تحت الأضواء | قصة العقيد المزور الذي استولى على حكم الجزائر وبدأ العداوة مع المغرب
المؤرخ عبد الرحيم الورديغي يكتب:

الرباط. الأسبوع

اختار المؤرخ عبد الرحيم الورديغي جريدة “الأسبوع” ليروي أحداثا تاريخية غير مسبوقة عن الجزائر والعلاقات القديمة بينها وبين بعض المعارضين المغاربة، وفيما يلي تنشر “الأسبوع” مقال الورديغي كاملا:
يبدو لي بأن الحل بين المغرب والجزائر حاضرا ومستقبلا، بدأ ينقشع إلى نقطة النهاية، إما صلح تام وجاف على يد دولة عربية مرموقة، وإما حرب عسكرية خاطفة لا تلائم بلدا من البلدين، وسيكون فيها خاسر ومخسور، ويسقط فيها ضحايا أبرياء وخسائر جسيمة من الجانبين، وستشبع رغبات العسكر الجزائري، لا الشعب، وستتدخل دبلوماسيا فيها، الجامعة العربية.
فالواضح أن الحكام العسكريين الجزائريين يبتغون الحرب بدافع الانتقام لحرب “الرمال” التي تكسروا فيها سنة 1963، لكن المغرب الملكي لا يريد قط الحرب، فهو يمد يده للصلح بين الأشقاء المسلمين.
وأصول القضية بين البلدين، تسبب فيها “عقيد” مزور، كان اسمه سابقا محند أبو خروبة، زور اسمه بالهواري أبو مدين أسماء سادتين يعشقهما الشعب الجزائري، غاية منه في إعطاء قيمة دينية مرموقة لاسمه، بعدما سمى نفسه زورا “عقيد” مكلف بجيش التحرير، ومستعملا النار والحديد بثكنة عسكرية وجدية سمتها جبهة التحرير “الشهيد العربي بلمهيدي”، كانت قد سلمتها السلطات المغربية إلى جبهة التحرير، في إطار مساعدة الجزائر في حربها التحريرية.
وقد استولى العقيد المزور أبو مدين، بوجهه العبوس ذو الوجه المعظم، على كل المنخرطين بها من أبناء العائلات الجزائرية المهاجرة إلى المغرب، وكان عددها يقدر تقريبا بمليون مهاجر موزعون على كل قرى ومدن الشرق المغربي.
فغداة الاستفتاء الفرنسي الذي نادى به الجنرال شارل دوغول، رئيس الجمهورية، لإنهاء الحرب، نجحت الأغلبية المسلمة (10 ملايين) ضد الجالية الأوروبية واليهودية القاطنة (مليون نسمة فقط)، فسلمت حينا السلطات السياسية والإدارية إلى الحكومة الشرعية الجزائرية ليوسف بنخدة، في شهر يوليوز 1962، لكن باغتها بصفة غير شرعية، العقيد المزور، الهواري أبو مدين، والذي لم يسبق له أن دخل تراب الجزائر، طوال ثمان سنوات من الحرب، دخل توا هو ومرتزقة جزائريون من الجيش الفرنسي، تراب الجزائر على ظهر شاحنات عسكرية مليئة بالبشر وبالأسلحة، كان قد سلمها فيما قبل الجيش الملكي المغربي طوال سنة 1961، وحشدت في ثكنة “العربي بلمهيدي” بكل من وجدة وبركان.
قطع الهواري أبو مدين وأتباعه الحدود بمعرضه العسكري، يتقدمه “المغربي” أحمد بنبلة في سيارة فخمة (مرسيدس) كان قد سلمها له الحسن الثاني قبلا، (كانت في اسم المرحوم الملك محمد الخامس)، وبطبيعة الحال، صفقت لهم الجماهير الوهرانية والجزائرية، فاستولى الهواري على قصر المرادية الحالي بالعاصمة، ثم كون حكومة مؤقتة كرئيس الجمهورية أسداه لأحمد بنبلة، وأعطى لنفسه منصب وزير الدفاع، صفقت الجماهير لهما، شبابا وكهولا، وقد تعبت من الحرب، وبعد غد، قام المسمى أبو مدين ليستتب له الأمر بمعية ضباطه المرتزقة الواردين من الجيش الفرنسي، فقتلوا تقريبا كل رؤساء جميع المناطق، تحت سيطرة جيش التحرير.
فمرت الأيام والشهور في الاقتتالات بين أنصار أبو مدين وأنصار الحكومة المؤقتة الشرعية.. حتى انتهت بتصفية كل من حمل السلاح ضد أبو مدين، وبعد ذلك، أمر أبو مدين بالهجوم غدرا على الحدود المغربية التي منها، واستولى على قصور يحرسها جنود مغاربة من الجيش الملكي، فتأثرت الحكومة المغربية لذلك، وما كان من العاهل الحسن الثاني إلا الدفاع عن الحدود بجيشه القوي، فصفى كل المناطق التي دخلها أكثر من 300 من الجنود والضباط، منهم المسمى الآن سعيد شنقريحة، وكان “كابورال”.
بعد سنة ونصف، ألقى الهواري أبو مدين القبض على الرئيس الذي اختاره أحمد بنبلة، ورماه في الصحراء طول عمره، ليتولى هو الرئاسة بدون انتخاب. وعوض أن يهتم بالحالة الاجتماعية للجزائريين، وجه كل طاقات جيشه لتبذير أموال البترول الذي تركه الفرنسيون، ضد المغرب، فبدأ يرسل إلى المملكة خفية، بنصائح المعارضين المغاربة لنظام الحسن الثاني، ومنهم الفقيه البصري والمهدي بنبركة وعبد الرحمان اليوسفي، الفارين من “عصابات” كان هدفها إسقاط النظام الملكي في شخص الملك الحسن الثاني، فلم تنجح تلك العصابات المغربية (قبل المصالحة التاريخية)، فكلما اقتحموا الحدود تلقي عليهم السلطات المغربية القبض وتقدمهم إلى المحكمة العسكرية بمكناس، بدعوى الخيانة والتمرد على النظام الملكي.
دام هذا العهد البوخروبي سنين وسنين.. إلى أن أتت الفرصة لبومدين أن ينشئ جيشا من المرتزقة الصحراويين بتمويل مشترك مع الديكتاتور الليبي، عدو الحسن الثاني، وسميا باسمهما جيش البوليساريو، غداة إرجاع المغرب قانونيا لصحرائه الجنوبية، لكن معمر القذافي قتله شعبه الليبي، وقبله مات أبو مدين بالسم الزعاف، لكنه كان قد ترك الوصية للمرتزقة الجزائرية بمقاتلة المغاربة، رغم شرعية إرجاع صحرائهم الغربية، واستمر حكام الجزائر بالتتابع، في تدريب وتمويل عسكر البوليساريو، الذين جعلوا منها جمهورية وهمية.
والسؤال في هذا الأمر: متى سينتهي النزاع المغربي الجزائري الذي طال أمده مع حكومة الرئيس الحالي عبد المجيد تبون، المساند من طرف الجنرال الحقود على المغرب، سعيد شنقريحة؟
غير أن المغاربة شعبا ونظاما، مصممون على الاحتفاظ بصحرائهم إلى “أن يرث الله الأرض ومن عليها”، وقد تنهض حركة ضد الجنرالات الذين سيستغلون حكم تبون وشنقريحة، بسبب حالة اجتماعية متخلفة وقلة المواد الغذائية، يتشاحن عليها الجزائريون في طابورات تطول يوما بعد يوم، فلا حل لها إلا فتح الحدود أمامها مع المغرب المليء بالمواد الغذائية في كل قرية ومدينة.
أضف إلى هذا، أن الحلف الكروي الأخير «pacte foot» بين المغرب وإسبانيا والبرتغال، سيكون في المستقبل عرقلة للهجوم على المغرب من طرف الجزائر، كذلك وقوف إسرائيل بجانب المغرب عسكريا، هدفه تحطيم، في ساعتين، مطارات الجزائر ومصانعها البترولية، وهو قوت بلادها، وأيضا مطاراتها الجوية العادية.
هكذا وجب أن تعلموا أيها الجزائريون وأيها المغاربة، أن الجزائر سقطت بعد الحكم الفرنسي، لا في أيدي وطنيين أقحاح، بل في أيدي ضباط مرتزقة وردوا من الجيش الفرنسي، الذين لا رحمة لهم ولا شفقة على الشعب، إلا النهب والسرقة، واستخدمهم البئيس في وجدة، المجرم أبو خروبة الذي كنى نفسه بسيدي الهواري وسيدي أبو مدين، المقدسين الدينيين، يقسم باسمهما الشعب الجزائري المسلم قاطبة، فسينتهي أجلهم بمحاكمة الجنرال نزار بسويسرا ويتبعه في الموت سعيد شنقريحة الكابورال سابقا.
القافلة تمر و الكلاب تنبح.. ستظل الجزائر علقة في حناجركم يا أهل الذل…
Oui ya Rakhiss quand les vrais hommes parlent toi marionnette il faut que vous taisez a jamais sous hommes a genoux devant tes maîtres bande mafieuse Harki qui vous écrasent et vous ne bougez pas vous êtes une honte du continent africain