تحقيقات أسبوعية

تحت الأضواء | توقعات بافتتاح قنصلية أمريكية في الداخلة

فوز الرئيس ترامب ينعش العلاقة مع أمريكا بعد خيبة الأمل في بايدن 

الرباط – الأسبوع

    كما كان متوقعا، فاز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية ليصبح الرئيس الـ 47 للبلاد بعدما تخطى عتبة الـ 270 صوتا في المجمع الانتخابي، مقابل 226 لمنافسته الديمقراطية كامالا هاريس، (الأسبوع سبق أن توقعت فوز ترامب/ تحليل إخباري: 22 يوليوز 2024)، هذه الأخيرة ألقت خطاب الهزيمة الأخير وهي تؤكد أنها هي ومجموعتها سيساهمون في انتقال سلس للسلطة، بعد “قتال انتخابي”، حيث قالت في جامعة “هوارد” أمام أنصارها: ((قلبي ممتلئ بالامتنان للثقة التي وضعتموها فيّ، وبالحب لبلدنا وبالعزيمة.. إن نتيجة هذه الانتخابات ليست ما أردناه، ليست ما قاتلنا من أجله، ليست ما صوتنا من أجله، ولكن اسمعوني عندما أقول إن نور وعد أمريكا سيظل ساطعا دائما طالما لم نستسلم أبدا وطالما واصلنا القتال، وأضافت: في وقت سابق اليوم، تحدثت مع الرئيس المنتخب ترامب وهنأته على فوزه، كما أخبرته أننا سنساعده وفريقه في انتقالهم، وأننا سنشارك في انتقال سلمي للسلطة)).

بالنسبة للمغاربة، فباستثناء بعض الأوساط المعروفة، وأغلبها يدور في فلك المصانع الحقوقية(..)، فإن فوز ترامب في الانتخابات في هذا الوقت بالذات، حيث يتواصل اعتراف الدول الكبرى بمغربية الصحراء، آخرها الاعتراف الفرنسي، فإنه يرفع سقف التوقعات بإمكانية حل هذه القضية المفتعلة، التي تتعارض مع جهود تنمية البلاد، لاسيما وأن ترامب هو الرجل الذي اعترف علانية بمغربية الأقاليم الجنوبية، غير أن إقدامه على ذلك في آخر ولايته الرئاسية السابقة حال دون تطور العملية، بعد “السنوات العجاف” التي قضاها الرئيس السابق جو بايدن على رأس هرم السلطة في أمريكا، وكانت هذه الفترة قد اتسمت بالجمود على مستوى مبادرات الرئاسة الأمريكية، ما يعني “خيبة أمل في بايدن”.

تتمة المقال تحت الإعلان

بالنسبة للشعب المغربي، لا جدال في أن فوز ترامب تعلق عليه آمال كبيرة، بين قضية الصحراء والمصالح المشتركة، والتحالف التقليدي، ويكمن الوقوف على ذلك بجلاء في رسالة التهنئة “السريعة” التي رفعها الملك محمد السادس إلى ترامب مباشرة بعد فوزه، وهي تهنئة “متأخرة” من حيث التبليغ مقارنة مع التهنئة السابقة للرئيس السابق جو بايدن، ويقول الملك محمد السادس في رسالة إلى ترامب بمناسبة إعادة انتخابه رئيسا، إن ((فوزه الباهر بولاية جديدة كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، يعد اعترافا بوطنيته، وتأكيدا على التزامه المستمر بالدفاع عن المصالح العليا للولايات المتحدة، الدولة الصديقة والحليفة منذ زمن طويل))، كما أكد الملك، في هذا السياق، أن المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية تجمعهما علاقة تحالف تاريخية فـ((القيم المشتركة والمصالح المتبادلة بيننا، في مجموعة واسعة من المجالات، مكنتنا من العمل معا، بشكل دائم، لبناء مستقبل أفضل لشعبينا، مما جعل من علاقاتنا قوة دافعة تخدم السلام والأمن والازدهار في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وخارجها)) يقول الملك محمد السادس.

ولم تغفل الرسالة الملكية التي تحدثت بلسان الشعب، قضية تعامل ترامب مع ملف الصحراء، حيث أكد أن العلاقات الثنائية شهدت خلال الولاية السابقة لترامب مستوى غير مسبوق، عندما اعترفت الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المملكة المغربية الكاملة على صحرائها.. هذا الحدث التاريخي، الذي سيظل الشعب المغربي ممتنا له إلى الأبد، شكل نقطة تحول تعكس عمق علاقتنا الخاصة والعريقة، وتحمل آفاقا للتعاون المتزايد وشراكة استراتيجية أوسع، بينما نواجه تحديات إقليمية وعالمية متزايدة التعقيد، ستكون المملكة المغربية أكثر من أي وقت مضى، صديقا حقيقيا وحليفا وفيا للولايات المتحدة الأمريكية.. إنه العزم الراسخ على العمل جنبا إلى جنب مع ترامب، لتعزيز المصالح المشتركة وتوطيد هذا التحالف الفريد على جميع مستويات التعاون)).. هكذا تحدث الملك محمد السادس.

ترامب العائد من محاولة اغتيال فاشلة، وقبلها سيناريو إدخاله للسجن، بعد هجوم أنصاره على مبنى “الكابيتول”(..)، قال بعد فوزه: ((إن الكثيرين قالوا له إن الله قد أنقذه من الاغتيال من أجل أن تستعيد أمريكا عظمتها))، وفي المغرب، ((تعاطف كثير من المواطنين مع ترامب، وكيف لا يكون ذلك وهو الرجل الذي دافع عن مغربية الصحراء(..)، وقد كان من الطبيعي أن يكون في مقدمة المغاربة الذين هنأوا ترامب على نجاته، الملك محمد السادس، حيث قال إنه تلقى بتأثر وأسى بالغ نبأ محاولة الاغتيال المروعة التي وقعت في تجمع انتخابي في بتلر بولاية بنسلفانيا، وأعرب عن ارتياحه لكون ترامب خرج سالما ومعافى.. كما تمنى الملك لترامب: ((شفاء عاجلا حتى تتمكنوا من مواصلة خدمة أمتكم العظيمة))، ومما جاء أيضا في برقية الملك: ((مشاعر تعاطفنا ودعواتنا ترافقكم السيد الرئيس، وأسرتكم، وكذا الضحايا الأبرياء لهذا العمل المؤسف)).

تتمة المقال تحت الإعلان

((قصة ترامب مع المغرب حكاية ذات شجون(..)، فهو الرئيس الذي اعترف بمغربية الصحراء.. فـ”بجرة قلم”، وبجرأة رئيس غير مسبوق في تاريخ أمريكا، مسحت الخطوط الوهمية من خريطة التعامل بين المغرب والولايات المتحدة، ورغم أن الرئيس الأمريكي كان قد سبق البيت الأبيض إلى التأكيد على اعترافه بمغربية الصحراء، في تغريدة عبر “تويتر” ربطها بمسلسل السلام مع إسرائيل، إلا أن الجانب الرسمي، سواء في المغرب أو أمريكا، تحدث فقط عن الاعتراف بمغربية الصحراء من طرف أمريكا، وشرح بلاغ للديوان الملكي في وقت سابق، قصة قرار ترامب التاريخي، حيث قال الديوان الملكي: “إن الملك محمد السادس أجرى اتصالا هاتفيا مع السيد دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وخلال هذا الاتصال أخبر الرئيس الأمريكي جلالة الملك بأنه أصدر مرسوما رئاسيا، بما له من قوة قانونية وسياسية ثابتة، وبأثره الفوري، يقضي باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية، لأول مرة في تاريخها، بسيادة المملكة المغربية الكاملة على كافة منطقة الصحراء المغربية، وفي هذا السياق، وكأول تجسيد لهذه الخطوة السيادية الهامة، قررت الولايات المتحدة فتح قنصلية بمدينة الداخلة، تقوم بالأساس بمهام اقتصادية من أجل تشجيع الاستثمارات الأمريكية، والنهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية، لاسيما لفائدة ساكنة أقاليمنا الجنوبية، وبهذه المناسبة، عبر الملك للرئيس الأمريكي، باسمه شخصيا وباسم الشعب المغربي، عن أصدق عبارات الامتنان للولايات المتحدة الأمريكية على هذا الموقف التاريخي..)) (المصدر: الأسبوع / عدد 22 يوليوز 2024).

طيلة ولاية الرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن، لم يتم تنزيل الاتفاق المغربي الأمريكي فيما يتعلق ببناء قنصلية أمريكية في الداخلة، لكن فوز ترامب قد يساهم في تنفيذ ذلك بشكل مستعجل(..)، علما أن فرنسا أيضا تعتزم افتتاح تمثيلية لها في الأقاليم الجنوبية بعد موقفها الأخير الداعم للوحدة الترابية للمغرب.

تتمة المقال تحت الإعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى