شخصيات

حوار | “لا سياسة ولا تسييس” وأفضل مكان يمكن أن تتواجد فيه “الإسيسكو” هو المغرب

المدير العام لـ"الإسيسكو" سالم بن محمد المالك في حوار مع "الأسبوع"

يحاول سالم بن محمد المالك، منذ تعيينه على رأس منظمة التربية والثقافة والعلوم “الإسيسكو”، في الشهور الأخيرة، رسم وجه جديد لهذه المنظمة التي تحظى بعناية ملكية، سواء في المغرب أو في السعودية(..)، فهي بمثابة “قوة ناعمة” كما يقول الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام الذي باشر عمله على رأس المنظمة بعد تغيير المدير العام السابق، عبد العزيز بن عثمان التويجري..
منذ مجيئه إلى المغرب، يحرص سالم بن محمد المالك على النأي بالمنظمة عن الصراعات السياسية، ويردد دائمة مقولة: “لا سياسة ولا تسييس في الإسيسكو”، ويشرح في حواره مع “الأسبوع” هذا المبدأ قائلا: ((نحن لا ندخل في أي مجال سياسي مقابل التركيز على مجالات عمل المنظمة، وهي التربية والثقافة والعلوم والاقتصاد والبيئة.. وما إلى ذلك، أما الجوانب السياسية، فيمكن أن تطرح في منظمات أخرى كمنظمة التعاون الإسلامي، والجامعة العربية، وغيرها..)).
وبالإضافة إلى إعجابه بالمغرب، يؤكد سالم المالك في هذه الدردشة القصيرة، أن أفضل مكان يمكن أن تكون فيه “الإسيسكو”، هو المغرب.

حاوره: سعيد الريحاني

    ○ بالعودة إلى سيرتكم الذاتية، نجد أنك اشتغلت في مجال الطب، وحاصل على الزمالة الكندية والزمالة الأمريكية والزمالة العربية في طب الأطفال، كما سبق لك أن كنت مديرا لأحد أكبر المستشفيات في السعودية، وهو مستشفى الملك فهد، وبذلك يكون أول سؤال يمكن أن يطرحه عليكم المتلقي، هو كيف يمكن لطبيب أن يكون على رأس منظمة لرعاية التربية والعلوم والثقافة (الإسيسكو)؟

● (يبتسم) هناك رؤساء دول منهم أطباء، والطبيب لا يقتصر عمله دائما على مجال تخصصه، هناك من الأطباء من هم شعراء وأدباء ومفكرون، ومبتكرون، والطبيب مثل أي شخص آخر يمكن أن يتحمل مسؤوليات كبرى، في هذا الصدد، يمكن أن نتساءل لماذا يكون المهندس أو شخص تقني على رأس منظمات أو وزارات كبرى؟ فالإنسان قد يكتشف نفسه في مسار التعليم أو في مسار الثقافة أو في مسار الأدب.. رغم كون أساس اشتغاله في البداية كان طبيبا..

عندما رشحت للعمل في وزارة التعليم، كنت قد شاركت في عدة أعمال تعليمية وشاركت في إلقاء عدة محاضرات، فالطبيب من خلال عمله يقوم بتدريب الناس وتعليمهم مهارات الطب على سبيل المثال، ما يجعله بالأساس معلما، فنجد أن قضايا التعليم قد تستمر في حياة الطبيب حتى وإن لم يكن يمارسه بطريقة مباشرة..

○ ألا تلاحظ أنكم توليتم مسؤولية الإدارة العامة لـ”الإسيسكو” في مرحلة صعبة، بالنظر إلى تفاقم الصراعات والخلافات بين عدة دول عربية وإسلامية، وما هي التحديات التي يفرضها ذلك؟

● عندما رشحت نفسي للمهمة، بحضور 50 دولة وافقت كلها بالإجماع، ركزت على بعض المبادئ، أولها أنه لا سياسة ولا تسييس في “الإسيسكو”، فما إن تدخل السياسة إلى المنظمة، سيختلف دورها، وتتجه نحو اتجاهات أخرى، فقلنا يجب أن نحافظ على المبدإ الأساسي، وهو ألا ندخل في أي مجال سياسي مقابل التركيز على مجالات عمل المنظمة، وهي التربية والثقافة والعلوم والاقتصاد والبيئة.. وما إلى ذلك، بالمقابل، الجوانب السياسية يمكن أن تطرح في منظمات أخرى كمنظمة التعاون الإسلامي، والجامعة العربية، وغيرها..

