حوار خاص مع الناشطة اللبنانية “رويدة مروة” المشهورة بدفاعها عن مغربية الصحراء

اسمها “رويدة مروة”، شابة لبنانية، يطالعنا صوتها بين الفينة والأخرى هنا وهناك، وهي تدافع بحماس منقطع النظير عن مقترح الحكم الذاتي المغربي، وعن مغربية الصحراء.. كونها مغربية أكثر من بعض المغاربة، أمر يفتح الباب على مصراعية أمام التأويل(..).
ما علاقة مواطنة لبنانية، بموضوع مغربي شائك؟ “ليس من الضروري أن تكون هناك علاقة، فهذا نزاع دولي”، هكذا ترد رويدة بكل بساطة على منتقديها، عندما يطرح عليها سؤال من هذا النوع، تبتسم وتضيف، “استمعت مؤخرا لخبير ياباني يتحدث لمدة نصف ساعة عن نزاع الصحراء على قناة “ميدي 1 تي في”.. ما علاقة اليابان بالصحراء”.
قصة ارتباط مروة بالمغرب بدأت منذ اليوم الذي زارت فيه جامعة القرويين، قبل أن تحصل على الماجستير.. خبرتها بكواليس المنتظم الدولي، جعلتها تشن هجوما لاذعا على اللوبي المغربي في أمريكا، حيث تؤكد أنه لم يقدم شيئا للمغرب(..) كما تؤكد أن أمريكا لا تساند إلا نفسها.. بدليل أنها كانت تدافع عن مبارك والقذافي وتخلت عنهما فيما بعد، حسب قولها.
ولم تستبعد مروى التي تعتقد أن الدولة ارتكبت بعض الأخطاء في معالجة، قضية مخيم “اكديم إزيك”، وجود أجندات أجنبية تنزل في المغرب عن طريق مواقع إلكترونية ممولة من طرف جهات ضد الملكية، حسب التفاصيل الواردة في الحوار التالي:
حاورها: سعيد الريحاني
————————-
- يطالعنا صوتك في الآونة الأخيرة كإحدى المدافعات عن مقترح “الحكم الذاتي”. السؤال الذي يطرح نفسه، ما علاقة مواطنة لبنانية بالدفاع عن أطروحة مغربية؟
- ليس من الضروري أن تكون هناك علاقة، لسبب بسيط وهو أن الأمر يتعلق بنزاع دولي، فمنذ سنة 1963 عندما طرح المغرب موضوع الصحراء على اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار في الأمم المتحدة، وبعد خروج إسبانيا من الصحراء سنة 1975، بقي هذا المشكل مصنفا كنزاع دولي يتحدث عنه العالم كله، لكن بنسب مختلفة، والعرب مثلا لا يتحدثون نهائيا عن نزاع الصحراء، لسبب بسيط وهو أنهم يعتبرون أنه نزاع بين طرفين عربيين، وأنا لا أتحدث هنا عن البوليساريو وحدها، بل عن الجزائر أيضا، ثم إن هناك صحفيين عربا أشهر مني بشكل كبير ولهم مواقع إلكترونية معروفة، يتكلمون كثيرا عن نزاع الصحراء ومواقفهم تميل لأطروحة البوليساريو، وهؤلاء مصنفون منذ 10 أو 15 سنة غير مندرجين ضمن أصدقاء المغرب، ويسجلون حضورهم دائما في كل الاستحقاقات، مثل الدستور، والانتخابات البرلمانية، ومحاكمة “اكديم إزيك”، وقضية مصطفى سلمى.. لكن الناس يرونني لوحدي في الموضوع وهذه مشكلة، وربما يعكس هذا الأمر أنني صوت مؤثر، لأنني تعمقت أكثر من غيري، وهذا هو الفرق بيني وبين صحفيين آخرين.. في هذا الصدد أود أن أشير إلى حضور خبير ياباني تحدث لمدة نصف ساعة عن قضية الصحراء، وله مركز دراسات في اليابان، “أشنو جاب اليابان لملف الصحراء”(..).
التقصير الإعلامي في ملف الصحراء
- هل يمكن أن نتحدث عن قصة اقتناعك بمقترح “الحكم الذاتي” المغربي؟
- أول مرة زرت فيها المغرب، حضرت لنشاط احتضنته جامعة الأخوين وكنت وقتها طالبة أحضر الماجستير في شعبة العلاقات الدولية بلبنان، وكنا قد حضرنا مؤتمرا له علاقة بالدفاع عن حقوق الإنسان، وحرية المدونين في العالم العربي، وكان من تنظيم الكونغرس الإسلامي الأمريكي بالجامعة المذكورة.. هذا الموضوع لم تكن له علاقة بالصحراء، ولكنه صادف وجود بعض المغاربة الصحراويين، كانوا ينظمون زيارات لوفود أجنبية للأقاليم الجنوبية، فاقترحوا علينا زيارة الصحراء، فلبيت الدعوة رفقة أستاذ عراقي في السياسية، وكان من المفروض أن تنتهي تلك الزيارة عند هذا الحد، لكني انتبهت إلى وجود مشكل إنساني على الأرض، قبل أن تكون هناك مشكلة سياسية لها علاقة بالمخيمات.. فتساءلت لماذا نتحدث عن فلسطين، والعراق، وجنوب لبنان، ولا نتحدث عن نزاع الصحراء(..).
- لماذا لم يتحول موضوع الصحراء المغربية إلى موضوع دولي على غرار باقي النزاعات الأخرى التي أشرت إليها؟
- أولا، هناك تقصير من طرف الإعلام المغربي في الترويج للملف، والخطاب الموجود في القنوات الإعلامية المغربية، هو بالكاد خطاب موجود، وبالكاد يتقبلة المغاربة، فكيف ستخاطب الخارج بخطاب يعتبره المغاربة خطابا خشبيا، ثانيا: لم تشتغل الدبلوماسية المغربية على القضية من وجهة نظر حقوقية، وكان المغرب متكلا على الأمم المتحدة بشكل كلي، منذ أن أصبح هناك مبعوث للأمين العام، وكانت هناك علاقات مع دول مصنفة كصديقة للصحراء، استمر العمل بذلك إلى أن عملت جبهة البوليساريو، على لعب ورقة “حقوق الإنسان”، والمغرب الآن يبحث عن طريقة لمعالجة هذا المشكل، الذي انطلق قبل أن تكون هناك محاكمة المتورطين في قضية “مخيم اكديم إزيك”، والدليل على ذلك هو تصنيف هذا المخيم كأول حراك للربيع العربي على قناة “الجزيرة”.
من ناحية ثانية، كل ما يتحدث فيه العرب، يجب أن يتحول إلى “هاشتاج” على “تويتر”، أو قضية مثيرة، للرأي العام العربي.. اليوم الرأي العام العربي، متجه نحو سوريا، والكل يريد أن يسوق هذا المشكل سواء تعلق الأمر بالمعارضة أو النظام.. الأمر نفسه في ما يتعلق بموضوع فلسطين، الذي تم ترويجه منذ سنوات عبر حملة لمقاطعة البضائع الإسرائيلية، وهذه الحملة جلبت له أنظارا كثيرة من أوربا والخارج.. بخلاف المخيمات وهي منطقة مقفلة(..).
هناك شيء آخر، يتعلق بكون المغرب يُصَدَّق عنه دائما كل ما هو سيئ، وهذا لاحظته في الأربع سنوات الأخيرة عندما كنت في لبنان وفي بعض الدول العربية، حيث كان يطرح علي سؤال، ما الذي ترينه مثيرا للإعجاب في المغرب؟ فكنت أرد عليهم بسؤال: هل زرتم المغرب؟ فيقولون: لا، وكل ما لديهم مجرد تصورات سلبية تجعلهم يصدقون كل ما يقال عن المغرب بسهولة(..).
المغرب خطا خطوات كبيرة في مجال حقوق الإنسان لكنه لم يسوق نفسه
- هل فشل المغرب برأيك في رسم صورة عن نفسه بالخارج؟
- المغرب خطا في العشر سنوات الأخيرة، خطوات كبيرة في مجال حقوق الإنسان، وفي السياسة.. لكنه لم يسوق نفسه بشكل جيد، فبقيت الصورة القديمة، موجودة عند الشرق، فلو سألت الخليجيين أو المشارقة عن صورة المغرب، حيث لا يمكن لنسائهم أن يشاهدوا منجزات المرأة المغربية ومدونة الأسرة، بل سيكتفون بما هو مسوق إعلاميا، وهو معروف(..) كما أن أغلبهم لا يعرفون أي شيء عن موضوع الصحراء، ولا يعرفون أي شيء عن تندوف، لكن إذا سألتهم عن موقفهم من قضية الصحراء، فستكون هناك تصفية حسابات ناتجة عن الموقف من النظام المغربي نفسه، وهذا الأمر موجود حتى داخل المغرب، حيث أصبح هناك موقف لدى البعض من طرح الدولة، لمجرد أن هذا رأيها، حيث مازالت هناك عقدة من المخزن(..).
- أنت تدافعين عن الحكم الذاتي، بالمقابل هناك قلة قليلة داخل المغرب، تدافع عن مقترح تقرير المصير؟
- أنا أعتبر “برانية” بالنسبة للمغرب، لكنني أرى فيه أكثر البلدان المستقرة عربيا، والأكثر انفتاحا على الاستثمارات، والاتحاد الأوربي.. هذه النقاط الإيجابية، حرام أن تضيع في ملف يستنزف المغرب بهذا الشكل.. وعندما خرجت فيديوهات من طرف “شباب التغيير” داخل تندوف، تتحدث عن التغيير وعن الصحراويات اللواتي تم اغتصابهن وقدموا شهادات في جنيف حول ذلك في مجلس حقوق الإنسان.. لم نر أي واحد من نشطاء الرأي في المغرب يتكلم عنهم، لكن بالمقابل تم ترويج موضوع العفو عن “دانييل كالفان” وفيديو ولي العهد وهو يفتتح حديقة الحيوانات(..)، وهذا العمل قام به بعض المغاربة، ما شاء الله. بعض المغاربة يعرفون كيف يتكلمون بشكل سريع عن كل ما هو سلبي.. وينتظرون أي خطإ للنظام في أي ملف من أجل تصريف غضبهم، وهذا ينعكس بشكل كبير على صورة المغرب لأننا في زمن حرب الإعلام(..).
- هل تعتقدين أن الأمر يتعلق بتصرفات عفوية أم بخدمات “أجندات” أجنبية؟
- طبعا هناك أجندات أجنبية، لأن هناك مواقع إلكترونية مغربية لها جهات تمولها من الخارج، جهات ضد الملكية، أو جهات لها أطماع للحكم في المغرب.
- هل رصدتم من خلال المركز التي تترأسينه حالات للعمل على “أجندات” أجنبية؟
- ليس من خلال المركز، أنا أقولها لكم مباشرة، أنا كنت أعرف أن هناك مواقع إلكترونية من خلال ما يقوله بعض الفاعلين في المجال السياسي.. هناك أيضا بعض الجمعيات المرخص لها كي تشتغل، لكن أشكال نضالها تتعارض مع أهم فكرة لها علاقة بالدولة وهي الوحدة الترابية، أو تتعارض مع الأمن القومي.. هناك جمعيات تذهب كل أسبوع للاطمئنان على المعتقلين الذين قتلوا رجال قوات الأمن بمناسبة تفكيك مخيم “اكديم إزيك”، لكنهم لم يذهبوا ولو يوما واحدا للاطمئنان على أهالي الضحايا من قوات الأمن.. الإنسانية تقول بأن نزور عائلتي الطرفين معا.. هناك من يروج إلى حدود اليوم، وهذا ما تشتغل عليه البوليساريو في إطار “بروبا غاندا” خطيرة. إن أولئك المعتقلين، ناشطون سياسيون وليسوا قتلة.. هم ناشطون سياسيون ونحن ليس لنا معهم أي مشكل، لكن تصير هناك مشكلة عندما يقتلون أشخاصا آخرين.. وتسويق مصطلح “الناشطون السياسيون” يجعل التهمة باطلة من أساسها(..).
أخطاء تدبيرية في ملف “اكديم إزيك”
- ما رأيك في تدبير الدولة، لملف “اكديم إزيك”؟
- حصلت هناك أخطاء من طرف بعض المسؤولين في الصحراء، وكان هناك تراكم لمشاكل داخلية بالصحراء، وبسياسة الريع والامتيازات الممنوحة لبعض الأشخاص، تنافس سياسي.. تراكمت المشاكل فصار هناك مخيم، لكن الأشخاص الذين أرسلوا للتفاوض بين المعتصمين وبين الدولة، ارتكبوا أخطاء فوصلنا إلى وقت الذروة، فكان من الضروري تفكيك المخيم، مع الإشارة إلى أن رجال قوات الأمن كان عندهم فقط وسائل خفيفة للقيام بعملهم(..) لكن المحاكمة تأخرت لمدة سنتين، وكانت هذه المدة كفيلة بأن تجعل عدة أمور ميتة، بالإضافة إلى أن اختيار توقيت المحاكمة كان مخطئا، حيث كان من اللازم انتظار انتهاء سنة 2013 أو التعجيل بالمحاكمة قبل ذلك بكثير، لأن الموضوع تزامن مع التصويت على توسيع صلاحيات المينورسو من طرف أمريكا.
- قلت إن المغرب كان يراهن في الترويج لقضيته على دول تسمى صديقة الصحراء، هل هم أصدقاء الصحراء فعلا؟
- هم أصدقاء أنفسهم ومصالحم، والصحراء معروفة بكونها غنية بالموارد السمكية ومرشحة لاحتضان موارد أخرى(..)، فمن الطبيعي أن تكون للدول التي لها تأثير في القرار الدولي، حسابات تأخذ بعين الاعتبار مطامعهم في المنطقة.. وتجدر الإشارة هنا إلى أن موضوع الثروات، لا يثيره المغرب ولكن تستغله الدول صديقة الصحراء(..).
تجربة الانفتاح على أصدقاء جدد.. روسيا والصين
- في المغرب يقولون إن أمريكا وفرنسا تساندان المغرب؟
- أمريكا تساند نفسها، والدليل أنها كانت تساند مبارك، وقررت في يوم ما تحييده، أمريكا كانت صامتة عن القذافي طيلة سنوات، وعندما قرروا تنحيته قاموا بذلك.. أمريكا تقول إنها غاضبة على النظام السوري، لكنها لم تقم إلى حدود اليوم بتمويل المعارضة السورية، أليس هذا الغضب براغماتيا، هم يقولون من الذي سيخلف الأسد؟ الإسلاميون. هذا غير مناسب بالنسبة لسوريا، في نظر الأمريكيين، الذين كانوا يبحثون عن شخصية عسكرية لتكون مكان بشار.. من جهة أخرى، لا يمكن القول بأن أمريكا حليفة للمغرب لأنه ليس هناك توازن، وكي تكون المصطلحات دقيقة، نحن أصدقاء أمريكا(..).
- وماذا عن فرنسا؟
- يمكن الاستفادة حاليا بشكل كبير من فرنسا، نظرا لمشاكلها الداخلية التي ستجعلها أقل جرأة على القيام بخطوات يمكن أن تؤثر في علاقتها مع المغرب، والشيء نفسه بالنسبة لإسبانيا.. لأن سياسة هذه الدول سياسة مصالح في النهاية وأي دولة عربية ستعتقد أن دولة أجنبية ستدعمها انطلاقا من عقيدة معينة، فهي واهمة والدليل أن مقترح توسيع صلاحيات المينورسو، كان سيخرج من رحم أمريكا(..).
- هل المغرب مطالب بالمراهنة على أصدقاء آخرين، وماذا تقترحين؟
- منذ 2013 اشتغل المغرب على هذا الملف في علاقة مع روسيا، وكان هناك استقبال لوزير الخارجية وكانت هناك زيارة لروسيا، وحاليا هناك اشتغال على ملف الصين، لأن لها مصالح مهمة مع إفريقيا، وهذه المصالح ستمر بالتأكيد عبر المغرب.. مشكلة المغاربة أنهم مازالوا يشتغلون على ملف الصحراء سياسيا وشعبيا، وما يسمى بالدبلوماسية الموازية (هذا المصطلح يضحكني) عن طريق العاطفة والشعارات، في حين أن الملف لا يحتاج إلى العاطفة.. الصحراء مغربية وماذا بعد، ما معنى أن تسمع أن الجزائر ضخت ملايين الدولارات في المجتمع المدني التونسي، أو أن الجزائر تدفع لجمعيات إسبانية بالملايين، أو أن تسمع أن تمويلات تخرج من البرلمانيين السويدي والإسباني لجمعيات تؤيد الطرح الانفصالي..هذا معناه أن المتغيرات الواقعية هي التي تحكم(..).
- يسود هناك اعتقاد بأن المغرب أيضا يقوم أيضا بدور مشابه، بدليل أننا نسمع أحاديث كثيرة عن اللوبي المغربي في أمريكا مثلا؟
- اللوبي المغربي في أمريكا لم يقدم شيئا، وقد قرأت أن المغرب صرف 20 مليون دولار على لوبيات.. وسبق لي أن أكدت أن كل المقالات التي يقولون إنها تخدم الطرح المغربي، عبارة عن مدونات، وليست مقالات بجرائد معروفة أو محطات إخبارية مشهورة.. مثلها مثل آراء القراء، وليست هي ما يحدد خط الجريدة.. أعطني عمليا من يتحدث اليوم عن المناضل الفلاني أو الفلاني الذي يدافع عن الحكم الذاتي، أعطني عنوانا لناشط واحد خدم القضية وأنا سأعترف بالموضوع(..).
في المقابل؛ الجزائر والبوليساريو لهما ورقة في أمريكا وهي مؤسسة روبرت كندي يلعبون بها، لهم أيضا “خافيير بارديم” (الممثل الإسباني صاحب الفيلم المسيء للمغرب)، هذا الأخير له صفة فنية لكنها خدمتهم في النهاية، لأن تسويق شيء معين لا يتوقف على السياسة وحدها بل من خلال الفن والثقافة.. وهذا ما لا يحصل في المغرب، حيث مازال استعمال خطاب خشبي جامد كرهه الناس(..).
ترشحي للانتخابات البرلمانية مجرد مزحة انتشرت على نطاق واسع
- ما هي قصة تأسيس المركز الدولي للتنمية والتدريب وحل النزاعات، الذي تترأسينه؟
- أسست أول جمعية منذ ثماني سنوات وكانت تعنى بشباب حوار الأديان، غير أنها لم تعد موجودة، وفي تلك المرحلة كنت أنهيت رسالة “الماجستير”، تزامن ذلك مع سنة 2011، حيث كانت قد تبلورت لدي فكرة تأسيس جمعية تعنى بحقوق الإنسان(..).
- ما هذا المركز؟
- المركز يمول نفسه بنفسه، نحن لدينا أنشطة ربحية، ولا ننتظر مساعدة من الاتحاد الأوربي، ولدينا عقود كبيرة مع الدولة العراقية، وسبق لنا أن دربنا 600 موظف في كردستان، ودربنا أكثر من 500 موظف جنوب البصرة.. نحن نقوم بالتدريب ليس فقط على مواضيع حقوق الإنسان، بل المحاسبة والمعلوميات والاقتصاد.. نحن مركز يقصدنا القطاع العام، يطلب منا خدمات لتدريب فرق عمله، فنحدد مبلغا لتقديم الخدمة مرفوقة بشهادات.
- هل نعتبر ذلك جوابا على من يقول بأن رويدة مروى تستفيد من تمويل جهات مخابراتية؟
- هذا أكثر من جواب.. اشتغالي على ملف الصحراء هو الذي مكنني من الدخول على خط ملف “جنوب اليمن”، ولدي مداخلات كثيرة حول موضوع اليمن، ستسألني لماذا نزاع جنوب اليمن، سأقول لك، إنه هو الآخر نزاع مهمش أكثر، لكن بعض الناس لا ينتبهون إلى ذلك، وينتبهون إلى موضوع الصحراء فقط، وأنا تقريبا الصوت العربي الوحيد “اللي عم بيحكي عن موضوع جنوب اليمن”.
- عبرت عن رغبتك في الحصول على الجنسية المغربية لدخول البرلمان المغربي، هل مازلت عند رأيك؟
- التغريدة التي كتبتها على “الفيس بوك” كانت مزحة واضحة، لكنها انتشرت بشكل كبير، ومن نشره هم الذين أزعجهم الموضوع، ولو كانوا يفهمون قوانين بلدهم لعرفوا أن الجنسية المغربية من أصعب الجنسيات، ولا يمكن الحصول عليها حتى بعد 20 سنة.. الموضوع كان مزحة، لكن تم تضخيمه، ربما لأنه مثير إعلاميا(..).
- ما الذي يغريك في هذا البرلمان المغربي طالما أنك تقولين إن شباط نموذجا له أسلوب “ساقط” في الحوار؟
- ما يغريني هو المغاربة أنفسهم وليس ملف الصحراء(..).
- هل سبب لك دفاعك عن مغربية الصحراء مشاكل، هل تعرضت للتهديد؟
- سبب لي مشاكل كثيرة، وكانت هناك حملات هجومية على “الفيس بوك”، لكن الأمر لم يصل إلى التهديد بكل صراحة، كما سبب لي الموضوع مشاكل شخصية بسبب التهم، وامتد الأمر إلى لبنان.. في الفترة الأخيرة أصبح التركيز على هذا الموضوع يزعجني، أنا لدي أشياء أخرى أقوم بها، وأحيانا يحصل أن يقترب مني بعض الأشخاص ظنا منهم أنهم سيتقربون إلى جهات معينة في الدولة، والحقيقة “أنا ما عندي شيء”، وفعلا أنا لا أستطيع أن أميز بين الناس الكثر الذين يزورونني، بين الصادق والكاذب، هناك من يتحدث عن صداقات ومشاريع شغل، ولكني أكتشف في النهاية أنهم مجرد حلفاء لأجهزة معينة، وأحيانا يلتقي بي بعض الصحفيين فيسحبون مني عدة معلومات وبعدها لا أراهم ولا أرى أثرا لما قلته لهم.