تحليلات أسبوعية

بين السطور | المغرب قد يستنجد بعمّي ترامب

بقلم: الطيب العلوي

    قبل أيام، حذر كاتب أمريكي يُدعى جوناثان فريدلاند، في مقال له بصحيفة “الغارديان” البريطانية الشهيرة، الديمقراطيين في أمريكا من أن إمكانية عودة ترامب للرئاسة صارت تتأكد يوما بعد يوم، وأن كل القضايا ضده التي تنتظر حكم القضاء فيها، لن تضعف من حظوظه في الفوز، كما التي تم الحسم فيها ضده لم توازيها إلا استطلاعات رأي تزداد كآبة بالنسبة للرئيس الحالي جو بايدن، بمعنى أن ما يجب أن يقتل السّي ترامب، يقويه فقط..

وإذا كانت الأيام التي تدور(…) فعلا تقلص من حظوظ الديمقراطيين لصالح الجمهوريين في أمريكا، فنحن في المغرب، رغم بُعدنا كل البعد عن مفهوم الجمهورية، وربما حتى الديمقراطية(…)، فقد بدأنا نحس أيضا بالنقص، على غرار جمهوريي أمريكا، فيما يخص غياب السّي ترامب عن دعمنا، غياب ونقص بدأنا نحس به فعلا منذ أزيد من شهر، لما استقبل الأمين العام لوزارة الخارجية الجزائرية، عمار بلاني، لثاني مرة في ظرف أقل من شهرين(…)، السفيرة الأمريكية لدى الجيران، “إيليزابيت مور أوبين”، في جلسة تناولوا فيها حلوى الزلّابية الجزائرية(…)، كما تناول اللقاء كل محاور قضية الصحراء التي ترفضها الجزائر، رغم أن موضوع الجلسة كان مبرمجا بالأساس من أجل الحديث عن العلاقات الثنائية والسبل الكفيلة بتطويرها في شتى المجالات..

ورغم أن الإدارة الأمريكية الحالية قد جددت، في منتصف شهر ماي الحالي، تأكيد دعمها لمخطط الحكم الذاتي المغربي باعتباره “جادا وذا مصداقية وواقعية” كما جاء على لسان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، فإن لغة البلاغ(…) الذي تبعه بعد ساعات من لدن الخارجية الأمريكية نفسها، مبهم ولا يوحي بتشبث أمريكي لا بشجرة شرقية ولا غربية(…)، ونوايا اللجوء إليه في هذا التوقيت بالذات(…)، للتلميح للسي بوريطة بأن دعم الولايات المتحدة كامل للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة بشأن ملف الصحراء بغية التوصل لحل سياسي، يدلّ على شيء واحد، ألا وهو أن “الشيخة ما عمرها تنسى هزة الكتف”..

ومن تم، إذا كانت الرؤية الحالية للإدارة الأمريكية تُجاه الحرب الروسية، وتطور الوضع الدولي الذي يلوح إلى أفق مسدود، بات يتطلب ضرورة عودة دونالد ترامب لرئاسة أمريكا من جديد (انظر الأسبوع/ عدد 12 ماي 2023)، وأن شروط روسيا لإنهاء الحرب لن يتم التوافق عليها بالتنازلات المتبادلة من كلا طرفي النزاع إلا بعودة ترامب، فالمغرب بدروه، الذي رغم “الهجوم الدبلوماسي”  ومحاولات الضغط التي باشرها بعد قرار البيت الأبيض في دجنبر 2020، من أجل تأمين مبادرة ترامب بشأن مغربية الصحراء، وتحويلها إلى حملة في الاتحاد الأوروبي، يمكن أن نقول عنها اليوم أن “الحصيدة” لم تُعد وافرة(…)، وما بات يجري مؤخرا من خبايا الأمور(…) فيما يجري ويدور، يدل على شيء واحد، أن عودة عمك ترامب للواجهة، والذي ربما كان له ما يكفي من الوقت خلال الاستراحة السياسية التي تمتع بها، للإنصات لابنته إيفانكا، التي تكون قد حكت له عن عطلتها التي قضت بالمغرب العام الماضي، وكيف داعبت رمال الداخلة رفقة زوجها جاريد كوشنير، وتغنت له بالمناطق التي زارتها، لكي ربما نراه يوما، خلال ولايته المقبلة، يأكل لحم الجمال من قلب خيام عائلات الدرهم أو ماء العينين.. تحت رايات مغربية ترفرف على إيقاع رياح لا شرقية، ولا غربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى