المنبر الحر | محاربة الفقر أم مأسسة الفقر ؟
بقلم: زهير أهل الحسين
في الفلسفة السياسية، الفقير هو مواطن سلبي لأنه من جهة يعيش عالة على المجتمع والدولة، ومن جهة أخرى يسهل على السياسي السياسوي التلاعب بأفكاره ورشوته وممارسة الديماغوجية عليه، لا سيما في فترة الانتخابات، وهذا الطرح ركز عليه الفيلسوف اليوناني كزينوفون بشكل كبير، معتبرا تواجد الفقير في المدينة/الدولة يعرقل تطور الديمقراطية في شقها الجوهري، لذلك لا يجب تواجد الفقراء في أي دولة سياسية، بل يجب تحويلهم إلى مواطنين إيجابيين يساهمون في بناء المجتمع/الدولة.
في المغرب، يوجد العديد من الفقراء الذين يتلقون مساعدات من طرف الدولة أو من طرف جمعيات المجتمع المدني، خاصة في الأعياد الدينية أو المناسبات الدينية، وهي مساعدات وإن كنا لا نقلل من قيمتها، فهي ستنتهي في أسبوع أو في بضعة أسابيع على أقصى تقدير، ومن تم العودة إلى قاع البئر.
وهناك مثل صيني يقول: “من يطعمني يوما يشبعني يوما، لكن من يعلمني كيف أطعم نفسي يشبعني مدى الحياة”، فكلمة السر هي التفكير الجمعي في تحويل هؤلاء الفقراء إلى أدوات إنتاج من أجل العيش بكرامة وفق الإمكانات المتوفرة لهم، وهذا سيحولهم إلى مواطنين إيجابيين يفكرون في خلق الثروة ولو كانت بسيطة في الظاهر، لكنها تمنعهم من أن يكونوا عالة على المجتمع.