المنبر الحر | من يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه
بقلم: ذ. عبد الواحد بنمسعود
من هيئة المحامين بالرباط
برز من صفوف العلمانيين والملحدين ومن يدعي نفاقا أنه من المسلمين وتزعم المطالبة بهدم القيم الدينية والمعتقدات التي آمن بها المسلمون المتمسكون بالكتاب والسنة ولا يقبلون أي شرح أو تأويل للنصوص القطعية الواضحة الدلالة، وتخيل بإعاقته أنه يتفوق ويعلو على من سن ذلك الدين قواعدا ومناهجا، وأنه هو من أصاب الحقيقة واكتشف ما يمكن أن يسير عليه المجتمع الإسلامي الذي يجب عليه أن ينبذ وأن يتنكر لتعاليم ذلك الدين إذا أراد أن يعيش حياة حرة طليقة من كل قيد، وأن يتصرف حسب هواه لا يردعه رادع ولا تثنيه قواعد أخلاقية أو حتى سلوكات عرفية، وبعبارة أوضح، أقول وأستغفر الله، أنه أراد بخرجاته الضالة أن يحل محل الخالق في توجيه الإنسانية وإرشادها إلى سبيل يحقق مبتغاها في التخلص من كل تبعية أو ملاحقة، وهذه الشطحات لم تجد مكانا لها حتى في الغابات ووسط أقبح الحيوانات، نعم، لما تمكن الاستعمار في ظروف الضعف والهوان وسيطر على البلاد الإسلامية، كان من مخططاته الأولى محاربة الدين الإسلامي عقيدة ولغة وتطبيقا، ومع ذلك، لم تنجح تلك المخططات وبقيت كلمة الله هي العليا، وبقيت أحكام كتابه وسنته تطبق وتحترم، وتشرح وتفسر من قبل علماء أفذاذ، وحقق تطبيق تلك القواعد لمدة عدة قرون العدل والإنصاف، ورغم تعدد المذاهب فإنها لم تختلف في القواعد الأصولية القطعية، وانصب الاجتهاد على كيفية تطبيق ما ورد في إطار العموميات مع التقيد بعدم الخروج عن جوهر القاعدة الأصلية، ولنا فيما دار من حوار بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أبي موسى الأشعري (المرجعية)، حيث قال أنه يطبق أولا ما ورد في كتاب الله وما أمر به رسوله وقام بتبليغه، فإن لم يجد فلا يتأخر عن طرق باب الاجتهاد، وقد استحسن رسول الله (ص) ذلك الجواب ووافق عليه، وأي فرد من أفراد دعاة الحداثة لا يصل أبدا إلى المرتبة التي وصل إليها القاضي الذي بعثه رسول الله قاضيا إلى اليمن ليحكم بين الخصوم بما ورد في الكتاب والسنة، وبالتالي، فكلمة الفصل التي يجب أن يتمسك بها المسلمون، هي أن من لا يؤمن بالدين الإسلامي فعليه أن يختار ما يحلو له، وأن يترك المسلمين متمسكين بعقيدتهم، وعليه أن يرحل عن الديار المسلمة، وأرض الله واسعة وأن دعوته لن تجد أذانا صاغية، وختاما نقرأ من سورة الكافرون الآية: 6 ((لكم دينكم ولي دين))، والآية 8 من سورة الصف ((والله متم نوره ولو كره الكافرون)).