المنبر الحر

المنبر الحر | الذكاء الاصطناعي ومخاطره على المنظومة التعليمية

بقلم: عبده حقي

    إن اختراع تقنيات الذكاء الاصطناعي فتح الباب أمام تحسين عملية تقييم أعمال التلاميذ والطلبة، ولذلك وجب إعادة النظر في المعايير التقليدية ومواكبة التطور التكنولوجي الراهن، مما يتيح الفرصة لتوفير تقييم أفضل لأداء الطلاب والتلاميذ.

من بين الطرق التي يمكن من خلالها استثمار تقنيات الذكاء الاصطناعي في تقييم التحصيل الدراسي، إنشاء نماذج تعلم آلي متقدمة تستخدم بيانات سابقة لتساهم في تقدم الطالب في الدروس اللاحقة، ويمكن أيضا استخدام الذكاء الاصطناعي لتقييم مهارات الطلاب في مختلف المجالات، مثل اللغة والرياضيات والعلوم والتاريخ، مما يوفر فرصا لتحسين تقييم الطلاب وتحليل أوجه القصور في مكتسباتهم، لكن، يجب الانتباه إلى أن الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يحل محل التقييم البشري بشكل كامل، بل يمكن استخدامه فقط كأداة لتعزيز وتحسين العملية البيداغوجية التقييمية، ويجب أن تكون هذه التقنيات شفافة ومنصفة، ولا ينبغي أن تتضمن أي تمييز أو تحيز في حق أي فئة من الطلاب على حساب فئة أخرى.

تتمة المقال تحت الإعلان

ويتطلب استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل ناجع وإيجابي، اتباع بعض المبادئ العامة، مثل ضرورة ضمان الشفافية والعدالة بين جميع الفئات الطلابية، وتحديد المسؤولية والحفاظ على الخصوصية والأمان، كما يجب أن يتم استخدامه في إطار الأخلاقيات والقوانين المعمول بها، كما لا يجب منع استثمار تقنيات الذكاء الاصطناعي على التلاميذ والطلبة الجامعيين بشكل عام، ولكن يجب الاهتمام بتوجيه استخدامهم لهذه التقنيات بشكل صحيح وناجع وفقا للأهداف البيداغوجية المرجوة والاحتياجات الفردية.

ويمكن استخدام هذه التقنيات كذلك لتحليل البيانات واستنتاج التوقعات في مجالات مختلفة، لكن، قد يكون هناك خطر في استخدامها لإيجاد الحلول السهلة والسريعة والتي لا تعتمد على المهارات والمعرفة الأساسية.

علاوة على ذلك، يجب الانتباه الشديد، لأن بعض التطبيقات التي تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي قد تشتمل على محتوى غير مناسب للتلاميذ، لذلك يجب مراقبة استخدامها وتوجيهها للاستخدام الآمن.

تتمة المقال تحت الإعلان

من جهة أخرى، يجب على الآباء وأولياء التلاميذ استغلال فوائد الذكاء الاصطناعي في تجويد العملية التعليمية، وذلك من خلال استخدام التطبيقات التعليمية والمنصات الرقمية، وغيرها من الأدوات التي تساعد على تعزيز المعرفة والمهارات، وحماية خصوصية البيانات والمعلومات الشخصية للطلاب، وذلك من خلال استخدام منصات تعليمية آمنة وموثوقة والتركيز على تعلم المهارات الأساسية المطلوبة في سوق العمل، مثل التفكير النقدي والإبداع والتعلم الذاتي، بجانب المهارات التقنية الأساسية.

والجدير بالذكر، أنه يجب أن تكون تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم مدروسة جيدا ومخططة بعناية حتى لا تؤدي إلى تفاقم الفجوة الرقمية بين الطلاب وتقلل من اعتماد التلاميذ على قدراتهم وكفاءاتهم المعرفية وعلى المعلمين، وتفقد بالتالي، الجانب الإنساني في العلاقة بينهما.

باختصار: هل نتفاءل أم نتشاءم بخصوص استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال التحصيل الدراسي والتعليمي في المستقبل ؟

تتمة المقال تحت الإعلان

يقينا، لا يمكن الإجابة عن هذا السؤال بشكل قطعي، بل يتوقف ذلك على الظروف المحيطة بالتطبيق الفعلي لتقنيات الذكاء الاصطناعي في التعليم في مختلف أسلاكه، فعلى الرغم من أن هذه التقنيات توفر فرصا كبيرة لتحسين جودة التعليم وزيادة فعاليته، إلا أنه يجب التأكد من أن النتائج النهائية لا تؤثر بشكل سلبي على الطلاب والمعلمين، أو المجتمع بشكل عام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى