المنبر الحر | أي مستقبل بعد شهادة البكالوريا ؟
بقلم: ذ. الحسن العبد
لازالت بلادنا تشهد هذه الأيام عدة امتحانات إشهادية، وقد تزامنت مع موسم الحصاد، وقديما قيل “من جد وجد، ومن اجتهد حصد”، وهي تتعلق بكل الأسلاك، الابتدائي والثانوي الإعدادي والثانوي التأهيلي، وكذا الجامعي العالي، وتواجه التلامذة الذين حصلوا على شهادة البكالوريا بكل أنواعها، بشكل خاص، عدة خيارات ومسارات مختلفة، حسب “بّاك زائد بّاك”، أي مجهودات الآباء والأمهات لضمان مستقبل أبنائهم وبناتهم، بكل التضحيات المادية، كيفما كانت المعدلات المحصل عليها، أو حسب المعدلات المرتفعة التي تؤهل بعض التلاميذ للولوج إلى المدارس والكليات والمعاهد العليا، أو حنكة وذكاء التلميذ والتلميذة الحاصلين على البكالوريا، والذين يحسنون التدبير وحسن الاختيار، أمام العروض المقدمة من عمل أو متابعة الدراسات العليا، سواء بداخل الوطن أو بخارجه، بإمكانياتهم المحدودة.
فيما يخص التعليم العالي، يمكن للتلاميذ الحاصلين على البكالوريا، الالتحاق بمؤسسات التعليم العالي لمتابعة دراساتهم الجامعية، حسب ميولاتهم وقدراتهم، فيمكن اختيار التخصص الذي يهم كل طالب أو طالبة ومواصلة التعلم في مجال محدد، أما إذا كان التلاميذ مهتمين بتجربة دولية، ولهم الإمكانيات المادية الكفيلة بذلك، أو تحصلوا على منح، فيمكنهم النظر في الدراسة في الخارج، حيث هناك العديد من البلدان التي توفر برامج تعليمية للطلاب الدوليين، بأوروبا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية، أو حتى بآسيا الشرقية وغيرها من الدول، أما إذا كان هناك من يفضل الحصول على مهارات عملية والانخراط في العمل بسرعة، فيمكنه الالتحاق ببرامج التدريب المهني التي توفر تدريبا مكثفا في مجالات مثل المعاهد التكنولوجية والمجالات التقنية، والتجارة، والفنون، وغيرها.
وقد تجد كذلك منهم من له أو لها تطلعات لبدء عملهم الخاص، فيمكن استغلال هذه الفرصة لتأسيس شركة أو مشروع خاص، وذلك بالاعتماد على الأبناك والمؤسسات المالية الأخرى المتواجدة ببلادنا، فهناك العديد من المنظمات والهيئات والمؤسسات التي تدعم رواد الأعمال الشباب ببلادنا.
وأخيرا، يمكن لشبابنا الذين لم يساعدهم الحظ لمتابعة الدراسات العليا، الانتقال مباشرة إلى سوق العمل، حسب الاحتياجات المتوفرة، والبحث عن فرص عمل في مجال يتناسب مع مؤهلاتهم واهتماماتهم، يجب فقط تجهيز السيرة الذاتية والمشاركة في مقابلات العمل للحصول على فرصة وظيفية، وخاصة بالمدن التي تشهد تطورا ملحوظا من حيث الصناعات الحديثة كطنجة والقنيطرة على سبيل المثال، أو الإعداد والاستعداد لاجتياز الاختبارات المتعلقة ببعض الوظائف التي تحتاج فيها بلادنا إلى طاقم بشري مؤهل للعمل.
خلاصة القول، يجب على كل تلميذ وتلميذة حاصلين على شهادة البكالوريا، أو ما يسمى عند البعض بـ”السميگ الثقافي”، بمعنى الحد الأدنى من المعرفة، أن يأخذوا في الاعتبار اهتماماتهم ومهاراتهم وأهدافهم المستقبلية عند اتخاذ أي قرار بعد البكالوريا، ويجب التريث وأخذ الحيطة والحذر في اختيار ما يناسب شخصيتهم، لأنه قد تكون هناك مسارات أخرى متاحة، فيها مستقبل أفضل، بوظيفة أو عمل أو حتى دراسة عليا تتماشى مع متطلبات العصر وسوق الشغل.