بين السطور

بين السطور | طوفان الأقصى وطوفان الانقسام

بقلم: الطيب العلوي

    إلى حين كتابة هذه السطور، يكون عدد القتلى الإسرائيليين الذين سقطوا منذ بدء عملية “طوفان الأقصى” قد ارتفع إلى 1300 شخص على الأقل، والجرحى إلى أكثر من 3300، بينما وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، بدورها قدرت عدد قتلاها لحد الآن بحوالي 1354 مواطنا وإصابة 6049 آخرين جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، ما يرفع حصيلة القتلى المعلنة في صفوف الفلسطينيين والإسرائيليين جراء حرب حماس وإسرائيل، إلى 2654 قتيلا.

لن أطيل عليكم في التذكير بتاريخ ولا بجغرافيا الوضع، فكل واحد منا له قناعته بخصوصهما(…)، ولن أشرّع لنفسي الخروج عن الخط(…) كما شرّع “مولاهم” أحمد الشرعي لنفسه ما لم يشرّع الله لأحد(…)، ذاك الصحفي الذي خولت له نفسه أن يجمع جل المغاربة في سلة واحدة، ويتحدث باسمهم معنونا مقاله بـ: “كلنا إسرائيليون”، كما جمع بداخله الفلسطينيين بدورهم في قفة واحدة لينعتهم كلهم بالإرهابيين.. فإذا كان السيد أحمد الشرعي يعتقد نفسه ينتمي لجماعات الضغط “اللوبي” في الخارج لصالح قضايا المغرب، فإن المغاربة يوم سمعوا به لأول مرة(…)، فهموا والحمد لله في نفس اليوم، انتماءه لجماعات الضغط اللوبية في الخارج، لصالح قضاياه الخاصة.

ليس من أخلاق مهنتنا التراشق بالحجارة، إلا أن أي إنسان محترف في مهنته تجاه عمله، وتجاه المجتمع، وتجاه نفسه وذاته، وجب هذه المرة التصدي لمثل هاته المواقف، التي جعلت من الشرعي “هدفا” لجميع المنابر الإعلامية، الوطنية والدولية، بين من يعتبر موقفه إساءة للمغرب دولة وشعبا، ومن يرى فيه صبيا ينتمي إلى طائفة المتسلقين الذين يتزلفون إلى حكومة الاحتلال الإسرائيلي، ومن يصيح في وجهه: “لست على هواك، القضية الفلسطينية هي قضية المغاربة أجمعين”. مقال سخيف جاء في وقت تعالت فيه أصوات كل المحللين السياسيين، الذين يعرفون تاريخهم على الأقل(…)، لتعبر عن المطالبة بإلغاء التطبيع مع إسرائيل، والتي سرعان ما باشرها التعاطف المغربي الشعبي مع الشعب الفلسطيني.

تتمة المقال بعد الإعلان

ففي الولايات المتحدة مثلا، ألقى الرئيس الأمريكي جو بايدن، هذا الأسبوع، كلمة قال فيها: “لم أكن أتخيل أن يأتي يوم أرى فيه صور إرهابيين يقطعون رؤوس الأطفال”، جملة سارع البيت الأبيض لتكذيبها في اليوم الموالي، مؤكدا أنه “لا الرئيس بايدن ولا أي مسؤول أمريكي رأى صورا تؤكد صحة ذلك”، معتبرا أن بايدن سمع ذلك من تصريحات المتحدث باسم رئيس الحكومة الإسرائيلية دون وجود أدلة.. فإذا كانت أساليب العرب والمسلمين لا ترضيك كي تقتنع بمبدأ بيت القدس يا السي أحمد الشرعي، رئيس مجموعة إعلامية كبيرة قد تصغر إذا ما مسخها الله(…)، فخذ على الأقل مبادئ البيت الأبيض(…)، وحتى لو كنت مقتنعا بمواقفك، وجب عليك تحليل الوضع، والأخذ بعين الاعتبار مشاعر ومواقف إخوانك المواطنين على الأقل إن لم يكونوا إخوانك في الله(…)، لأن ما قمت به قد يسهل للبعض(…) ترك حتى القضية الوطنية، وترك الإنجازات التاريخية التي تعيشها المملكة، ليبدؤوا في توزيع صكوك “الوطنية” ويأخذوا في تقسيم المغاربة إلى الوفي والخائن.. بمعيار آخر تكون قد وضعته أنت، وإذا كانت حماس صاحبة “طوفان الأقصى”، فقد تكون أنت، مولاي أحمد الشرعي، مؤسسا تاريخيا لطوفان الانقسام..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى