تحقيقات أسبوعية

رأي | الأخطاء الكبرى للرئيس تبون في رسالة مواطن مغربي

عندما يتحول العداء للمغرب إلى عقيدة

سيادة الرئيس، أنا مواطن مغربي عادي، أعلم أنه ليس مقبولا مني أن أبعث لكم هذه الرسالة المفتوحة، لكني ترددت كثيرا لأني أعلم أنه ليس من اللياقة ولا من اللباقة أن يراسل مواطن عادي جدا من دولة مجاورة رئيس دولة مجاورة أخرى، لأن العادة جرت أن تكون المراسلات بين رؤساء الدول وليس بين مواطن ورئيس دولة، غير أن الظرفية السياسية والأدبية هي التي فرضت علي هذه المبادرة.. ولكن الذي دفعني أكثر أن أكاتبكم أو قل الذي استفزني، هو لما اطلعت على فيديو لكم مع بعض الصحافيين وفي قصر المرادية، بمعنى أن الأمر كان رسميا ومقصودا ومحضرا له، وسوف آتي على ذكر ما ورد فيه فيما بعد..

واسمحوا لي سيادة الرئيس أن أكون معكم واضحا لحد الوقاحة بعض الشيء، بعض المرات، وهذا لن يفسد للود قضية، ولن ينقص من احترامي لكم وللشعب الجزائري شيئا.

بقلم: الباحث جميل عبد الكريم

    اسمحوا لي السيد الرئيس أن أذكركم بأن ملكنا محمد السادس، حفظه الله، قال: إن المغرب لا ينظر لعلاقاته مع الدول الأجنبية إلا من خلال نظارات الصحراء المغربية (قضيتنا الوطنية الأولى)، ونحن كذلك لا نرى علاقاتنا مع الدول، أكانت شقيقة أو أجنبية، إلا من خلال نظارات محمد السادس، أتدري لماذا؟ لأن محمد السادس يرى بأعين شعبه، ونحن الشعب لا نرى إلا من خلال أعين ملكنا محمد السادس، فهناك تطابق وانصهار وانسجام تام ومطلق بين الملك والشعب، فالشعب هو الملك والملك هو الشعب لا انفصام بينهما.. إذن، لماذا كل هذا التحرش بالمغرب؟! ولماذا كل هذا الكلام الفارغ، المخزن، المخزن، المخزن… إلى متى السيد الرئيس؟ نحن لا نتحرش بكم ولا بغيركم على الإطلاق… ولقد أكد ذلك ملكنا محمد السادس عدة مرات في خطبه الرسمية، بل دائما ما يمد لكم يد المصالحة ويؤكد أنه لن يأتيكم من المغرب أبدا لا شر ولا سوء… أفما عييتم بسياستكم هذه وهي تقارب نصف قرن من الزمن ولم تجنوا منها سوى الخسارة بعد الخسارة والفشل بعد الفشل (حتى لا أقول شيئا آخر)، فالمؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين كما جاء في الحديث الشريف، فاتعظوا من فضلكم!؟ لماذا لا تفتر سياستكم على تعبئة الشعب الجزائري على استعداء شقيقه المغربي.. أما استحييتم أن تدرسوا الطلبة الضباط في المدرسة العسكرية “شرشال” عقيدة كره المغرب وأنه هو العدو، وتربوهم على أن العدو لا يأتي إلا من غرب الجزائر، بل انتقلتم لتلقين أطفال المدارس هذا المنكر، عيب سيادة الرئيس !؟

تتمة المقال تحت الإعلان

قبل فترة من الزمن، وفي ندوة صحافية مع التلفزيون الجزائري، وهذا هو الموضوع المشار إليه أعلاه، وفي سؤال لأحد الصحافيين لكم سيادة الرئيس حول صناعة السيارات بالمغرب، لم تترددوا، ومن غير أدنى مروءة، أن قلتم إن المغرب لا يصنع شيئا، وكل ما يفعله هو نفخ الإطارات/العجلات بالهواء، ليس إلا…

طيب، ولكن يا سيادة الرئيس، لنفترض جدلا أن كلامك صحيح، وهو بكل تأكيد مجانب للصواب وللعقل وللمنطق.. ألا تعلم أن هذا الذي تسميه النفخ يدر على خزينة الدولة 14 مليار أورو سنويا (سنة 2024)، وهو في ازدياد مضطرد سنة بعد أخرى، ويوفر لأبنائنا أكثر من 350 ألف منصب شغل، ويساهم في تحريك الاقتصاد بشكل إيجابي كبير، ونحن الآن، والحمد لله، إن لم يكن في علمك، أن القيمة المضافة للمغرب في صناعة السيارات وصلت 68 % من التصنيع الكلي، ونحن نعمل لتصل خلال سنوات قليلة إلى 100 %، كما أنه يمثل 16 % من الناتج الداخلي الخام، وسيصل متم هذه السنة 2024 إلى 20 %، أي بمدخول يفوق 14 مليار أورو.. لقد أصبح المغرب الأول في إفريقيا في تصدير السيارات (بعدما كانت جنوب إفريقيا هي الأولى)، إضافة إلى أن الرأسمال المغربي مشارك مع الرأسمال الأجنبي، وأن الأطر المهندسة والتقنية هي من أبناء الوطن…

أما بالنسبة للطاقات النظيفة (الريح، الشمس)، فقد أصبحت لنا تجربة كبيرة فيها، في حين لا وجود لها على الإطلاق في الجزائر رغم توفر كلا البلدين على المقومات الجغرافية (شمس دائمة وصحراء شاسعة ورياح)..

تتمة المقال تحت الإعلان

ويحتل المغرب في الطاقة الهيدروجينية ترتيبا مشرفا على المستوى العالمي، وهو السابع، والرابع على المستوى الإفريقي والعربي، ويؤكد الخبراء أنها هي البديل للبترول مستقبلا..

وستتحقق إنجازات كبيرة أخرى، بإذنه تعالى.. أتدري لماذا يا سيادة الرئيس؟ لأن لنا سياسة رشيدة تحكمنا وتسيرنا ونحن ملتفين حولها، ولا نلتفت إلى من همه الوحيد هو التحرش بنا وبوحدتنا، ولا نلتفت إلى من أنفق كل أموال وخيرات الشعب الجزائري الشقيق على معاكسة المغرب، بدعمه لكيان وهمي لن يرى النور أبدا.. فلتكن سيادتكم مطمئنا..

التحرش بالمغرب

تتمة المقال تحت الإعلان

    أتعتقدون سيادة الرئيس، أن ما قمتم به في العرجة، بالقرب من فجيج، أو ما قمتم به في زلمو، بالقرب من مدينة بوعنان، أو قتلكم للشباب الذين دخلوا بالخطأ في حدودكم البحرية في السعيدية (صاحب الجيت سكي)، وحتى قطعان الماشية التي تعبر الحدود وهي ترعى لم تسلم من رصاص جنودكم أو مصادرتها، بل وحتى أطفالنا دون 17 سنة أعضاء فريق لكرة القدم لم يسلموا من أذيتكم، حيث أشبعتموهم ضربا وركلا ورفسا في ملعب وهران والعالم كله يتفرج، وأمام أعين الشرطة ورجال الأمن، الذين لم يحركوا ساكنا.. لماذا؟ لأنهم تغلبوا على الفريق الجزائري في كرة القدم وفوق أرضكم!! فهذه لا تعدو كونها رياضة هدفها نشر المودة والإخاء ليس أكثر.. فما هذه أصول الضيافة، ولا أخلاق المضيف!

وحتى في كأس العرب للمنتخبات المحلية، وبعد أن فاز فريقكم على فريقنا، وسلموا الكأس للجنرال سعيد شنقريحة، وهو الذي لا يفتح فمه تبسما أبدا، كشر عن أسنانه في ابتسامة ماكرة كلها شماتة ونكاية في المغرب… حنا غلبنا المروك! ماذا يعني هذا، هل حررت القدس؟ ومتى كانت الكأس تسلم لجنرال إلا في الأنظمة الديكتاتورية العسكرية!

لا تخلو السياسة الجزائرية من عنتريات وفقاقيع، أما قولكم سيادة الرئيس أن الجزائر قوة ضاربة! ضاربة في أي شيء؟! إن قلتم في معاكسة المغرب سأتفق معكم، وإن كنتم تقصدون شيئا آخر فلا وجود له…

تتمة المقال تحت الإعلان

نشرت إحدى الجرائد المغربية، أنه في سنة 2023 بلغ الناتج الإجمالي المحلي في الجزائر 628.990 مليار دولار، وذلك بفضل قطاع المحروقات الذي يشكل الركيزة الأساسية في الاقتصاد الجزائري بحوالي 60 % من الميزانية العامة، و30 % من الناتج الإجمالي المحلي، و97 % من إجمالي الصادرات، في حين بلغ في المغرب نصف ما هو في الجزائر، أي 314.241 مليار دولار، ورغم هذه الأرقام الضخمة، فالجزائر تحتل الرتبة 104 من حيث مؤشر الفساد.. فأين هي القوة الضاربة؟ وماذا صنعت إزاء هذا ؟

أما رغبتكم في الانضمام إلى دول “البريكس” (تأسست مجموعة البريكس من 5 دول اقتصادية في مواجهة الاقتصاديات الغربية)، حيث كان اجتماع هذه السنة لهذه الدول في جنوب إفريقيا، وقدمت الجزائر ترشيحها للانخراط في المجموعة، ورغم دعم الدولة الحاضنة للمؤتمر وهي صديقة للجزائر، لم تقبل ترشيحكم، في حين قبلت عضوية كل من الإمارات والسعودية وإثيوبيا، نظرا لاقتصاداتها المنفتحة والمتنوعة والواعدة، وسيتضح فيما بعد أن طلب عضويتكم لـ”البريكس” كان ابتزازا لفرنسا وليس بقصد المشاركة الاقتصادية.. فما هكذا تكون مسؤولية الحكام.

لماذا المغرب يتقدم بخطى وئيدة ثابتة ومدروسة، والجزائر – مع الأسف الشديد – تتراجع إلى الخلف وهي واهمة أنها تتقدم؟ لأن مصيرها مرتبط أشد الارتباط بالمغرب، وكذلك المغرب، فكان أحرى بها أن تتقدم هي والمغرب بكل طمأنينة إلى الأمام، يدا في يد، ولكن لكم رأي آخر.

تتمة المقال تحت الإعلان

 

حرب “الرمال”

    إن أسباب ما اصطلح عليه بحرب “الرمال” سنة 1963، هو كما يلي: “سلمت فرنسا السلطات إلى يوسف بن خدة سنة 1962، وانقلب بومدين على بن خدة، وكون حكومة أعطى رئاستها لأحمد بن بلة واحتل هو وزارة الدفاع… ثم دخل في معركة مع رؤساء المناطق الداخلية وأنصارهم من الحكومة المؤقتة، فقتلهم تقريبا جميعا إلا من بعضهم، فاستتب له الأمر نسبيا، فكان له أن يفكر في مكيدة أخرى حتى يخضع الباقي إلى سيطرته، فكانت الحيلة التالية (ولا داعي لذكر من تآمر وخطط لها معه الآن) تقتضي بأن يقوم بهجوم على المغرب (الذي آواه)، وذلك بقيادة كابرانات الجيش الفرنسي، وكان من بينهم سعيد شنقريحة الحقود، وكانت رتبته العسكرية آنذاك ما بين كابران وأجودان، ليوهم، في خدعة مدروسة ومؤامرة مبيتة، من تبقى من القادة المجاهدين في جيش التحرير الشعبي، أن الجزائر تتعرض لغزو من المغرب، وأن عليهم أن يهبوا للدفاع عن الجزائر الوليدة والمكلومة، فما كان من هؤلاء المساكين إلا أن صدقوا الكذبة، وأخلوا مناطقهم ومقراتهم العسكرية، وانضموا إلى جوقة بومدين ومن معهم من كابرانات الجيش الفرنسي، فتلقفتهم تلك الأيادي الآثمة والعفنة، وقتلت منهم ما استطاعت وهرب إلى المنافي من هرب، وأنهت الموضوع برمته وبشكل نهائي.

تتمة المقال تحت الإعلان

ولم يبق أي معارض يحمل السلاح ضد بومدين ولا من يطالبه بالاشتراك في السلطة وقيادة دولة الجزائر الفتية، واستتب له الأمر، ثم بعد ذلك بفترة قصيرة، سينقلب على رفيق دربه ورئيسه أحمد بن بلة  سنة 1965، ويعلن نفسه رئيسا للدولة ووزيرا للدفاع الجزائريين” هذا باختصار شديد.

وللعلم، فإن حرب “الرمال” لم تدم سوى ثلاثة أيام، لكن تهمة الهجوم ألصقت مع الأسف الشديد زورا وبهتانا بالمغرب، ولم يصدق أحد براءة المغرب منها، كبراءة الذئب من دم يوسف.

الزبدة وفلوس الزبدة

تتمة المقال تحت الإعلان

    كان اتفاق تلمسان لسنة 1970 الموقع من طرف الملك الحسن الثاني وهواري بومدين، لبنة لتعاون مشترك بين شقيقين لتنمية البلدين، ولبناء المستقبل والمصير المشترك، لكن، وحتى تتنصلوا من تعهداتكم وتستفيدوا من الحدود ومن منجم غار جبيلات (الذي هو أصلا فوق أراض مغربية اقتطعتها فرنسا من المغرب لتوسيع وجودها في الجزائر كمرحلة من المراحل، لأن نيتها كانت الوصول إلى مياه المحيط الأطلسي ولكنها لم تقل إن شاء الله، كما نعبر عن ذلك عندنا في المغرب)، ولكنكم ماطلتم لأكثر من 50 سنة، لأنكم، وكما هي عادتكم، تريدون الزبدة وفلوس الزبدة، على حد قول المثل البلجيكي، ولكن النية وسوء النية لا يلتقيان.. فالمغرب احترم التزاماته معكم، وهو يتحملكم كيفما كانت الظروف..

السيد الرئيس،

فرنسا ذات مؤسسات وهي وفية لطموحاتها ولسياستها التوسعية الإمبريالية، ووضعت المغرب نصب أعينها منذ القرن 18، حيث بدأت تحركاتها الاستعمارية تستهدف المغرب، وحينما حاربها المغرب وجعلها تيأس من تحقيق أهدافها الاستعمارية كاملة آنئذ، ارتأت أن تؤجل الموضوع إلى حين أن تعطيكم الاستقلال، لتوكل لكم مهمة تتمة الأمر، فبدأتم بتنفيذ ما تريده “ماما فرنسا”، بل عملتم على تطبيق سياستها على حسابنا أولا وأخيرا… نحن نعلم أن السياسة الخارجية الجزائرية في شقها المغربي، هي فرنسية المضمون جزائرية الشكل، وأنكم لا تقومون إلا بتنفيذ أوامرها وسياستها، بل بلغت بكم الجرأة والاندفاع في فترات معينة، ظنا منكم أن المغرب ضعيف، أن قمتم بالزج بجيشكم في حرب “أمغالا 1” (يناير 1976)، وفي شهر فبراير 1976، اقترفتم ما سيبقى عارا عليكم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، حيث شننتم هجوما ليليا غيلة وغدرا على كتيبة من الجيش المغربي الملكي، وفوق الأراضي المغربية، وذبحتم ظلما وعدوانا وجبنا العشرات منهم وهم نيام، وحاولتم تكرار التجربة في بئر أنزران في غشت 1979، وجررتم ذيول الخيبة والهزيمة…

وفي الكركرات، ماذا حصدتم؟ الخيبة طبعا، وهل حققتم شيئا؟ لا شيء سيادة الرئيس.

وفي المقابل، هل حصل أن هاجمكم الجيش الملكي المغربي على أرضكم؟ كلا، لم يفعل ولن يفعل، لأنه جيش لحماية التراب الوطني المغربي وليس للاعتداء على الجيران أو التحرش بهم.

فهل أدركتم ما هو الفرق بيننا وبينكم!؟ نحن تقودنا سياسة رشيدة حكيمة تراعي الرحم والدين وحق الجار واللغة والمصير المشترك، وتتجلى في نظرة عاهل البلاد الملك محمد السادس، نصره الله، للأمور، وكذا من خلال حبه لشعبه وحب شعبه له…

السيد الرئيس،

إن خطاب 6 نونبر 2023 بمناسبة الذكرى 48 للمسيرة الخضراء، كان واضحا جليا وفيه رسائل عديدة لمن يهمه الأمر، ولمن يريد أن يفهم.. لقد حدد الخطاب المعالم المستقبلية للواجهة الأطلسية، ونداءه إلى دول الساحل كان واضحا، وأستطيع أن أزعم أن الأمر يشملكم كذلك، إن أردتم أن تركبوا قطار التنمية معنا فأهلا وسهلا، وإن لم تشاؤوا فذلك خياركم وشأنكم…

محاولاتكم إيقاف نهضة المغرب وشلها، وزعزعة استقراره باستفزازاتكم الدائمة، لن تجدي نفعا، وسعيكم إلى عرقلة النهضة الشاملة والاستثمار في الصحراء المغربية برا وبحرا، لن يجدي في شيء، بل وكما تلاحظون دائما ما تكون عكسية عليكم وإيجابية على المغرب.

وما يتضح من خلال عدوانكم على مدينة السمارة (2023) عبر كلب صيدكم (البوليساريو)، أنكم تخططون لأكثر من ذلك.. إنكم تريدون إيقاف التحضير لكأس العالم، وإيقاف المشاريع الكبرى للمملكة، وإفشال المغرب في كل بادرة تنموية يسعى إليها، ولكن سيادة الرئيس، تعقلوا، ولا تتخذوا من الانفعالات قرارات، ربما تسؤكم فيما بعد، وستندمون حيث لا ينفع الندم.

السيد الرئيس، كانت نيتكم وما زالت هي الاستثمار في قضية الصحراء المغربية، ولكنكم حصدتم الفشل تلو الفشل، وخسرتم أموالا لا عد ولا حصر لها، ولمدة خمسين سنة، وما زلتم تصرون على الاستمرار في هذا الطريق رغم كل الخسائر التي تتكبدونها سياسيا واقتصاديا، والتي تنعكس بشكل سلبي جدا على المستوى الاجتماعي، وعلى مستوى التنمية لبلدكم وشعبكم، وعلى مستقبل الأجيال القادمة…

ولكن العاقل هو من يتوقف لحظة ويراجع نفسه ويقيم أعماله وأفعاله، ويصحح مساره، فأين أنتم من كل هذا.. أليس فيكم رجل رشيد ؟

قال الملك محمد السادس: ((الشر والمشاكل لن تأتيكم أبدا من المغرب، كما لن يأتيكم منه أي خطر أو تهديد، لأن ما يمسكم يمسنا، وما يصيبكم يضرنا))، ويضيف جلالته: ((إن أمن الجزائر واستقرارها، وطمأنينة شعبها، من أمن المغرب واستقراره)).

السيد الرئيس،

هذه الحرب الشعواء والدعاية المغرضة (البروباغندا) التي لم تتعبوا في شنها على المغرب، والتي تؤطرها وتديرها مخابراتكم العسكرية، ما هي إلا قنابل من دخان لن تنال من المغرب ولا من سمعته شيئا، وإنما هي حرب الفاشلين، الذين لا يشتغلون ولا يستطيعون مجاراة المغرب في اهتمامه بتنمية اقتصاده وبناء مجده وتطوير كفاءاته.. إنها بروباغندا من يسعى لتحقيق بلسانه ما لم يستطع أن يفعله بيديه وأفكاره.

فالمغرب محصن، والحمد لله، وملقح ضد كل الدعايات المغرضة، ولا يهمه إلا العمل من أجل مستقبله والأجيال القادمة ورفاهية شعبه، لكن ما يقوم به إعلامكم هو في الحقيقة موجه لتضليل الشعب الجزائري المسكين، والتغطية على فشل سياستكم، والزيادة في تضليل كل من يؤمن بـ”بابا نويل” على حد قول المثل الفرنسي.

اتخذ قرار تمزيق حدود المغرب في مؤتمر برلين 1884-1885 على يد كل من فرنسا وإسبانيا، فكانت فرنسا تريد دفع حدود الجزائر الفرنسية إلى المحيط الأطلسي، ففشلت، وأتصور أن هذا ما تسعى الجزائر إلى تحقيقه منذ سنة 1975 وإلى الآن، بحجة “تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية”، وفق تعبيركم، فكلما سحبت دولة اعترافها بمرتزقة البوليساريو أو اعترفت دولة بمغربية الصحراء وآخرها فرنسا.. إلا وجن جنون الجزائر.. لماذا !؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى