تحليلات أسبوعية

عباس الفاسي | الرجل الذي مهد الطريق “للشباطيين”

يأتي هذا المقال في إطار ملف ” المحامون الذين حكموا المغرب” حصريا و فقط على alousboue.com

—————

        طلب بعض الصحافيين إجراء مقابلات صحفية مع عباس الفاسي، باعتباره وزيرا أول َ سابقا وباعتباره أحد أقطاب حزب الاستقلال في السنين الأخيرة، لكن المعني بالأمر فضل الارتكان إلى لغة الصمت، فقد يكون الصمت حكمة، وقد يكون خوفا من العواقب(..).

تتمة المقال بعد الإعلان

كان آخر ظهور لعباس الفاسي داخل المقر العام لحزب الاستقلال يوم 27 شتنبر 2012، وكان ذلك بمناسبة إقامة حفل تسليم السلط بينه وبين الأمين العام الجديد حميد شباط، هذا الأخير- يعتقد الاستقلاليون- أنه لم يكن ليدرك هذا المجد لو أنه بقي هناك استقلاليون من العيار الثقيل، ففي عهدهم كان بالكاد يهتم بالأمور النقابية، فإذا به أصبح يجمع بين صفتي رئيس النقابة، ورئيس الحزب(..).

انتخب عباس الفاسي أمينا عاما لحزب الاستقلال في تاريخ 22 فبراير 1998، خلال المؤتمر الثالث عشر، خلفا لمحمد بوستة، وبقي في منصبه إلى حدود سنة 2012، بعد أن اتفق الاستقلاليون على سد الطريق في وجه امحمد الخليفة الذي ترشح المؤتمر الخامس عشر بصفة نضالية، بمعنى أن حظوظه في الفوز بالأمانة العامة كانت منعدمة في تلك القاعة التي شهدت التصويت في الطابق تحت السفلي للقاعة المغطاة بمركب محمد الخامس.

يمكن القول، إن عباس الفاسي خسر كل قواعده بعد أن تنكر لتيار “لا هوادة” الذي بات يحمل وحيدا هَمَّ الدفاع عن عائلة الفاسي، بالإضافة إلى الدفاع عن عدم شرعية انتخاب حميد شباط أمينا عاما، “عيب أن يتم اللجوء إلى القضاء في شأن حزبي داخلي، والحل هو التهدئة والقبول بشرعية المؤتمر الأخير”، هكذا تحدث الفاسي.

تتمة المقال بعد الإعلان

يحسب للمحامي عباس أنه كان من الوزراء الأولين الذين استطاعوا أداء تكلفة الحوار الاجتماعي(..) غير أنه يبقى أحد أكبر رموز الفضيحة السياسية، وهو ما تجسده فضيحة “النجاة” التي بلغ عدد ضحاياها 30 ألف شاب مغربي انساقوا وراء طموح العمل على متن بواخر الخليج(..) عندما تم الاتفاق بين الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والشركة الإماراتية “النجاة”، المختصة في الشحن البحري، على تشغيل 22 ألف شخص على متن بواخر لنقل المسافرين.. وظهر عباس الفاسي على التلفزيون العمومي بصفته وزيرا للتشغيل آنذاك ليشرح جدية هذا العمل، قبل أن يتأكد أنه مجرد سراب(..).

ومن غرائب الأمور أن عباس الفاسي ذو السحنة الفاسية ولد في “بركان”.. وهو أحد الطلبة الذين حصلوا على الإجازة في الحقوق سنة 1963، بعد أن وقع على مسار طلابي حافل توج بانتخابه رئيسا للاتحاد العام لطلبة المغرب سنة 1961، على إثر المؤتمر التأسيسي لهذه الهيئة الطلابية، المقربة من حزب الاستقلال.. عندما كان للحزب امتداده الجماهيري النخبوي(..).

في سنة 2002، كان هناك سخط شبه عام على التراجع عن المنهجية الديمقراطية التي دشنت مع حكومة التناوب التوافقي سنة 1998، حيث تم تعيين ادريس جطو التكنقراطي خلفا لعبد الرحمان اليوسفي، لكن جل الأصوات التي كانت تنادي بالعودة للمنهجية الديمقراطية أصيبت بنكسة مع تعيين عباس الفاسي وزيرا أولَ سنة 2007، لتكتب الصحافة إن عباس هو “ضريبة تطبيق المنهجية الديمقراطية”.

تتمة المقال بعد الإعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى