المنبر الحر

المنبر الحر | رسالة مفتوحة إلى المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي

مدرسة القيم

بقلم: ذ. الحسن العبد

    يؤكد جل الدارسين التربويين المسلمين ومعهم كل باحث في أمور الأمة الإسلامية، أنه يستحسن نسج منظومة تعليمية تربوية متكاملة ببلادنا وبسائر بلاد المسلمين، تنهل من كل العلوم والحضارات الإنسانية، وأول تلك العلوم العلم بالله وعلم العلم، أي القرآن الكريم، وبصفتي أستاذا مربيا سابقا، لكن لا زلت أبحث للتعلم، أرى بأنه لا مناص من قيم مجتمعية لإنجاح الفعل التربوي، ألا وهو التركيز على العقيدة والأدب والأخلاق والعبادة والمعاملة والحضارة لدى المواطن المغربي المسلم، مع التربية على قيم المواطنة والتمسك بثوابت الأمة، وأولها قضية المسجد الأقصى كأمانة على عاتقنا، وقضية مملكتنا السعيدة ألا وهي الصحراء المغربية المسترجعة بلا اعترافات أجنبية ولا دعم من أي كان، فنحن عبيد عباد أسياد ببلادنا، غايتنا الإسلام ورايتنا لا إله إلا الله محمد رسول الله وشعارنا الله الوطن الملك.

ونحن إذ نتمسك بموروثنا الحضاري وبعقيدتنا، نساير عصرنا بانفتاحنا على كل علم نافع وكل ما هو إيجابي يوائم خصوصيتنا وهويتنا الإسلامية.

تتمة المقال تحت الإعلان

يتسم قطاع التربية والتعليم ببلادنا بتنوع في الكم والكيف، لا أقول الجودة، فالعطاء من الله موجود بإمدادات ربانية حتى وإن كان التكوين العلوي والتعلم السبحاني بعيدين عن المؤسسات التعليمية، قد تجد عباقرة وحكماء من خارج الأقسام والمدرجات، وكل أماكن التعلم الرسمية والغير الرسمية، وعلى أية حال، لدينا تعليم عمومي، وتعليم خاص أو خصوصي، وتعليم عتيق، ثم التعليم بالبعثات الأجنبية، لكل أسرة الحق الكامل في اختيار ما يناسبها، لكن فقط كمسلمين مغاربة، لنعقد العزم كما فعل آباؤنا وأمهاتنا، وكما أكد عليه وعلى واجب فعله الراحل الحسن الثاني رحمه الله، لنلحق فلذات أكبادنا بالكتاتيب القرآنية (المسيد) باستعمال طرق ديداكتيكية وبيداغوجية حديثة كحصص اللعب، مع عدم إهمال الحفظ والفهم.. منذ ثلاث أو أربع سنوات.

ثم بعد ذلك، يتم اختيار التعليم المناسب، ونمر لنعمل على خلق شراكة بين هذه الخيارات الأربع لتبادل الخبرات بينهم في مجالات المناهج والمحتويات تحت إشراف مفتشي وزارة التربية الوطنية، ويجب بصفة خاصة إيلاء أهمية كبرى للتعليم العتيق ليلتحق بركب باقي أنواع التعليم، كالتركيز على اللغات الأجنبية إلى جانب اللغات الأصلية لتصل رسالة الإسلام إلى العالم بكل الألسن واللغات.

من المفروض كذلك فيما يخص الأنشطة الموازية، التركيز على أندية سينمائية مع دعوة العلماء والمثقفين والفنانين الملتزمين والتربويين البيداغوجيين، والمفكرين، إلى تقديم عروض ومحاضرات وأعمالهم الثقافية والحضارية وإنتاجاتهم الفنية، من رسم ومسرح، وغيره، بكل أشكال المؤسسات التعليمية، كما يجب محاسبة كل المفسدين والناهبين منذ فجر الاستقلال، لأن خيرة الشباب المتعلم (الأدمغة) يهاجرون إلى الخارج، لكن وبالأساس، لا بد أن تعود هيبة وسلطة العلم للمدرس المربي عوض ثقافة السلطة والتسلط، فالأستاذ وريث الأنبياء والرسل تلزمه مكانة مميزة في المجتمع ماديا ومعنويا.

تتمة المقال تحت الإعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى