المنبر الحر | المغاربة ومفهوم الكوارث والابتلاءات
بقلم: سيدي المختار العلوي
إن محاولة استجلاء وإبراز طبيعة وخصوصية تعامل المغاربة مع الكوارث والابتلاءات والاستحقاقات لمظاهر الفوز وتحقيق النتائج والإخفاقات، تتطلب منا الوقوف في البداية لتحديد ومحاولة فهم زلزال الحوز، المتميز عن زلزالي أكادير والحسيمة بعد الترحم على ضحاياه رحمهم الله ومواساة أسرهم بالدعاء والصبر والسلوان.
فزلزال القرن الحوز والمناطق المغربية الأخرى المتضررة، شعر به كل المغاربة، ومن قلب العاصمة الرباط عند حدوثه، حيث أحس به الجميع من مختلف المدن مما ضاعف أكثر من إحساس المغاربة تجاه الجهات المتضررة وسكانها، وهو شعور وطني متميز ساهم في تحريك وتقوية وإذكاء الشعور العربي الإسلامي القوي من المحيط إلى الخليج، وزاد من تعميق حس وتعاطف المجتمع الدولي بكل مكوناته إلى جانب ما يحظى به المغرب من سمعة وصيت وتقدير لجميع الديانات، وفي المحفل الأممي الدولي والإفريقي والعالمي وتضامن المغرب المطلق مع دول العالم.
لقد كان زلزال الحوز ونواحيه بمثابة الخيط الرفيع لخيوط المعادلة لسلسلة من الكوارث والابتلاءات بما فيها “كورونا”، التي تعامل معها المغرب بحكمة ورزانة ومنظومة متكاملة من طرف جميع القطاعات المعنية، كما تعامل معها المغاربة بإلزام والتزام ومنظومة تضامنية مفادها وأولويتها سلامة وصحة الإنسان المغربي.
إن “تمغربيت” بما فيها “تمازيغت وتريفيت وتصحراويت (الحسانية)، تجدونها دائما وأبدا في السراء والضراء، في الفرح والقرح، لقد حزن المغاربة وقلقوا لما خيم عليهم وباء “كورونا” وما له من أضرار صحية ونفسية واجتماعية، وفرح المغاربة وضحكوا كثيرا بانتصارات المنتخب الوطني لكرة القدم في المحافل الدولية، واليوم بكوا كبيرهم وصغيرهم بسبب الزلزال المدوي المدمر ليبقى شعارهم الخالد: “الله الوطن الملك”.
“ديما مغرب” ونحن والزمن طويل بإذن الله، فلنتضامن جميعا مع متضرري زلزال الحوز.
ولعل أحسن درس لخيوط هذه المعادلة، هي المبادرة الملكية لإدارة هذه الأزمة وتدبير هذه الكارثة بقرارات شجاعة مطبوعة بزيارته ط الإنسانية لتفقد المرضى بمراكش وتبرعه بدمه لرعاياه المتضررين.