المنبر الحر | السياسيون والتواضع الزائف
بقلم: زهير أهل الحسين
السياسي بالمغرب لا يتواضع إلا في فترة الاستحقاقات الانتخابية، لأنه يكون في حاجة إلى صوت الشعب، فتراه يلبس لباسا أقرب إلى لباس الدهماء، ومنهم من يقتني تذكرة الدرجة الثانية في القطار، ومنهم من يتجول في الأسواق، ويفترش الأرض مع عامة الناس.. وفي قرارة نفسه يقول: “وقتكم دايز”، لكن بمجرد الإعلان عن النتائج ويستوزرون، يصبح سعادة الوزير.
حقيقة، يجب أن تكون للدولة هيبتها ووقارها، لكن هذا لا يمنع من التفرقة بين الوزير السياسي والوزير الإنسان، الذي يجب عليه بين الفينة والأخرى، كل حسب حقيبته الوزارية، أن ينزل إلى الشارع لينصت إلى آراء المواطنين وما هي أولوياتهم واقتراحاتهم ومشاكلهم..
وهنا أتذكر ما قرأته في إحدى الجرائد، من أن عمدة مدينة بأمريكا، ركب الحافلة وجلس بجانب طالبة، فسمعها تتحدث مع صديقتها حول حاجتها الملحة إلى تدريب، ففاجأها بربط الاتصال مع فريقه التقني من أجل استقبال المتدربة الجديدة، وكاد يغمى عليها من شدة الفرح، وحين سألته: ما الغاية من هذا التصرف النبيل؟ أجابها: كيف يمكنني معرفة مشاكل الناس إذا ما لم أتواصل معهم وأستمع إلى مشاكلهم.
سياسيو المغرب يفتقرون إلى التواضع السياسي، وشخصيا، ربطت الاتصال مع أحد المرشحين الفائزين في الانتخابات الأخيرة، وأخبرته بأنه لدي العديد من الاقتراحات فيما يخص السياسة المحلية، فأجابني بكل غباوة سياسية: “حزبنا نجح بيك ولا بلا بيك.. عطا الله الكفاءات”، ناسيا أن شعار حزبه: “تستاهل حسن”.
عصارة القول، التواضع السياسي له علاقة بالتواصل السياسي على المستوى التحتي، وهذا سيخدم المشروعية السياسية للسياسي عبر بوابة الإنصات للناس.