تحليلات أسبوعية

بين السطور | سحب “الشوكة بلا دم”

بقلم: الطيب العلوي

    تفوه هذا الأسبوع أحد أصحاب الجرائد المقربة(…)، والرئيس السابق لوكالة المغرب العربي للأنباء، بكلام تم تصنيفه بالخطير، أثناء مداخلته بإحدى القنوات، قال خلالها بأن سفيرة فرنسا السابقة بالمغرب، هيلين لوغال، عميلة لجهاز المخابرات الفرنسية، السفيرة نفسها التي شاركها السي بنموسى مسودة مشروع النموذج التنموي قبل الإعلان عنه أمام المؤسسات الرسمية..

لا داعي للتذكير هنا بأن هذا النوع من الأفعال يمكن مقارنته بإحدى الاستشارات التي قدمها أحد المعتقلين حاليا(…)، والتي فتحت الباب لشركة أجنبية من أجل الدخول للسوق المغربي، والتي تمت بسببها متابعته من طرف النيابة العامة بالتجسس، كما لا داعي للخوض في البحث عن الخلفيات والأهداف التي دفعت السي بنموسى(…) لمشاركة مشروع وطني من حجم النموذج التنموي مع “البرّاني”، ولا للتساؤل ما إذا كان هذا الفعل يدعو إلى المتابعة أم لا، ما دمنا نعرف جميعا مدى التلاحم والتماسك والتعاون الذي جمع المغرب وفرنسا في الجانب الأمني والاستخباراتي في الأمس القريب..

إلا أن زمن التعاون المذكور، لم يعد كذلك(…) أيام كنا نسمع بتصريحات المتحدثين باسم المديرية العامة للأمن ومراقبة التراب الوطني، بأن البلاد مدّت السلطات الفرنسية بمعلومات استخباراتية ساعدت في القبض على أحد المبحوث عنهم من طرف فرنسا هنا، أو منعت عملاً إرهابيا وشيكاً هناك، بل بدأنا منذ عام نسمع كل ما هو عكس ذلك، من تصريحات الصحافة الفرنسية بأن المديرية العامة للأمن الداخلي الفرنسية والمتخصصة في مكافحة التجسس، “عادت” للعمل بقوة للكشف عن جواسيس مغاربة، ومن إبلاغ المصادر الفرنسية بما تم التوصل إليه بخصوص العديد من المغاربة العاملين كمقاولين من داخل “الموساد” الإسرائيلي، إلى الإقرارات(…) بأن هذه الأمور لن تمر مرور الكرام وستتم مواجهتها.

نعم، لقد التحق الجهاز المخابراتي المغربي بمسيرة “الطلاق” الدبلوماسي والسياسي للبلاد مع شريكها التاريخي، طلاق “تفور طنجرته” منذ وقت، مقاديرها غموض الموقف الفرنسي إزاء الوحدة الترابية للمملكة، وهمسات ماكرون في آذان الجيران(…)، ومذاقها سحب إحدى أكبر الشركات الفرنسية من بورصة الدار البيضاء، وسحب السفير المغربي على وزن سحب “الشوكة بلا دم”.. ليبقى الآن تكرار زيارات عمل مدراء مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي وأجهزة الاستخبارات الوطنية بالولايات المتحدة للمغرب، يلمح لشيء واحد، ألا وهو أن المغرب غيّر مسانده في التعاون الأمني، من بلاد الأنوار إلى بلد العم سام، لأن حاظر وناظر الأيام.. قد يستلزم ذلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى