بالتزامن مع مواصلة استقبال عدة قادة أفارقة، أعلنت الصين صباح اليوم انتهاء كافة الترتيبات لاستضافة قمة “منتدى التعاون الصيني- الإفريقي” المعروف اختصارا بمنتدى “فوكاك”، وتميز “العرض التجريبي” الذي خصص لإعلاميين من مختلف أنحاء العالم، في مركز الاجتماعات الدولية بالعاصمة (بكين)، بحضور مميز لتقنيات الذكاء الاصطناعي فيما يتعلق بالمواكبة والاستقبال، وتحسين الولوج للمعلومات، فضلا عن التنظيم الفخم والمحكم، وقد جرب بعض الصحفيين بأنفسهم، التحدث مع “شياو سيو”، وهي عبارة عن “ربوت” قادرة على تقديم جل المعطيات المتعلقة بالمنتدى بشكل مباشر، وما عليك سوى “الضغط على الزر” لجعلها تنصت، قبل أن تقدم لك الجواب.
كل شيء مرتب بعناية كبيرة، بما في ذلك شارع “السلام الدائم” الذي يعد أكبر شارع في العاصمة بكين وشريانها الرئيسي، وقد تم تزيينه بأعلام خاصة ب”منتدى التعاون الصيني- الإفريقي”، شأنه شأن عدة شوارع أخرى، وتضمنت بعض الأعلام عبارات تمجد التعاون الصيني الإفريقي بلغات مختلفة، بل إن بعض العبارات المرفوعة تقول:”جميعا من أجل مستقبل أفضل”.
في شارع “السلام الدائم”، حيث يتم الاحتفاء بإفريقيا، توجد أكبر ساحة عمومية في العالم، وهي ساحة “تيان آن من”، وفضلا عن كونها تضم بعض قصور أسر إمبراطورية حكمت البلاد قديما، فهي تضم أحد مداخل “المدينة المحرمة”، أما اليوم فهي تعد رمزا للصين الجديدة، والتي يقودها اليوم الزعيم شي جين بينغ، وفي هذه الساحة يوجد ضريح الزعيم المؤسس الراحل ماو تسي تونغ، وللإشارة فإن مكانة الرئيس “شي جين بين”، ترقى اليوم إلى مرتبة المؤسس “ماو”، وهو بمثابة “النواة” للصين كلها، وقد جرت العادة أن يلقي خطاباته الهامة من هذه الساحة، فضلا عن ترأسه لاستعراضات عسكرية ضخمة، تثير دهشة العالم.
بجميع لغات الأمم المتحدة، ستستقبل الصين ضيوفها من كافة بلدان القارة الإفريقية، بعيدا عن النزاعات.. والأمل معقود على تحقيق تبادلات مربحة لجميع الأطراف، فضلا عن صيانة مكتسبات مشاريع “الحزام والطريق” وبناء مشاريع أخرى، فضلا عن كونها فرصة كبيرة للمساهمة في بناء “السلام العالمي”.
يذكر أن القمة التي ستنطلق في الرابع من الشهر الجاري، ستتميز بحضور قادة الدول الإفريقية الأعضاء في “منتدى التعاون الصيني-الإفريقي”، وممثلي المنظمات الإقليمية الإفريقية والمنظمات الدولية ذوات الصلة الذين تمت دعوتهم إلى القمة، زيادة على الأمين العام للأمم المتحدة، وتعقد تحت عنوان “التكاتف من أجل تعزيز التحديث، وبناء مجتمع مصير مشترك رفيع المستوى بين الصين وإفريقيا”، وينتظر الإعلاميون والمتتبعون بشكل كبير كلمة الرئيس “شي جين بينغ” التي سيعلن من خلالها عن إجراءات وتدابير جديدة للتعاون العملي مع إفريقيا.