بوريطة يكشف أثر تغيرات النظام الدولي على ميزانية الخارجية

الرباط. الأسبوع
قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، خلال تقديمه لمشروع الميزانية الفرعية لوزارة الخارجية بمجلس النواب، أننا أمام نظام دولي يحتضر وآخر في طور التشكل، وأن العالم اليوم يعرف تحولات وأصبح أمام “براديغمات” جديدة في تدبير القضايا الدولية.
وأكد بوريطة أن “العالم اليوم يعرف تحولا متسارعا في مفهوم القوة وتوزيعها على المستوى العالمي، وفي طبيعة الفاعلين في السياسة الدولية، فضلا عن تحول جذري في أنماط تفاعلهم، وفي القيم المؤطرة لهاته التفاعلات”، مضيفا أن “أصنافا أخرى من القوى تنامت وتعاظم تأثيرها، وتوقفت القوة العسكرية عن أن تكون هي الفيصل الحاسم، وأصبحنا نتعامل مع أشكال جديدة في السياسة كما في الحرب، ولن نكون مبالغين إذا قلنا أننا أمام نظام دولي يحتضر وآخر في طور التشكل”، فـ”من آسيا إلى أوروبا والأمريكيتين مرورا بإفريقيا، ترتسم معالم هذه التحولات العميقة، ويترك هذا المخاض الدولي أثره على اقتصادات الشعوب ونسيجها الاجتماعي وبنياتها الديموغرافية والسياسية والثقافية”، يوضح بوريطة، ذلك أن هذه التحولات أسفرت عن أثار بليغة على البنيات الاقتصادية والاجتماعية والديموغرافية، حيث وجدت نفسها مرة أخرى في مرمى التنافسات الدولية وفي ملتقى طرق استراتيجيات التموقع وإعادة التموقع التي تنهجها الأقطاب الدولية، الشيء الذي زاد من تحديات القارة السمراء.
وأبرز الوزير أنه في ظل هذه التحولات، تمكنت الدبلوماسية المغربية، بفضل الرؤية المتبصرة للملك محمد السادس، من وضع الأفق الاستراتيجي للعمل وتحديد المفاهيم والأولويات وفق مقاربة تجمع بين روح المبادرة ومقومات الصمود، من أجل انتهاج دبلوماسية فاعلة متزنة واضحة وطموحة تكون كفيلة برفع هذه التحديات، وتحقيق إنجازات تروم تعزيز مكانة المغرب على الساحة الدولية والدفاع عن مصالح المملكة.