جريدة الجرائد | بن كيران وإخوانه.. إداريون بلا قرار سياسي
من الإجحاف أن نقارن بين الحالتين المصرية والتونسية في وصول الإسلاميين للحكم وبين الحالة المغربية حيث حزب العدالة والتنمية يترأس الحكومة المغربية.
المحلل السياسي المشرقي حين يناقش وصول الإسلاميين إلى السلطة وتجربتهم بمساوئها وإيجابياتها يقحم الحالة المغربية كمثال أيضا على فوز الإسلاميين دون معرفة مسبقة ودراية معمقة بالحيثيات الخاصة بالمشهد الحزبي المغربي وتكويناته وتاريخه.
هذا التعميم وهذه السطحية في تحليل الأحداث ناتج ربما عن ندرة المعلومات القادمة من الغرب إما لعدم فسح الإعلام العربي المشرقي عموما زاوية أكبر تسلط من خلالها الأضواء على المشهد السياسي المغربي، قبل وبعد الربيع العربي، أو لغياب إعلام مغربي ينقل الصورة السياسية والحزبية بصورة أوضح لباقي العالم العربي.
ففي مصر وتونس حزبا الحرية والنهضة وصلا إلى هرم المسؤولية وقادا تجربة الحكم خلال هذه المدة القصيرة بما رافقها من أحداث أسالت حبر المحللين والسياسيين للنقد أو للتعليق على تجربة الإسلاميين في الحكم بعد الثورات العربية.
شتان بين الحزبين وبين حزب بالكاد حصل على منصب رئاسة الحكومة المحدود الصلاحيات في ظل دستور ونظام هرمه الملك، وحتى وإن وصل إلى سدة الرئاسة. فقد شورك بنكيران في صلاحياته، بل تخلى عن بعضها تقربا وزلفى، حكومة أشبه بخلية إداريين يغيب عنها القرار السياسي السيادي المطبوع بأدبيات حزب طالما تحدث عن اختلافه عن باقي الأحزاب.
وكانت القارعة حكومة التعويم أو الأربعين وزيرا إلا واحد، بدا الحزب فيها أقلية وسط فريق متشعب من التكنوقراط وأصحاب اليمين الأزرق والأصفر والشمال اليساري، لتنضاف إلى قائمة كبيرة من الاستنتاجات والملاحظات التي تمكننا من القول بأن التجربة لهؤلاء تجربة منقوصة لا تصل إلى مضاهاة المثالين التونسي والمصري.
القدس العربي