بين السطور | مقادير “الخلطة” الحكومية المقبلة


تناقل عدد مهم من المواقع الإلكترونية هذا الأسبوع، الخبر الذي أوردته جريدة “الأسبوع” في عددها الأخير، حول النقاشات الجارية داخل حزب الأصالة والمعاصرة، ودون علم جل أعضائه(…)، في ما يخص البحث عن خليفة للأمين العام الحالي لحزب “الجرار”، الذي جر نفسه بنفسه إلى مخرج الإغاثة..
وإذا كانت “الأسبوع” هي السباقة في الإشارة إلى سخونة الصفيح الذي وُضِع عليه الحزب(…) بعد الخلافات الداخلية والصراعات التي سببتها توجهات السي وهبي، والتي أغضبت تيار فاطمة الزهراء المنصوري، ورفاق بنشماس، والقياديين السابقين، فإن كشف جريدتنا بأن فاطمة الزهراء المنصوري بدأت معركتها الصامتة(…)بضم أصوات أغلبية أعضاء المجلس الوطني بنسبة كبيرة لصالح ترشيحها لقيادة الأمانة العامة، باستعمال قنوات لجنة المساواة، وضغوطات المنظمة النسائية للحزب، وثلة هامة من أعضاء المكتب السياسي(…)، كلها أمور بدأت تدل بكل بساطة على أن مقادير الخلطة الحكومية المقبلة سرعان ما بدأت تنكشف والله أعلم(…)، بعد مرور أقل من عامين على استحقاقات 2021..
بذلك، فالبرغم من الملفات المُحرقة، والأسئلة المزعجة(…)، التي باتت فاطمة الزهراء المنصوري تتلقاها مؤخرا، يوما بعد يوم(…)، حول الاختلالات التي تعرفها مجموعة من المدن في مجال التعمير، بعد ظهور تراخيص يستفيد منها أصحاب النفوذ(…) والمناصب بالجماعات والمجالس، دون الضوابط القانونية المعمول بها، “تخلويضات” يروح ضحيتها مواطنون من فئات فقيرة، فتبقى مبطلات(…) مسار المنصوري إلا سحابة عابرة، بما أن الأحداث السابقة واللاحقة(…)، تجرنا حتما إلى ربطها بسابقة الأخوين هابيل وقابيل، وكل أخ يتهافت لإقصاء أخيه(…) وإن كان الواقع الذي نحن بصدده لا يتعلق بقتل الأخ، وإنما بقتل كل واحد لنفسه..
فقد لعبت الظروف سابقا لصالح الأمينة العامة للحزب اليساري الموحد، نبيلة منيب، باعتبارها المرأة الوحيدة البارزة في المشهد السياسي، غير أن تداعيات “كوفيد 19” ساهمت في تراجع المرأة من الصفوف الأولى إلى الصفوف الأخرى، كما أنها فقدت الكثير من شعبيتها في خرجات إعلامية غير محسوبة وتصرفات حزبية داخلية، أفقدتها الكثير من القوة التنظيمية(…).
ويا لها من مشاهد غريبة يسابق فيها الأمين العام عبد اللطيف وهبي الزمن، لتأبين نفسه بنفسه سياسيا، بعد أن تأكد من عدم وجود أي فرصة لاستمراره في القيادة، رغم أن دخول “البام” للحكومة كان في عهده، ولكن الحزب لا يؤمن إلا بـ”الزيارات الخفيفة” للأمناء العامين.. وقد قال واحد من مؤسسيه مؤخرا: “إن البام في حاجة إلى وكيل عام وليس لأمين عام”.
كل ما سيفعله وهبي المحترق إعلاميا وسياسيا وتنظيميا حتى الآن، وفي أحسن الظروف، هو التصفيق لصالح فوز فاطمة الزهراء المنصوري بالأمانة العامة في القادم من الأيام، وهو ما يعني وضع رجلها الأولى في رئاسة الحكومة إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه..
ولا داعي للتذكير بأن رئيس حكومة مثل عزيز أخنوش، لا يملك أي حظوظ للظفر بولاية جديدة، وربما لن تكون هناك فرصة جديدة أمام “الحمامة” لكي تطير، بسبب كل ما يعلمه الرأي العام من شؤون حول الحكومة الحالية، وهو ما فتح الباب للتكهن بشخصية رئيس (ة) الحكومة المقبلة منذ الآن، وقد سبق للوزير المهدي بنسعيد في حوار صحفي، أن لمح إلى أن حزب الأصالة والمعاصرة ستقوده امرأة في الفترة المقبلة (يقصد المنصوري)، فماذا لو كانوا بصدد إعدادها لرئاسة حكومة كاملة، وليس مجرد حزب ؟