المنبر الحر | متابعات واستدلالات للإشارات الملكية في خطاب المسيرة
بقلم: المختار العلوي
في الوقت الذي استبشر فيه المغاربة خيرا ومعهم المجتمع الدولي وجميع الملاحظين والمهتمين بالشأن المحلي والجهوي والوطني للمغرب الصاعد، بمكنون ومدلول وسامقات المعاني والدلالات والعلامات المضيئة للخطاب الملكي بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء المظفرة، والذي كان في صلب موضوعه وسياقه بشارة وإشارة محمدية لرعاياه الصحراويين الأفذاذ وإخواننا في المهجر، فالسيادة المغربية والحرية والكرامة والعطف الملكي لكل من ينتمي للمغرب بالداخل والخارج، ولم تكن مرة أخرى بالصدفة أو بالحسبان أن يتجدد هذا العطف والكرامة والموعظة لأمير المؤمنين محمد السادس والمغرب يخلد الذكرى المجيدة لعيد الاستقلال، أن يحظى شباب المغرب تحت الرعاية الملكية بجائزة المغرب للشباب، فهذا إن دل على شيء فإنما يدل على النظرة الصائبة والحكمة العميقة للملك وكذلك بعد نظره السديد لمحيطه الإفريقي بمبادرته التاريخية الأطلسية التي تشكل دعامة للتنمية والأمن في إفريقيا وفرصة لدول الساحل جنوب الصحراء، وهذا الابداع والإلهام الملكي قوي وجلي بتضامنه المطلق مع العرب والغرب، فالتاريخ والحاضر والمستقبل يؤرخ له سجله الذهبي وأياديه البيضاء مع أبناء وأهل غزة، واليوم يصل التضامن المغربي التلقائي الواجب في العرف والتقاليد والعادات الدبلوماسية المغربية مع الإسبان أبناء فالنسيا المتضررين من الكارثة الطبيعية.
إن النجاح الباهر والمستقبل المشرق للعلاقات المغربية الإفريقية بعد الاتفاق الاستراتيجي التاريخي الخالد للعلاقة المغربية الفرنسية النموذجية والتمسك والإصرار بحسن الجوار في محيطه ومجاله المغاربي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، بل تقديم حسن النية والمساعدة والتعاون والتكامل والتضامن مع شعوب المنطقة المتطلعة للسلم الاجتماعي وبناء المغرب العربي الكبير.. تلكم هي اللبنات الأساسية للتقارب والتوافق والاندماج مع المغرب والجزائر لتقوية وتنمية ليبيا وموريتانيا وتونس إقليميا وإفريقيا ودوليا.
فما أحوجنا اليوم أكثر من أي وقت مضى، لأن نستشف ونستدل أكثر بكل إمعان كبير وإنصات عميق للخطابات الملكية والزيارات الملكية في تدشين وفتح الأوراش والمؤسسات الكبرى بالمغرب وتعليل ملاحظاته وتوجيهاته، وخير مثال على ذلك كنقطة في بحر، عند افتتاحه في 15 أكتوبر 2008 معلمة ومفخرة المغرب، المكتبة الوطنية بالرباط، وتساءل الملك محمد السادس حينذاك ولاحظ عدم وجود جناح مكتبة الطفل، واليوم تمر 16 عاما في انتظار ذلك، رغم وجود برلمان الطفل والمرصد الوطني لحقوق الطفل، لذلك حان الوقت ونضجت الظروف في زمن المشروع الوطني للقراءة، والصناعة الثقافية، لإحداث مكتبة للطفل وخلق مؤسسة الأعمال الاجتماعية لموظفي المكتبة الوطنية على غرار المؤسسات الوطنية الأخرى، والنهوض بأوضاعهم الإدارية وتحديث القانون الأساسي وخلق تحفيزات إضافية موازية، وفقا لمقتضيات القانون وتجويد وتحسين الخدمات والاستقبال وحسن التواصل مع الزوار المغاربة والأجانب والباحثين، وتحيين وتطوير النصوص القانونية للإيداع القانوني، ومزيد من الإشعاع الثقافي في أنشطتها ونظمها: المكتبة الرقمية ونسيجها الإداري المحترم. المهم الذي يتطلع وينتظر تسوية الأطر المقتدرة للمحررين والتقنيين في إطار الدرجة الممتازة وخارج السلم، وكذلك باقي الفئات والأصناف الأخرى.