المنبر الحر | وما من يد إلا ويد الله فوقها
بقلم: ذ. عبد الواحد بن مسعود
من هيئة المحامين بالرباط
لم تمض إلا بضعة أيام على مؤامرة البرلمان الأوروبي وعن القرار الجائر الذي صدر عنه واتهم المغرب ظلما بأنه ينتهك حقوق الإنسان، حتى اتضح أن تدبير المؤامرة والتخطيط لها كان من طرف حكام أغبياء قدموا الرشوة لبعض المرتزقة الذين اندسوا وجلسوا في مقعد ذلك البرلمان كسماسرة لأعداء الأمم التي تشق طريقها في ثبات وإصرار نحو التقدم والازدهار والمحافظة على السلم والسلام.. لم تمض أيام معدودات حتى نزل على المتآمرين العقاب الإلهي من الحق سبحانه وتعالى، وذلك لمعاقبة الظالم على ما اقترفه من ظلم وافتراء وكذب، ولأن الله سبحانه حرم الظلم على نفسه وكرمه على عباده، فسلط على الظالم أقرب الناس إليه ومن جنسه وفصيلته، ولما اكتشفوا نواياه الخبيثة، سرعان ما تنكروا له وصبوا عليه أبشع الشتائم ووصفوه بالحاكم الفاشل، وبالبطة العرجاء، وأقعدوه على قمامة الأزبال والنفايات التي كانت الجرذان والفئران تحوم حولها وتفوح من أكياسها الروائح الكريهة، وخرجت الجماهير تعبر عن سخطها وفشل سياسة حكومتها وتحولت عاصمة الأنوار إلى ظلام دامس يعلوه لهيب النيران وشوارعها إلى ميدان للتظاهرات ورفع الشعارات والمواجهات مع قوات الأمن التي أفرطت في استعمال القوة لتفريق المتظاهرين من مختلف الأعمار، ولم يحرك البرلمان الأوروبي ساكنا ولا أدان الظالم ليس بانتهاك حقوق الإنسان، بل بقمع الجماهير بالسلاح
والطلقات النارية.. وهكذا فعقاب العدالة السماوية أشد وقعا وألما مريرا، فهذه الأحداث تؤكد أن الظالم يعاقب على ظلمه ممن هو أقوى منه، ويده فوق يده، وذلك ما عبر عنه الشاعر بقوله:
وما من يد إلا ويد الله فوقها وما من ظالم إلا وسيبلى بأظلم
ونفذ عقاب الله أقرب الناس للظالم وأنصاره وأتباعه ومن اختاروه، وعقابهم أشد قسوة وستكون لها مضاعفات وعواقب وخيمة على الظالم، وذلك ما عبر عنه شاعر آخر بقوله:
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند
ويجازي الله الصابرين وكان جزاء الصابرين أن زاد الله من فرص نجاحهم، وقوة إشعاعهم، فعاشوا ليلة رمضانية مباركة خالدة عمت فيها الأضواء الساطعة، وزاد تألق النجوم اللامعة وعمت الأفراح والسرور على الوجوه الملاح.
إن المغرب يتابع مسيرته غير آبه بحقد الحاقدين ولا كره الحاسدين.. هو يترفع ولا ينزل إلى درجة الدانئين عملا بقول شاعر حكيم:
إذا جاريت في خلق دنيئــــا فأنت ومن تجاريه سواء
رأيت الحر يجتنب المخازي ويحميه عن الغدر الوفاء