○ ألا تعتقدون أن هذا الأمر سيساهم في إبعادكم عن قضايا كبرى؟

● بالعكس، نحن نعتقد أن قضايا التعليم والثقافة والعلوم قد تكون هي جسر تعاون مشترك، وقد تحل بعض القضايا السياسية التي يختلف عليها بعض السياسيين، فـ”الإسيسكو” عبارة عن قوة ناعمة، إذا استخدمت في مجالاتها قد تبني علاقات كبيرة جدا بين الشباب والمفكرين والمثقفين وصناع القرار الغير مباشرين، وهذا يتيح إمكانيات كبيرة للتعاون.. وكم كانت هناك من مشاكل سياسية، ولكنها انتهت بسبب العلاقات الثقافية أو الفنية أو العلمية..

○ هل نفهم من كلامك أن عمل “الإسيسكو” يصب في اتجاه محو الحدود بين الدول؟

● هذا صحيح ويدخل في مجال اختصاصها، فنحن نحاول بشتى الوسائل أن نجمع بين المثقفين والمفكرين والشعراء والعلماء في العالم الإسلامي، وبين رجال الدين في جوانب تخدم العالم الإسلامي والعالم أجمع، ونريد أن نوضح للعالم أجمع أن الدين الإسلامي دين تسامح، ودين ثقافة، ودين فكر، ودين علم..

○ هل يمكن الحديث عن صعوبات معينة تعترض هذا العمل؟

● الحمد لله، منظمة “الإسيسكو” تحظى بدعم كبير من جلالة الملك محمد السادس، وهذا الأمر ظاهر للعيان، والحكومة المغربية أيضا داعمة بشكل كبير جدا للمنظمة، فما إن وطأت قدماي أرض المغرب، حتى وجدت كل التقدير والاحترام والاهتمام الكبير جدا من القيادات المغربية، من أدباء ومثقفين وصحفيين مغاربة..

أما الصعوبات، فعندما يأتي مدير جديد، مهما كانت المنظمة، فإنه لا بد أن تكون له رؤية جديدة وتصور معين يطرحه على المجلس التنفيذي، وينطلق بالعمل به إذا تمت الموافقة عليه، وما طرح، كان بمثابة رؤية حداثية لتحديث وتجديد ومواكبة المتغيرات التي يشهدها العالم..

○ هل تعتقدون أن الدول المعنية بعملكم تسير بنفس الدرجة من الالتزام والحماس والتطلعات؟

● دول العالم الإسلامي مختلفة، فهناك الدول الغنية والدول الفقيرة والمتوسطة، لكن كل الذين طرحنا عليهم رؤية “الإسيسكو” الجديدة والأفكار التي تحدثنا عنها، نجد أنهم يؤيدون ذلك بشكل كبير جدا.

○ هل يمكن لمنظمتكم أن تلعب دورا في حل بعض المشاكل الإقليمية، أم أنها ستبتعد؟

● نحن نبتعد تماما عن ذلك، حيث أننا أصبحنا نعتمد على مبدأين أساسيين أولهما: “لا سياسة ولا تسييس في الإسيسكو”، وثانيهما: “مبدأ الشفافية والمصداقية في العمل”، حيث أننا لا نخفي أي شيء، ونطرح كافة المواضيع أمام الجميع، ونحاول أن نقدم الإسيسكو كمنظمة شابة وفتية تواكب كل ما يحدث في العالم، وتظهر بمظهر مختلف عن بعض المنظمات من خلال استباق الأحداث والمساهمة في بناء المنظمات التربوية والثقافية..

○ ألم تلمس أن المغرب ذو طبيعة مختلفة عن باقي الدول بتعدد روافده الثقافية؟

● دعني أقول لكم شيئا شخصيا، أنا لا أتصور أن يكون لـ”الإسيسكو” كمنظمة دولية، مكان آخر أفضل من المغرب، لعدة أسباب، أولها التموقع الجغرافي، والتنوع الثقافي الموجود في المغرب، والدعم اللامحدود من القيادة المغربية، بالإضافة إلى التكلفة المعيشية، والعلاقات بين الأدباء والمثقفين الذين يشكلون جسرا بين الدول الأوروبية وبين دول العالم الإسلامي، وهذا ما أعطى لـ”الإسيسكو” تميزا مختلفا تماما عن بعض المنظمات الأخرى.

‫9 تعليقات

  1. يقول ما لا يفعل. ويفعل ما لا يقول. منافق من الدرجة الأولى. أقسم بالله أنه ينعت المغاربة بأبشع الصفات. الله ياخد فيه الحق.

  2. تجاوزات المدير العام الجديد وسوء تسيير وخروقات للانظمة واللوائح، خلفت استياء العديد من الدول الاعضاء وفى مقدمتها المملكة المغربية، دولة المقر، التى باتت محرجة من تصرفات المدير العام الغير الودية اتجاه المغاربة العاملين بالمنظمة ولا يفى بالتزاماته مع دولة المقر وسبب احراج للحكومة المغربية التى اصبحت محل انتقاد الأحزاب السياسية، ووسائل الإعلام الوطنية، حيث وصلت شكاوى الموظفين المطرودين الى جلالة الملك محمد السادس، والى أروقة البرلمان المغربي حيث نددت العديد من وسائل الإعلام، بمسلسل طرد الموظفين وحرمانهم من حق التقاعد والتأمين الصحى ضلما وعدوانا.

  3. تـم تعيين هذا المدير العـام في مؤتمـر اسـتثنائي، في ضيافـة المملكـة العربيـة السـعودية يـوم 9 مايـو 2019 بطريقـة غـير قانونية، دون احتـرام لميثـاق الإيسيسـكو وللأنظمـة واللوائـح الداخليـة ذات الصلـة، إنـه المؤتمـر الفضيحـة الـذي خرقـت فيـه الأنظمـة والقوانـين واللوائـح الداخليـة للمنظمـة، أمـام ضغوطـات مارسـها المديـر العـام المرشـح، وإغـراءات وهدايا السـلطات السـعودية لأعضـاء المؤتمـر، الذيـن فرضـت عليهـم قـرارات لا علاقـة لهـا بجـدول أعـمال المؤتمـر الغـير الشرعـي، ومـن أهمهـا تعيـين المديـر العـام لفرتـين متتاليتـين، إلى غايـة نهايـة عـام 2024. في حـين أن موضـوع الدعـوة للمؤتمـر وجـدول أعمالـه، كان مخصصـا لتعيـين المديـر العـام الجديـد للإيسيسـكو، لشـغل المنصـب لبقيـة فـرة المديـر العـام السـابق فقـط، والـذي تنتهـي ولايتـه نهايـة عـام 2021

  4. جهـود معاليـه منـذ تحمـل مسـؤولية الإدارة العامـة تركـزت عـلى طـرد الموظفـين، وصرف مبالـغ ماليـة كبـيرة لإقامـة الحفلات مـن اجـل تلميـع صورتـه في وسـائل الإعـلام، وتجميـل وإعـادة تأثيـث مقـر الإيسيسـكو، وبخاصـة مكتبـه الفاخـر، ومسـكنه الوظيفـي الجديـد، الـذي أنفـق عليـه ملايـين الـدولارات فى صفقـات مشـبوهة، دون إذن مـن الهيئـات الدسـتورية التـي تـم مغالطتهـا في المجلـس التنفيـذي الأخـير بتقديـم معطيـات كاذبـة. وإلى يومنـا هـذا تتواصـل عمليـات الصيانـة والتجميـل وتأثيـث مقـر إقامتـه الجديـد مـن أمـوال المنظمـة، بأفخـر المـاركات العالميـة، وبنـاء قاعـة رياضـة وحـمام تـركي ومصعـد إلكـروني ومسـبح كبـير.

  5. الوثائق تبـين جليـا بـأن مـا وقـع في المجلـس التنفيـذي الأخـير في أبوظبـي مـن تغيـير لإسـم الإيسيسـكو ومـن تعديـل للميثـاق والأنظمـة الداخليـة والهيـكل التنظيمـي، تغيـيرات غـير قانونيـة وباطلـة، لأنهـا لم تحـرم الآجـال القانونيـة وأرسـلت للـدول الأعضـاء قبـل اقـل مـن شـهر مـن تاريـخ عقـد المجلـس التنفيـذي، يومـي 29 و 30 ينايـر 2019، في حـين أن الأنظمـة تشـرط إرسـال مشـاريع التعديـل قبـل مـدة سـتة اشـهر عـلى الأقـل. وهـذا مـا لم يقـع. والأخطـر مـن هـذا كلـه، أن الأنظمـة المعتمـدة في أبوظبـي، بطريقـة غـير قانونيـة، قـام المديـر العـام بعـد عودتـه للربـاط بشـكل انفـرادي وحسـب مزاجـه بتغيـير محتواهـا في اعتـداء صـارخ عـلى إرادة الـدول واختصاصـات المجلـس التنفيـذي. وكل ذلـك موثـق.

  6. يسـتعد المديـر العـام لطـرد مجموعـة جديـدة من الموظفين الدين بفضلهم أصبحت الإيسيسكو منارة المنظمات. ويعيشـون اليـوم تحـت التهديـد في حالـة انتظـار وخـوف ورعـب. ويعمـل معاليـه اليـوم برفقـة مستشـاره القانـوني الجديد. الـذي كلـما تكلـم تباهـى بحصانـة المنظمـة وعـدم خضوعهـا للقضـاء المغـربي، عـلى تزييـف قـرارات المجلـس التنفيـذي الأخـير، ووضـع لوائـح وعقـود جديـدة فيهـا مسـاس بالحقـوق المكتسـبة للموظفـين، كتعويـض نهايـة الخدمـة التـي تـم تقليصهـا إلى أقـل مـن النصـف، وكذلـك العمـل عـلى تنقيـح الأنظمـة مـن جديـد لتقويـة سـلطات المديـر العـام وتجريـد المجلـس التنفيـذي والمؤتمـر العـام مـن أي سـلطة رقابيـة عليـه

  7. كل المغاربة العاملين بالإيسيسكو لا يتوفرون على تقاعد ولا على تغطية صحية بعد نهاية الخدمة ولا ممثلين منتخبين يدافعون على حقوقهم. أين الحكومة ومفتشين الشغل ؟؟؟

  8. للأسف كل المنابر الإعلامية تطرقت لموضوع الطرد التعسفي لحوالي 50 موظف من جنسيات مختلفة وأغلبهم مغاربة من الإيسيسكو قام بذلك هذا المدير، وجريدة الأسبوع تغض النظر عن هؤلاء المستضعفين وتعطي للمدير فرصة لتلميع صورته مما يعطي الشك في نوايا الجريدة التي ما تعودنا فيها ذلك منذ زمان.
    أطالب الجريدة بمبدأ الرأي والرأي الآخر

  9. يبدو صاحب الخميسات هادئا في تصريحه للصحافة وكأن الأمور تسير على ما يرام ، والحقيقة أن الإيسيسكو تعيش على وقع من الغليان يهدد بالانفجار في أي وقت ، بسبب تعامل سالم المالك الجاف مع الموظفين و حرمانهم من عقود العمل في انتظار الإستغناء عنهم في آخر العام ٠
    يتكلم باحترام عن أعلى سلطة في البلاد ويقوم بطرد المغاربة من بينهم مطلقات وأرامل، وعندما يتم الإعلان عن منصب شاغر يقيده بشرط إقصاء الجنسية المغربية ،
    لا غرابة في الموقف ، فالأعراب أشد كفرا ونفاقا كما جاء في الآية الكريمة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى