المنبر الحر | هل يمكن توقع الزلزال ؟

بقلم: علي العلوي

    خلافا لما كتب في بعض الصحف “هزة أرضية”، يروقني أن أشير إلى أن القرآن الكريم صريح، حيث ينص بالتدقيق إلى الزلزال مصداقا لقوله تعالى: ((إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها وقال الإنسان ما لها يومئذ تحدث أخبارها بأن ربك أوحى لها يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره)) صدق الله العظيم وبه نستعين.

وتبعا للزلزال العنيف الذي ضرب إقليم الحوز يوم الجمعة 8 شتنبر 2023 على الساعة الحادية عشر مساء، وخلف عددا كبيرا من الوفيات والجرحى فضلا عن خسائر مادية فادحة، فالحق كل الحق بأن البنية التحتية جد ضعيفة في هذه المنطقة لدرجة عدم الحصول على رخصة البناء وفق القوانين الجاري بها العمل، علاوة على عدم المراقبة من طرف المسؤولين في المكان والزمان مع العلم أن الزلزال ينطلق على بغتة ودون سابق إنذار، وأستشهد بالزلزال الذي ضرب مدينة أكادير سنة 1960، حيث خلف 1200 قتيل، ثم زلزال الحسيمة سنة 2004 الذي خلف 600 قتيل، ولا غرو أنه من أوجب الواجبات مراقبة الخطر قبل تفاقم الأوضاع وحلول الطامة الكبرى، ومن المعلوم أن معظم المغاربة سمعوا الكلاب تنبح بصيحات ثاقبة قبل الزلزال.

وبناء عليه، يجب البناء فوق أرض صلبة عملا بالمقولة المغربية “احفظ لي ساسي وغطي لي راسي وخليني مع الأيام نقاسي”.

وحسب علماء الجيولوجيا، فإن الزلزال على غرار اهتزاز سفينة في البحر تتمايل مع الموج ميل البحر، لذا يتعين البناء بمواد غير الطين، وأيضا البناء في قعر الأرض مع استعمال الحديد الصلب ضد الهزات الأرضية التي تتمايل مع حركة الأرض، ومن تحصيل الحاصل، أن المرأة العجوز في المغرب تستعمل غالبا معلقة في كأس فإذا وقع “تزنين” علمت بالزلزال.

لذا لي وطيد الأمل أن مهندس علم طبقات كوكب الأرض سوف يصمم على حل المشكل بكل حزم وعزم بفضل التخطيط قبل وقوع الزلزال، مع العلم أن كل ما كان مستحيلا قديما أصبح اليوم في المستطاع.