يعيش حزب “الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية”، أكبر حزب يساري بالمغرب، في الفترة الحالية على إيقاع التوترات والخلافات الداخلية، بين قيادته ممثلة في الكاتب الأول، إدريس لشكر، والتيار المعارض له “الديمقراطية والانفتاح”، والذي يضم برلمانيين يهددون بالانشقاق عن الحزب. ويتبادل الطرفان الاتهامات بجر هذا الحزب التاريخي إلى الانفجار الداخلي، إذ يتهم لشكر مناوئيه داخل الحزب، بعدم الانضباط لقوانين الهيئة السياسية، بينما يتهم تيار “الانفتاح”، الذي أسسه البرلماني الراحل غرقا، أحمد الزايدي، قيادة الحزب بتكريس الرأي الواحد وديكتاتورية القرار.
في هذا السياق، أطلق قياديون بارزون في حزب الاتحاد الاشتراكي، نداء سموه “نداء المستقبل”، حاولوا من خلاله دق ناقوس الخطر حول ما يجري داخل هذا الحزب العريق، مبدين تخوفهم من حدوث انفجار داخلي يفضي إلى انقسامه، ما يضعف توهج ومكانة الحزب في المشهد السياسي بالبلاد.
وأوضح القيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي، حسان بو قنطار، لـ”العربي الجديد”، أن النداء يأتي في لحظة تاريخية فارقة، تستدعي الوقوف بحزم إزاء أية محاولة، لجر حزب كبير مثل الاتحاد الاشتراكي إلى معارك خاسرة، مشددا على “ضرورة احتواء الوضعية الراهنة برؤية سديدة”. وشدد بو قنطار، وهو أحد موقعي “نداء المستقبل”، على أنه بات مطلوبا اليوم قبل الغد، أن يتوحد موقف المناضلين في هذا الحزب، لتدبير الخلافات بطريقة ديمقراطية، ترتكز على الحوار والتوافق. وجاء في النداء، الذي اطلع عليه “العربي الجديد”، أن “مسؤولية القيادة الحزبية تكمن في التقيد الحازم بقاعدة الحوار والتفاهم، والالتزام الصارم بمبدإ التدبير الديمقراطي للاختلاف”، لافتا إلى أنها “تشكل عاملا حيويا، وخطوة حاسمة في اتجاه إنهاء حالة الاحتقان”. وذكر النداء أن “حزب الاتحاد الاشتراكي ليس حزبا عاديا، فهو ملك للمغاربة جميعا، لأنه شكل مدرسة وطنية، ومؤسسة سياسية، وإرادة تقدمية، أكثر مما يضمه من منخرطين وكوادر ومناضلين، فهو رصيد نضالي زاخر، وذاكرة وطنية حافلة..