين سنتي 1952-1954 في المغرب، وخاصة في جهة الدار البيضاء حيث كانت توجد القاعدة العسكرية النواصر. والكتاب يسرد حالات ويؤكد هل استطاع تفسيرها أم لا، وأغلب حالات رؤية الأجسام الغريبة في المغرب التي شاهدها الطيارون الأمريكيون تحمل تعليق “لم يتم تفسيرها”.
بعد مرحلة الاستقلال لم تعد هناك وثائق رسمية تتحدث عن مشاهدة الأطباق الطائرة، لكن الصحافة كانت تنشر بين الحين والآخر أخبارا عن الموضوع، وتستمر حتى وقتنا الراهن ولكن باحتشام شديد. وتستمر المؤسسة العسكرية في رصد جميع حالات مشاهدة الأطباق الطائرة، وتحيل بعضها على البنتاغون.
ومن الوثائق الرسمية القليلة، وثيقة أمريكية كشفت عنها جمعية “ويكليكس”، وتحكي كيف أرسل الملك الحسن الثاني خلال شتنبر 1976 الكولونيل حسني بن سليمان الذي سيصبح لاحقا جنرالا، إلى السفارة الأمريكية وبحث مع السفير روبر أندرسون ظهور أجسام غريبة في مختلف مناطق المغرب.
وقدمت الولايات المتحدة للملك الحسن الثاني تفسيرا هو أن تلك الأجسام قد تكون تفكك قمرا اصطناعيا سوفيايتا، لكن الحسن الثاني لم يقتنع بحكم أن الأجسام ظلت في سماء المغرب تطير لمدة ثلاثة أيام وفي مناطق مختلفة، ولا يمكن أن تكون لقمر اصطناعي قطره لا يزيد عن 20 مترا.
وكان صاحب هذا الكتاب قد أعلن عبر شبكة الإنترنت اهتمامه بتلقي شهادات الأشخاص الذين يمكن أن يكونوا قد شاهدوا الأجسام الغريبة “الأطباق الطائرة” أو تلك التي على شكل سيجارة. وعمليا تلقى الكثير من الشهادات بل صورا لأجسام في سماء المغرب وأحالها على عدد من المختصين في الظواهر الجوية، ومنها حالة مواطن وابنه شاهدا سنة 2007 طبقا طائرا في شاطئ مرتيل بمنطقة تطوان يطير على مستوى منخفض من سطح البحر. وجاء الاهتمام بهذه الحالة نظرا للوصف الدقيق الذي قدمه هذا المغربي، كما أن له مستوى ثقافي وعلمي سمح له بفهم الظاهرة والاعتقاد بأن الأمر لا يتعلق بطائرة عادية.
ألف بوست