البترول المغربي بين بلاغات شركات التنقيب وبلاغات الحكومة

أظهرت مؤشرات تقنية أولية معطيات متفائلة عن وجود كميات “مهمة” من النفط والغاز في سواحل المغرب على المحيط الأطلسي جنوب مدينة طرفاية، وهي المرة الأولى التي يعلن فيها عن اكتشافات نفطية في السواحل المغربية تتجاوز التوقعات إلى التأكيد. وأشارت الشركة القابضة البريطانية – التركية “جينيل انرجي”، التي تتولى حفر آبار استكشافية في منطقة كاب جوبي، جنوب السواحل المغربية المتاخمة لجزر كنارياس الإسبانية، إلى أن أشغال التنقيب أكدت وجود طبقات من النفط على عمق 3100 متر تحت سطح البحر، وأنها ستواصل حفر آبار جديدة بعمق إضافي يصل إلى 600 متر لتأكيد حجم المخزون النفطي.
وقدرت الشركة احتياط النفط والغاز في هذه المنطقة، بين طان طان وطرفاية، بنحو 900 مليون برميل من النفط والمكافئ النفطي، ولكنها تتحفظ على الإفصاح عن مزيد من المعلومات بانتظار استكمال عمليات الحفر التي بدأتها مطلع السنة. ولفتت إلى أنها ستواصل حفر آبار إضافية لمعرفة طبيعة الاحتياطات المحتملة وحجمها في منطقة تقدر مساحتها البحرية بنحو 16500 كيلومتر مربع، أنجزت منها نحو ألفين باستخدام تقنية الاهتزاز الجيولوجي الثلاثي الأبعاد. وتملك الشركة ثلاث رخص تنقيب في جنوب المغرب الذي تعتقد أنه يضم احتياطاً يصل إلى أربعة بلايين برميل.
وكانت شركات نفطية أعلنت اكتشاف حقول نفط وغاز حجمها 360 مليون برميل قرب مدينة أكادير، بعد عمليات تنقيب نفذتها شركتا “فاستنير” و”كوسموس انيرجي”. ويعتقد “المكتب المغربي للهيدروكاربونات والمعادن” أن 10 آبار استكشاف جديدة ستحفر خلال الشهور المقبلة، وعليها سيتوقف تحديد كميات النفط والغاز المحتملة في المنطقة البحرية “أفشور”.
وتتكتم السلطات المعنية على سير عمليات التنقيب، تفادياً للتأثير السلبي في العمليات التقنية، وخوفا من التسرع في الإعلان عن حجم المخزون، كما حدث قبل 14 سنة في منطقة تالسينت شرق البلاد، عندما أعلنت الرباط اكتشافات نفطية متفائلة جدا، تبين لاحقا أنها لم تكن بالكمية التجارية التي تسمح بمواصلة المشروع الذي أطلقته شركة “لون ستار” الأمريكية – المغربية.
وكانت شركة “سيركل أويل” الإيرلندية، التي تتخذ من لندن مقرا، أعلنت اكتشافات “مهمة” لمخزون الغاز في منطقة الغرب الأطلسي، شمال الرباط، مؤكدة أنها ستواصل حفر آبار جديدة للنفط والغاز في المغرب، وتسويق الكميات المستخرجة داخل السوق المحلية.
عدن الغد