شخصيات

حوار الأسبوع | عبد الواحد الفاسي يعاتب «احجيرة» و«ياسمينة بادو» ويصرح: حزب الاستقلال الجديد لم يعد يحترم الملك

   مازالت صفحة الخلاف داخل حزب الاستقلال مفتوحة، ومازال هناك من يناصر عبد الواحد الفاسي في مواجهة الأمين العام، حميد شباط، رغم أن المؤتمر الوطني السادس عشر انعقد منذ ما يزيد عن سنة، وقد تأكد رسميا خلال الفترة الأخيرة أن كلا الطرفين يسبح كل منهما ضد «تيار» الآخر.

تأسيس «جمعية تيار لا هوادة في الدفاع عن الثوابت» بالدار البيضاء، هو تكريس للقطيعة بين مجموعة من الاستقلاليين، ولكن عبد الواحد الفاسي يؤكد أن الهدف لا يتعلق بالتمهيد للانشقاق من الحزب، بل هو مجرد تأسيس لإطار مرجعي وخزان للقيم والمبادئ التي تربى عليها الاستقلاليون، حسب قوله.

يعترف عبد الواحد الفاسي بأن جزءً من ممتلكات حزب الاستقلال مسجل باسم والده «علال الفاسي»، لكنه يؤكد أن رسم التركة الذي تركه الراحل لا يتضمن أيَّ إشارة لهذه الممتلكات وهو ما يلغي إمكانية استحواذ العائلة “الفاسية” عليها، لكنه يؤكد أن جزءً ممتلكات الحزب مسجل باسم امحمد بوستة وقد يكون مسجلا باسم الأمين العام السابق علال الفاسي.

تتمة المقال بعد الإعلان

كما يؤكد نجل علال الفاسي في حواره مع “الأسبوع” أنه كان يتوقع الفوز بالأمانة العامة لحزب الاستقلال، ولكن تدخل «المدرعات» هو الذي رجح كفة حميد شباط، حسب قوله، ويضيف بأن كلا من ياسمينة بادو وتوفيق احجيرة أخلا بوعدهما في آخر لحظة (..).

  • أسستم مؤخرا جمعية «لا هوادة» وهو ما يمكن اعتباره استمرارا للقطيعة بين مجموعة من المناضلين والأمين العام الحالي حميد شباط، هل كانت هذه الغاية الوحيدة؟
  • أظن أن الفكرة الأساسية التي جاء بها التأسيس هو أننا شرعنا بداية منذ 23 شتنبر 2012 (تاريخ انتخاب أمين عام للحزب) في التفكير بطريقة معينة للتواصل بين مجموعة من المناضلين في الحزب، فطرح البعض إمكانية تأسيس حزب آخر وهناك من يقول لا، وأنا مع الفئة الأخيرة، لذلك اعتبرنا أن تأسيس تيار أو حركة داخل الحزب موجود ولكنه صعب، بالموازاة مع ذلك، فكرنا في تأسيس جمعية سميناها «جمعية لا هوادة في الدفاع عن الثوابت»، من أجل الحفاظ على المبادئ والقيم التي تعلمناها عبر تاريخ الحزب.

ياسمينة بادو وتوفيق احجيرة ساندوني إلى آخر دقيقة

  • كنتم تتحدثون عن تيار داخل حزب الاستقلال ولكنكم اليوم تتحدثون عن جمعية، ما هو الفرق؟
  • طبعا الجمعية «غير سياسية» والتيار موجود داخل حزب الاستقلال، فيما الجمعية توجد خارجه.. التيار سيستمر داخل الحزب وهو يتكون من مجموعة من المناضلين الذين لا يتفقون مع القيادة الحالية، أما الجمعية فهي عبارة عن فكرة لإنشاء خزان من المناضلين الذين يدافعون عن مبادئ حزب الاستقلال والتهييء للمستقبل، لأننا نعتبر أنه إذا استمرت الأمور هكذا داخل حزب الاستقلال فإنه سيصبح مثل القشرة الفارغة، لذلك لابد أن تكون هناك مجموعة لتحافظ على ما هو أساسي..
  • لماذا لم ينجح تيار «لا هوادة» في استقطاب أسماء وازنة، علما أنكم نجحتم في استقطاب امحمد الخليفة؟
  • .. الأمور ليست هكذا، من ترأس الجلسة (جلسة الجمع العام) هو السِّي عبد الحق التازي ولا أعتقد أنه من العيار الخفيف، هناك أيضا مولاي امحمد الخليفة وهو الآن عضو في التيار وهناك لطيفة بناني سميرس، والسي امحمد بوستة، والسي بنجلون الأندلسي، الذي لم يحضر لأنه مريض وكان من المفروض أن تحضر أسماء أخرى.. هناك أيضا مجموعة من الحاضرين هم أعضاء في المجلس الوطني الحالي.. وبالتالي أنا لا أفهم المقصود بالأسماء الوازنة، امحمد بوستة، وعبد الكريم غلاب، هما عضوان في مجلس الرئاسة ويجب أن يبقيا على الحياد، أما عباس الفاسي فقد اختار عدم الدخول في هذه الأمور..
  • لنأخذ أمثلة، هناك ياسمينة بادو وتوفيق احجيرة.. لماذا اختاروا الاصطفاف مع شباط في نظرك؟
  • أنا شخصيا أعتبر أن كثيرا من هؤلاء الناس الذين ذكرت كانوا معي إلى آخر دقيقة، وهم من الناس الذين تم قصفهم من طرف “المدرعات”..

 

تتمة المقال بعد الإعلان

الأخطاء التي مهدت الطريق لحميد شباط

 

  • جرت العادة في المغرب أن الأحزاب هي التي تخرج من رحم الجمعيات، مثل حركة التوحيد والإصلاح التي أنجبت حزب العدالة والتنمية و«حركة لكل الديمقراطيين» التي أنجبت «حزب الأصالة والمعاصرة»، لماذا ذهبتم في الاتجاه المقلوب؟
  • هناك عدد من الجمعيات التابعة للحزب، ولكن هذه جمعية مختلفة نظرا للظرفية، ولكن إذا عادت الأمور إلى نصابها ستكون هذه الجمعية من الجمعيات الموازية للحزب.. بعض الصحفيين يكتبون أنها بداية انشقاق داخل حزب الاستقلال، ولكن لا أساس لذلك من الصحة.
  • ولكن هذا سؤال مطروح فعلا، هل تمهدون للانشقاق داخل الحزب؟
  • قلنا مرارا وتكرارا أنه يستحيل أن يكون هناك انشقاق داخل حزب الاستقلال، وسبق لي أن قلت حتى لو طردونا من الحزب بشكله الحالي (يقصد حزب شباط) لَمَا خرجنا منه.
  • ما الذي وقع في حزب الاستقلال في نظرك، حتى أصبح من الواجب تأسيس جمعية للدفاع عن المبادئ الاستقلالية خارج الحزب؟
  • الحزب وقعت فيه أشياء كثيرة، ولم يعد هو ذلك الحزب الذي عرفناه في الخمسينيات.. لقد كانت هناك أخطاء تنظيمية هي التي تسببت في اختلال التوازن داخل الحزب، لدرجة أن المجلس الوطني بات يضم أناسا لا علاقة لهم بالحزب، ونحن كلنا مسؤولون، لأننا أغمضنا أعيننا.. نفس الأمر حصل في المؤتمر ما قبل الأخير والتنازلات التي حصلت فتحت الباب لأمور كثيرة..
  • بشكل واضح هل تحمل المسؤولية لعباس الفاسي؟
  • لا أريد أن أحمل لعباس الفاسي المسؤولية، أنا أيضا أتحمل المسؤولية، ألست أنا من ترأس المؤتمر ما قبل الأخير؟ ما وقع هو بعض التغييرات التي حصلت من أجل فتح الباب للبعض كي يدخلوا للجنة التنفيذية، كان القانون يشترط العضوية لدورتين متتاليتين في المجلس الوطني وأصبحت دورة واحدة، هذه القضية فتحت الباب بسرعة أمام الجميع وهو ما يتعارض مع مبدأ تحصين الحزب..

 

تتمة المقال بعد الإعلان

هناك مؤامرة على جميع الأحزاب ونحن كنا «مغرورين»

 

  • هل تعتبر أنكم تعرضتم لمؤامرة، داخل كحزب الاستقلال؟
  • ربما كنا مغرورين بعض الشيء وكنا نعتبر أن حزب الاستقلال له من القوة ما يمكن أن يحميه.. ومما لاشك فيه أنها مؤامرة كذلك، ليس إزاء حزب الاستقلال وحده، ولكنها مؤامرة على جميع الأحزاب، بحيث أن هناك إرادة إبادة الأحزاب..
  • الغرور الذي تتحدث عنه يجد ترجمته في بعض تصريحاتك للصحافة الوطنية حيث سبق لك أن قلت: «حميد شباط لا يعرف طبيعة المعركة ولا يعرف مدى نفوذ عائلة الفاسي..عائلة الفاسي لن تترك منصب الأمين العام لغير ابنها».
  • (مقاطعا) لم يحصل أبدا أن صرحت بمثل هذا الكلام.. وهذا معناه أن الصحفي الذي كتبه نسبه لي من تلقاء نفسه، أنا شخصيا أعتبر أن هناك شخصا اسمه علال الفاسي كان يمكن أن يكون اسمه “الفاسي” أو اسما آخر، كوننا نحمل اسم الفاسي هذا لا يغير شيئا.. الشيء الوحيد الذي سبق أن صرحت به هو أن عائلة الفاسي، هي عائلة لها تاريخ ورمزية فيما يتعلق بالكفاح من أجل الوطن، والدليل على ذلك فوثيقة المطالبة بالاستقلال تضم في صفوفها ستة موقعين من عائلة الفاسي من أصل ستين توقيعا، ولكن هذا لا يغير شيئا فوسط عائلة الفاسي، هناك من يوجد داخل حزب التقدم والاشتراكية والاتحاد الدستوري، ووزارة الداخلية..

«المدرعات» هي التي ساندت حميد شباط

تتمة المقال بعد الإعلان

 

  • أنت الآن تقود تيار “لا هوادة”، بالمقابل كنت من أول المهنئين لحميد شباط بعد انتخابه أمينا عاما لحزب الاستقلال؟
  • شيء طبيعي، لأن انتخابات الأمانة العامة من الناحية التقنية مرت بشكل عادي وكانت النتيجة هي عشرون صوتا كفرق.. طبعا كانت هناك تدخلات قبيل عملية التصويت على الأمين العام، كانت هناك بداية حميمية وفي الأخير جاءت «المدرعات».. ولكنني بما أنني قبل التصويت كنت ملزما بتهنئته من باب النزاهة الفكرية، ولكن في مرحلة انتخاب اللجنة التنفيذية وقع «الخواض الكبير»..
  • إذا رجعنا إلى توقيت المؤتمر نجد أن مجموعة من أنصاركم هم الذين انسحبوا من الحزب؟
  • كان هناك إحباط ولا أحد كان يتوقع أن تكون هذه النتيجة، ولكن أنا شخصيا كنت أعتقد أنني سأحصل على 670 صوتا ولكن بعد التدخل الذي وقع يوم السبت ليلة الانتخاب حصلت أشياء أخرى..
  • من هم الذين تدخلوا يوم السبت؟
  • “المدرعات”..
  • ماذا تقصد؟
  • هذا الأمر لا يقال، «غير لا مبغتيش تفهم» والمغاربة يرددون المثل القائل «إيلا عرفتي أشنو في قبي نعطيك منو عنقود».

 

أملاك حزب الاستقلال لا توجد في رسم التركة الذي خلفه علال الفاسي

تتمة المقال بعد الإعلان
  • توجه إليكم عدة اتهامات إلى حدود اليوم، وإلى حدود اليوم هناك من يقول إن استمرار عداوة حميد شباط وتيار «لا هوادة» ناتج عن كون عائلة الفاسي لا تريد إرجاع ممتلكات الحزب التي مازالت مسجلة باسم الزعيم «علال الفاسي» لحزب الاستقلال؟
  • هذا كلام فارغ، لأسباب متعددة، وهو أن أملاك الحزب كانت تسجل باسم علال الفاسي، رحمه الله، لأنه كان رئيس الحزب، والقانون لم يكن يسمح للأحزاب بأن تكون لها ممتلكات، تبعا لذلك فإن بعض ممتلكات الحزب مسجلة أيضا باسم، محمد بوستة، وربما تكون هناك ممتلكات أخرى مسجلة باسم «عباس الفاسي»..

بالنسبة لقضية علال الفاسي هناك قضية كررتها عشرة آلاف مرة، وهي أن كل إنسان عندما يتوفى تتم كتابة رَسْم التركة الذي يشمل الممتلكات.. والحالة هاته، فإن رسم التركة ليس فيه إلا ما كان يملكه علال الفاسي كأب أما ما يتعلق بالأمور الأخرى فهي ليست موجودة في رسم التركة.. بالنسبة لنا كورثة لعلال الفاسي لا يمكن أن نرث أمورا غير موجودة في رسم التركة.. ثانيا هذا كلام «الخارجين عن الأخلاق» ولا أحد يمكنه أن يصدق أن أحد أفراد عائلة الفاسي يمكنه أن يأخذ ولو حبة رمل من الحزب.

انسحاب حزب الاستقلال من الحكومة أمر غير مفهوم

  • هناك من يقول إن تياركم له علاقات خفية مع حزب العدالة والتنمية؟
  • أكثر من ذلك، هناك من قال إن عضوا في العدالة والتنمية هو الذي كان يكتب بلاغاتنا، ولذلك أوضح بأنه ليست لنا علاقات مع هذا الحزب، ولكن بطبيعة الحال كل واحد فينا له علاقات شخصية مع البعض.. والعلاقة بين حزب الاستقلال والعدالة والتنمية كانت دائما علاقات جيدة.. ولكن أن نقول إن هناك تدخلا من العدالة والتنمية داخل الحزب والجمعية فهذا الأمر لا صحة له.
  • هل كنتم ستقبلون الانسحاب من التجربة الحكومية الحالية، لنفترض أنك أنت الأمين العام؟
  • مستحيل، ليس بسبب بن كيران، فلو كان هناك شخص آخر رئيسا للحكومة لما انسحبنا منها، عندما حصل بن كيران على 107 مقاعد في البرلمان، كنت أول من قال بأن حزب الاستقلال ينبغي أن يدخل للحكومة الحالية لعدة أسباب؛ أولها أننا كنا مشاركين في الحكومة، أما السبب الثاني فهو أننا كنا قد انتقلنا للتو من مرحلة الربيع العربي والدستور الجديد..

.. الواقع أن أغلبية الوزراء التابعين لحزب الاستقلال تبين أن أغلبهم يقوم بعمل إيجابي ولكن ذلك يبقى في إطار قطاعاتهم.. من الناحية السياسية كان هناك أمر آخر، وهنا أطرح سؤالا لماذا سيخرج حزب الاستقلال في عز الأزمة بسبب خلاف شخصي بين بن كيران وحميد شباط، إضافة إلى ذلك أنا أعتقد أن الانسحاب من الحكومة موقف غير مفهوم إلى حدود اليوم..

في وقت من الأوقات كنا نعتقد أنهم مدفوعون لهذا الأمر لكن بعد الانزلاق الكبير الذي حصل في المجلس الوطني الأخير، بدأنا نتساءل عن مصدر هذه القرارات.. لأنه لم يسبق أن قرر أحدهم في تاريخ المغرب الانسحاب بصفة نهائية من الحكومة ثم يطلب فيما بعد «التحكيم الملكي».. أعتقد أن هناك اختلالا واضحا في الفهم خلال المرحلة الأخيرة (يضحك).

  • بعد انسحاب حزب الاستقلال من الحكومة، أثارت وضعية كل من «نزار بركة» و«محمد الوفا» اهتماما كبيرا بالنظر إلى أن أحدهما أصبح رئيسا للمجلس الاقتصادي والاجتماعي فيما الآخر حافظ على موقعه في الحكومة، كيف تقرأ ذلك؟
  • بالنسبة للسِّي محمد الوفا كان اختياره واضحا وهو البقاء في الحكومة وقد بنى ذلك على منطق أن صاحب الجلالة هو الذي عينه في الحكومة من تم فهو كان يقول إن صاحب الجلالة هو الذي يجب أن يقرر في وضعه، وهذا منطق سليم، فمن المعروف تاريخيا أن حزب الاستقلال عندما أراد الخروج من الحكومة في الثمانينيات، لم يقدم استقالته مباشرة ولكن الاستقلاليين أخبروا الملك بأن لهم إرادة للانسحاب من الحكومة، والهدف من ذلك هو أن يبقى للملك حق اتخاذ القرار النهائي، وهذا من أدبيات السياسة المغربية، «المشكل الكبير فهاذ البلاد هو أنه لم يعد هناك احترام لبعض الأمور التي تضمن التوازن» .. بالنسبة لنزار بركة فهو كان يلعب دورا أساسيا في وزارة المالية وأعتقد أن تعيينه في المنصب المذكور أخذ بعين الاعتبار الدور الذي كان يقوم به في الحكومة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى