المنبر الحر

المنبر الحر | مساوئ ظاهرة البيع والشراء أمام المساجد

بقلم: مالكي علوي مولاي الصديق

 

    البيع والشراء بأبواب المساجد أصبح ظاهرة مقلقة ومزعجة للمصلين، فلم تكن هذه الظاهرة معروفة من قبل، لكنها انتشرت في السنين الأخيرة في المدن الكبرى حتى أن بعض المساجد أحاط بها الباعة المتجولون إحاطة السوار بالمعصم.

وقد حدثني من أثق به، أن أحد الأئمة خصص خطبة للحديث عن هذه الظاهرة بعد أن رأى المسجد الذي يخطب فيه وقد أحاط به الباعة المتجولون، وانتظر إلى الجمعة الموالية لعله يجد أبواب المسجد خالية من الباعة، لكنه وجد الحالة كما هي فكانت صيحته نفخة في رماد وصيحة في واد، وهذا ما ينطبق عليه قول أحد الشرفاء اليوسفيين: “نصحت فلم أفلح، وغشوا فأفلحوا”، وقول الإمام علي كرم الله وجهه: “لا رأي لمن لا يطاع”.

فيا قوم: إن مكان البيع والشراء هو الأسواق والدكاكين احتراما وإجلالا وتقديرا وتعظيما لبيوت الله، يقول الله تعالى: ((ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)) (سورة الحج، الآية: 32).

وعليه، فنحن هنا أمام أمرين: باعة متجولون، ومشترون هم المصلين، وكلاهما مشترك في الذنب.

يقول إدريس طارق السباعي في كتابه: “الهدي المحمدي في الصلاة” ص: 9:   

“إن امتناعك عن شراء السلع بباب المسجد مهما كانت، يعتبر مساهمة منك في تغيير المنكر، لأن الباعة يقطعون الطريق على القادمين إلى المسجد والخارجين منه، ويشوشون بأصواتهم المزعجة على من هم بداخل المسجد، فأضعف الإيمان في تغيير المنكر، هو المقاومة السلبية للمنكر وعدم التستر عليه ومواجهته بقدر الاستطاعة”، والله ولي التوفيق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى