المنبر الحر | هل المجتمع المغربي مجتمع أبله ؟
بقلم: زهير أهل الحسين
في رأيي العلمي، المجتمع المغربي مجتمع أبله بدرجة كبيرة من البلاهة، مع احترامي وتقديري لفئة قليلة منه، والمجتمع الأبله هو مجتمع يقلب الموازين، بوضعه السالب مكان الموجب، عكس المجتمع السوي، الذي يضع الإيجابي مكان الإيجابي، وبما أن مجتمع البلهاء مهيمن على مجتمع الأسوياء، فالنتيجة هي الانحطاط الذي نعيشه اليوم في العلاقات الاجتماعية بغض النظر عن التطور التقني.
سوسيو-تاريخيا، صفات المجتمع الأبله متجذرة في جميع المجتمعات العربية-الإسلامية، لكنها تفاقمت بشكل كبير في أزمنتنا المعاصرة، وهذا سيساهم بشكل كبير في تكريس تخلف الأمة العربية في الشق المرتبط بالعقليات، بغض النظر عن التطور التقني والحداثي، فمن يركب البراق وعقله لا زال جامدا، فهو أبله. وقس على ذلك.
لكن ما هي أبرز صفات المجتمع الأبله؟
– المجتمع الأبله هو شخص تعلمه نظم القوافي وحين يتعلمها يهجوك.
– المجتمع الأبله هو من يضع غبيا ليسيّر 100 شخص ذكي ولا يضع شخصا ذكيا ليسير 100 شخص غبي.
– المجتمع الأبله هو من أصبح يتوهم أن “اللايكات” هي لجنة تحكيم.
– المجتمع الأبله هو “كل شخص زاد حبك له، زاد حظك السيء معه” (نزار قباني).
– المجتمع الأبله هو سياسي اشتراكي يدندن دائما على وتر الدفاع عن الطبقات الشعبية والعدالة الاجتماعية، ومقر الحزب يوجد في أفخم الأحياء ولا يجد حرجا في الاحتفاظ بمعاش وزاري سمين.
– المجتمع الأبله هو شخص يتحدث عن الحرية ويضع عصفورا في القفص.
– المجتمع الأبله هو شخص يتصل بك مرة في السنة ويقول لك بكل بلادة: “أشنو زعما، إيلا ماسولناش ماتسولش”.
– المجتمع الأبله هو أستاذ يدرس في القطاع العام وابنه يدرس في القطاع الخاص، وحين تسأله على سبيل المزاح-الجاد، لم لا تلتحق به في القطاع الخاص؟ يجيبك بكون القطاع العام يمنح ضمانات أكبر وبأن الجودة متواجدة بالقطاع الخاص.
– المجتمع الأبله هو كل أب يقول لابنه أو ابنته، أن الدراسة مضيعة للوقت، وحين يصبحان أساتذة، يصبح أستاذا في الحساب: حساب توصلهما بالراتب طبعا.
– المجتمع الأبله هو شخص يكسب من حلال ويضيعه في حرام.
– المجتمع الأبله هو من ينتظر شهر رمضان لاستهلاك التمر بكثرة ولا يستهلكه طوال السنة.
– المجتمع الأبله هو محصلة صحافيي الصحافة الصفراء، يتجمهرون حول “مطربة” ويسألونها ما هي وجبتك المفضلة ومتى تستيقظين ومتى تنامين وما هي هوايتك المفضلة، وووو؟
– المجتمع الأبله هو شخص يضع آيات قرآنية في سيارته ويعاقر الخمر فيها.
– المجتمع الأبله هو من يقول عن شخص قام بعمل بطولي، وفي صالح المصلحة العامة، بكونه “قلب عليها” و”جاب الربحة”.
– المجتمع الأبله هو عقل تافه يشاهد قناة تافهة.
– المجتمع الأبله هو من تكون كريما وسخيا معه، وفي غيبتك يقال عنك بكونك مبذرا، وحين تغلق صنبور الدعم، يقال عنك بأنك أصبحت بخيلا.
– المجتمع الأبله هم أقارب عقارب، يصوبون لك ضربة موجعة وبكل دقة في الأماكن التي تؤلمك.
– المجتمع الأبله هو سياسي يتحدث عن التعليم العمومي وابنه يدرس في القطاع الخاص أو البعثات الأجنبية.
– المجتمع الأبله هو كل سياسي لا زال يستعمل منطق “السياسي لا يصدق ما يقول، ويتعجب عندما يصدقه الآخرون”.
– المجتمع الأبله هو من يسمح لأمي بالمشاركة في الانتخابات على قدم المساواة مع أستاذ القانون الدستوري.
– المجتمع الأبله هو من يربط المعرفة بالأنترنيت ويغض الطرف عن المراجع المعترف بها علميا.
– المجتمع الأبله هو من يتجمهر لساعات طوال من أجل التقاط صورة مع لاعب كرة قدم ولا يبالي بأطباء الفكر.
– المجتمع الأبله هو من قال عنه أحمد مطر: بالأمس مات جاري جوعا، وفي جنازته ذبحوا العديد من الخراف.
– المجتمع الأبله هو من يعامل الديكتاتوري بديمقراطية والديمقراطي بديكتاتورية.
– المجتمع الأبله هو من يشتري أواني جديدة وينتظر الضيوف للأكل فيها.
– المجتمع الأبله هو من يرتمي في أحضان الجلاد ويحارب من ينادي بتحريره.
– المجتمع الأبله هو من يبيع الغالي بالرخيص ويشتري الرخيص بالغالي.
– المجتمع الأبله هو شخص تقرضه مالا وحين تطالب باسترداده، يقول لك: “مالك عاطيني مال قارون”.
– المجتمع الأبله هو كل زوج يكون كريما مع عشيقته وبخيلا مع زوجته.
– المجتمع الأبله هو من تنصحه تصبح عدوه، ومن تدفعه إلى الهاوية تصبح حبيبه.
– المجتمع الأبله هو من يتقاسم معك أحزانه ولا يتقاسم معك أفراحه.
تحصيل الحاصل هو أن المجتمع المغربي على قدر كبير من البلاهة، وهذا ينعكس سلبا على مجتمع الأسوياء، الذين يصنعون التاريخ، وقاكم الله من مجتمع البلهاء واللهم أكثر من الأسوياء.