المنبر الحر

المنبر الحر | لا يكفي الكلام للدفاع عن حرمة الإسلام

بقلم: ذ. عبد الواحد بن مسعود   

من هيئة المحامين بالرباط

    في يوم عيد الأضحى المبارك، ووجود جمهور غفير من المسلمين في ضيافة الرحمن لأداء فريضة الحج ووقوفهم في جبل عرفات بين يدي الله تعالى يطلبون الرحمة والمغفرة والسلام والأمان، يصدر قضاء دولة السويد الملحدة، قرارا  يوافق على أن يقوم بحرق المصحف الكريم في ساحة عمومية وأمام مسجد وهو بيت من بيوت الله، محاطا بحماية الشرطة، متهور لينفذ ذلك القرار، وهو عبارة عن خطة من خطط دولة الملحدين في محاربة الإلحاد للديانة الإسلامية، وليوجه الطعنة الثانية عن عمد وسبق إصرار للأمة الإسلامية وهي تحتفل بعيد من أقدس أعيادها، وتأتي السويد في المرتبة الأولى في سلم الدول الملحدة التي تكن العداء للإسلام والمسلمين، ويبلغ عددهم ما يفوق مليارا ونصف المليار من سكان العالم، وقد حرقت السويد الملحدة المصحف الكريم وهي تجهل أنها تحارب الخالق سبحانه، وتتطاول على كتابه الشريف، وأن حرق المصحف الشريف سيلحق الضرر بكلمة الله العليا مع أن ذلك الكتاب تولى الله سبحانه حفظه ورعايته، وهو معجزة دائمة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، بينما بقية المعجزات كانت مرتبطة بحياة الأنبياء، فالتوراة كانت مرتبطة بحياة النبي موسى عليه السلام والإنجيل كان مرتبطا بحياة النبي عيسى عليه السلام، ولكن القرآن لم يكن مرتبطا بحياة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، بل هو كلام الله الذي لا يفنى ولا ينقطع، وهو الكتاب الذي سيكون شاهدا يوم القيامة على من اتبع أوامره ومن عصى تلك الأوامر.

تتمة المقال تحت الإعلان

لقد كان حرق الكتاب الكريم فاجعة هزت العالم الإسلامي، وعلى الفور صدرت بلاغات وتنديدات واستنكارات، وخرجت مسيرات للاحتجاج، أما السويد الملحدة فزادت الطين بلة، لما صدر عنها بلاغ تؤكد فيه أن دستورها يحترم حرية التعبير وأن إحراق المصحف الكريم لم يكن مناسبا، وهكذا فتلك الدولة الملحدة بينت عن جهلها لمفهوم حرية التعبير، ولا تفرق بين التعبير وارتكاب الجرائم وهتك الحرمات والاعتداء على المقدسات وجرح المشاعر، وتعمدت إحراق المصحف الكريم كتاب الله تعالى وكتاب المسلمين، ولم تحرق التوراة أو الإنجيل، مما يؤكد حربها على الإسلام والمسلمين، وبعد هذا الاعتداء الشنيع، كيف ستقاوم الأمة الإسلامية هذا الهجوم الوحشي؟ كيف ستحمي دينها وكتابها ودستورها الأول؟ هل بمجرد البلاغات والتهديدات والاستنكارات ورفع اللافتات واختراق الأزقة، بل إن هذا الاعتداء يواجه بالجهاد في سبيل الله، وبتغيير المنكر، وهناك عدة وسائل للجهاد في سبيل الله وعدة طرق لتغيير المنكر وليس بالضرورة أن يكون الجهاد بشن الحروب واستخدام الأسلحة الفتاكة التي قد تمس الأبرياء، وتدمر مرافق حيوية، ولكن التغيير والجهاد يكون بما يناسب عصرنا وحب المسلمين للسلم والسلام وبالوسيلة التي هي أحسن وتعطي الهدف المنشود، ومن تلك الوسائل نقترح ما يلي: أن تقرر جميع الدول الإسلامية قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة السويد، ويبقى فيها مجرد مكتب للاتصال لخدمة المهاجرين المنحدرين من الدول الإسلامية، وقف تنفيذ سريان جميع الاتفاقيات التي أبرمتها الدول الإسلامية مع دولة السويد الملحدة، ولاسيما الاتفاقيات القضائية ومقاطعة جميع ما تنتجه أو تصنعه تلك الدولة وتصدره للدول الإسلامية، وحرمانها من المشاركة في أي تظاهرة تقام في البلدان الإسلامية، وإغلاق الحدود البرية والجوية والبحرية في وجه جميع وسائل النقل القادمة من تلك الدولة في اتجاه البلدان الإسلامية، ومنع أي تحويل من العملات من الدول الإسلامية إلى المؤسسات المالية التابعة للدولة الملحدة، وطرد الشركات السويدية من البلدان الإسلامية، كما على من تعلق حبه بالله وبرسوله وبكتابه، وكل من يحمل جنسية بلده الإسلامي وأضاف لها الجنسية السويدية، أن يتنازل عن تلك الجنسية حتى لا يكون منتسبا لدولة ملحدة لا تؤمن بالله ولا برسله وأنبيائه ولا بكتبه المنزلة.

وإذا كانت الدول الإسلامية تقيم علاقاتها على أساس المصالح المادية، فما هي المصالح التي تجنيها الدول الإسلامية من دولة السويد الملحدة قياسا مع الأضرار الفادحة التي تلحق بديننا ومعتقداتنا وهي أسمى وأعز من أي مصلحة مادية، وسكوتنا عن حماية ديننا ذل وهوان وتخاذل وتشجيع لدول أخرى على الانضمام إلى جبهة الإلحاد التي تتزعمها دولة السويد حتى لا نكون مجرد مسلمين، ولم يدخل الإيمان بعد إلى قلوبنا، وإن تنصروا الله ينصركم فلا غالب لكم.

تتمة المقال تحت الإعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى