المنبر الحر | جذور الدروس الحسنية
بقلم: علي العلوي
الدروس الحسنية الرمضانية اقتبسها الملك الراحل الحسن الثاني منذ سنة 1963 عن والده الفقيد محمد الخامس، حيث كان السلطان محمد بن يوسف يترأس خلال شهر رمضان الأبرك الدروس الرمضانية كل يوم جمعة دبر صلاة العصر إلى ما قبل الفطور بساعتين، مع العلم أنه كان يفتتح الدروس الرمضانية بالقصر في الرباط صاحب الفضيلة الشيخ بوشعيب الدكالي، ثم يليه شيخ الإسلام محمد بن العربي العلوي رئيس المجلس الاستئنافي الأعلى سابقا، وبعدهما وزير العدل محمد الحجوي، وعقب نهاية الدروس، يفتح الملك محمد الخامس باب المناقشة حول الدرس بين علماء المغرب لدرجة يكون فيها الحوار في غالب الأحيان جد حاد، ومعظم الدروس تتعلق بفضائل الصوم والقرآن وعلومه وقدسية ليلة القدر وعلم الفلك وما وراء الطبيعة، وتفسير الرسالة، وبحور علم الأرض، وبناء على ما ذكر سيدي الوالد المرحوم بكرم الله، والذي كان يحضر الدروس الرمضانية بالقصر، تناول درسا حيث استقطب أنظار الحاضرين نظرا لأنه ارتجله برمته حول معجزة الإسراء والمعراج مصداقا لقوله تعالى: ((سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير))، وحسب والدي، فقد استوعب موضوع البراق الذي خرق الفضاء عبر سبع سموات طباق وعلى متنه خير الأنام رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وفي النهاية، ختم الدروس الرمضانية الشاعر محمد المعمري وزير البلاط بقصيدة في هذا الصدد.
وخلافا لما كتب في بعض الصحف من أن السلطان الحسن الأول هو الذي أبدع الدروس الرمضانية، يروقني أن أشير إلى أن السلطان مولاي عبد الحفيظ هو الذي اخترع الدروس الرمضانية وبدلا من العلماء كان هو الذي يلقي الدرس أمام مجلس علماء القرويين بفاس عاصمة المغرب في عهده (1308-1912) حسب قاضي فاس، عبد الله بنخضراء السلاوي، في كراس مذكرته على عهد السلطان مولاي عبد الحفيظ الذي كان داهية في لغة الضاد، وكان له نبوغ خاص في بحر علم التعبير، حسب ابن الشريف الأصيل سيدي محمد بن الطيب العلوي قاضي القضاة في الرباط، الذي عاصر خمسة ملوك على التوالي: مولاي عبد العزيز، مولاي عبد الحفيظ، مولاي يوسف، محمد الخامس، والحسن الثاني رحمهم الله تعالى وأسكنهم فسيح الجنان أمين يا رب العالمين.