تحليلات أسبوعية

بين السطور | أيام وزير الماء والنار والهواء..

بقلم: الطيب العلوي

    صادف هذا الأسبوع ثلاثة أحداث مختلفة في بلادنا: الأول يكمن في الغضب الواسع الذي أثاره خطاب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” في الخارج، خالد مشعل، والذي توجه به إلى الشعب المغربي داعيا إياه إلى مخاطبة ملك البلاد لقطع العلاقات ووقف التطبيع مع إسرائيل، والثاني يتجلى في إثارة السيد رئيس الحكومة و”البيزنس مان” الأول في المغرب، عزيز أخنوش، زوبعة من التساؤلات والاستفسارات بعد استحواذه على صفقة الـ 15 مليار درهم لبناء وإدارة أكبر محطة لتحلية المياه بالقارة السمراء، عبر شركتين تابعتين له، احتكار لم ير فيه لا الغني ولا الفقير(…)، لا السمين ولا النحيف(…)، ولا الطويل ولا القصير(…)، شيئا آخر سوى تضارب المصالح، أما الحدث الثالث والأخير، فيهم تواصل المسيرات الاحتجاجية ضد النظام الأساسي الجديد للتعليم، والتي خاضها المعلمون بعدة مدن.

في بلادنا، وبعيدا عن البلدان التي أصبح فيها المسلمون طعاما للكلاب المتوحشة(…)، وفي زمن تطل فيه عليهم الأقمار والصواريخ(…)، لا بد أن يعلم السيد خالد مشعل، الذي على ما يبدو – حسب قوله – أنه لا يعرف المغرب حق المعرفة، ولا كيف تُسير الأمور به(…)، أن المغاربة الذين انتفضوا ضده، سبق لهم أن انتفضوا بالمثل على الرئيس الفرنسي ماكرون قبل أسابيع قليلة، بعد زلزال الحوز، بسبب توجيهه رسالة مباشرة للشعب المغربي(…)، فالسيد مشعل حتى وإن كان صائبا، كان عليه توجيه هاته الرسالة إلى الأتراك أولا، بعد أن أصبحت علاقتهم مع إسرائيل متينة في عهد الرئيس أردوغان، الداعم الأكبر لحركة “حماس”.. كما على السيد مشعل أن يوجه أنظاره صوب الأيادي التي جمدت في الأبناك السويسرية حسابات ملايين الدولارات العربية المخصصة لقضيتنا الفلسطينية منذ أزيد من نصف قرن، وصوب كل من تبادل(…) مفاتيح خزاناتها مع قياصرة الصهيونية والاستعمار.. أما المغاربة الذين ينوي السيد مشعل ربطهم من بعيد أو من قريب(…) بتحمل مسؤوليتهم في تطهير الأراضي المقدسة من رجس الصهيونية، فهم يعرفون كغيرهم موقع إسرائيل، وعدد سكان إسرائيل(…)، ويعرفون أنه لو سار نصف سكان مصر مثلا على الأقدام، دون سلاح، لسحقوا لوحدهم إسرائيل، وسكان إسرائيل بأقدامهم.. فلا تخف على المغاربة يا السي مشعل، ولا تحاول إشعال فتيل الفتنة بينهم، وتأكد أنه لو فُتح غدا باب التطوع لغسل الأراضي العربية من عار الصهيونية، لما بقي في المغرب إلا العجزة والنساء والأطفال، وطبعا الخونة والجبناء(…)، وبعض رجال الأعمال والمهرجين..

وما دام الأسبوع الذي عشناه صادفته أيضا أزمة قطاع التعليم، فلا بد للجميع أن يتعلم(…) كما نال خالد مشعل درسه(…)، أن أولى الحقائق تقر بأنه عند التكوين الأولي تتم الخلقة، وتتكامل الأعضاء، أما فيما يخص تكويننا الأولي، فهو ما ينطبق عليه المثل المغربي: “يدي ويد القابلة، يخرج الحرامي اعور”..

تتمة المقال تحت الإعلان

فلا يبقى لنا خيار غير الامتثال لما “يعلمنا” إياه وزيرنا القوي، الذي بعد أن بات يجيد الألف والباء(…)، وفن مزاولة السياسة بجانب المال والأعمال(…)، ومهارات إضافة مياه المغاربة إلى قائمة شركاته، بعد الأوكسجين والمحروقات، وصار يسيطر على البر والبحر، والنار والهواء “أستغفر الله العظيم”، ما يبقى علينا إذن، إلا تطبيق أوامره بعودة الأساتذة إلى الأقسام لاستئناف الدراسة، دون أن ينسى “تبارك الله عليه” مبدأ أن حل مشكل التعليم يكمن في الحوار بالقول: “يوم تكونوا جاهزين نحن مستعدون للحوار”.

أما فيما يخص التصدي لبورجوازية الاحتكار، فالعالم أجمع، شرقه وغربه، يمينه ويساره، كانت به ولازالت شتى البورجوازيات: بورجوازية المال، بورجوازية الفكر، وطبعا بورجوازية الاحتكار، طبقة محسوبة على رؤوس الأصابع كان يضرب بها المثل في حياة آبائنا وهم في صراعهم مع الحياة، وما يبقى علينا نحن إلا الاستمرار في التعايش معها..

تتمة المقال تحت الإعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى