لماذا تكلف “مصدر مأذون” بالرد على وزيرة الخارجية الفرنسية ؟
الرباط. الأسبوع
كشفت العديد من الوقائع والأحداث الدبلوماسية والسياسية، عن وجود غموض كبير وعلامات استفهام في تواصل وزارة الخارجية والتعاون الإفريقي، التي يوجد على رأسها الوزير ناصر بوريطة، مع الإعلام الوطني والرأي العام، للكشف عن مواقف المملكة الرسمية بخصوص ما يقال في وسائل إعلام دولية، أو ردا على بعض قرارات دول أخرى أو قضايا مرتبطة بالمملكة، سواء إقليميا أو عربيا.
وما يكشف ذلك، التصريحات الأخيرة لوزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا، التي تحدثت عن زيارة مبرمجة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمغرب بعيدا عن القنوات الرسمية، الشيء الذي جعل وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ترد على خرجة الوزيرة الفرنسية عبر قصاصة لوكالة المغرب العربي للأنباء تحت اسم “مصدر حكومي رسمي”، لنفي وجود أي برمجة بخصوص هذه الزيارة.
واستغرب العديد من المتتبعين والإعلاميين من طريقة رد وزارة الخارجية على تصريح الوزيرة الفرنسية أو ادعاءات باريس بخصوص وجود اتصالات أو ترتيبات لتنظيم زيارة للرئيس الفرنسي ماكرون للمغرب، لكون الخارجية المغربية ليست المرة الأولى التي ترد فيها عبر “مصدر مأذون” أو “مصدر حكومي”، إذ سبق أن خرجت بجواب حول دعوة جنوب إفريقيا للمشاركة في اجتماع دول “البريكس” عبر “مصدر مأذون” من قلب الوزارة، تحدث عن عدم التفاعل إيجابا مع الدعوة للمشاركة في اجتماع “بريكس/إفريقيا”، لكون ذلك لم يكن ضمن أجندة المملكة المغربية، ولا يعنيها، كما سبق أن تواصلت وزارة الخارجية مع وسائل الإعلام بخصوص موقف المملكة من الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين عبر “مصدر مأذون”، حيث تحدث عن موقف المغرب من الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة في شهر ماي الماضي.
فطريقة تعاطي وزارة الخارجية مع الأحداث والقضايا ذات الارتباط السياسي والدبلوماسي بالمملكة، تطرح الكثير من التساؤلات لدى العديد من المراقبين والملاحظين، خاصة في مجال الإعلام والعلاقات الدولية، حيث يرى العديد منهم أن مجال التواصل يتطلب مواكبة وأهمية بالغة في ميدان الدبلوماسية والعلاقات الخارجية، ومن الأجدر أن تمتلك وزارة الخارجية استراتيجية ناجعة في التواصل للتصدي للأخبار المتداولة والشائعات وسط الرأي العام.