المنبر الحر

المنبر الحر | صفحات من تاريخ نظام العسكر في الجزائر (4)

بقلم: ذ. عبد الواحد بنمسعود

    كتب أوجين إيتيان، مستشار فرنسا وخبيرها في الشؤون الاستعمارية، يقول: “إن لفرنسا في المغرب حقوقا وواجبات تفوق ما لغيرها من الدول الأخرى، وأن الأساس الأول لحقوقنا هو الجزائر، إن الجزائر قادتنا إلى تونس وينبغي أن تقودنا إلى المغرب”.

وهكذا كان حكام الجزائر قنطرة عبور لاحتلال المغرب، وثار سؤال عريض: هل باع عبد القادر الجزائري الجزائر للفرنسيين؟

وقد وصل المؤرخ إلى الثورة الجزائرية الكبرى، وهنا ذكر أنه في سنة 1956، تم إنشاء المجلس الوطني للثورة الجزائرية وأصبح هذا المجلس يمثل أعلى جهاز بجبهة التحرير، ثم تقرر في مؤتمر طنجة في أبريل 1958، بالاتفاق مع حكومتي تونس والمغرب، تأسيس الحكومة الجزائرية المؤقتة وأعلن عن تكوينها فعلا يوم 19 شتنبر 1958 برئاسة فرحات عباس وتولى رئاستها بعده بن يوسف بن خدة في غشت 1961.

وهنا نقول أيضا – يا نظام العسكر – أن بلادكم لم تجد دولة آمنة تقبل تأسيس حكومتكم المؤقتة سوى جاركم الوفي لكفاحكم ونضالكم المغرب وملوكه من محمد الخامس والحسن الثاني طيب الله ثراهما إلى وارث سرهما الملك محمد السادس أمد الله في عزه ونصره..

ويذكر المؤرخ، أن فرنسا عزلت الجزائر بالأسلاك الكهربائية عن تونس لمنع وصول المدد المغربي للثوار، الذي كان يصل لثوار الجزائر من المغرب فقط.

ولما استقل المغرب، فضل أن يصفي المشاكل بالتي هي أحسن، لا سيما مشكل الحدود، ولكن وقع نكران الجميل، وغابت القيم والمبادئ وحلت محلها العداوة دون سبب، والتمسك بالأراضي التي اغتصبها الاستعمار وضمها للتراب الجزائري.

فالمغرب يا عسكر الجزائر، الذي وقفتم ضد استرجاع أراضيه المغتصبة مدة نصف قرن تقريبا، واستقبلتم ممثلا عنه في قمتكم الفاشلة استقبالا لا يليق بعزته وكرامته وعزة وكرامة من يمثله، وتنكرتم لمواقف المغرب إبان محنة بلادكم،  ومع ذلك استقبل ممثل المغرب بحرارة من طرف ممثلي الدول الشقيقة، ووافقت الجامعة العربية على اقتراحه بإدانة الدول المارقة، التي تتدخل في الشؤون الداخلية، وتسليح الجماعات الإرهابية، وهكذا انتصر صوت الحق، وظهر الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا، وموعدكم مع فشل وهزائم أخرى في الاجتماع الذي ستعقده الجامعة العربية في المملكة العربية السعودية، وإياكم أن تعتذروا أو تتقاعسوا عن الحضور بأسباب وأعذار واهية، وحتى لا يفوتكم سماع ما سيسفر عنه ذلك الاجتماع أنتم ومن يدور في فلككم، ومن تدفعوهم إلى الانتحار، وكذا جميع المعتقلين في مخيمات العار بتندوف، وإياكم والفرار أو الانسحاب ليلا كما هي عادتكم .

آمل أن يأخذ الجناح العاقل من عسكر الجزائر العبرة، وأن يستوعب نداء المصالحة ومد اليد، والجلوس للحوار والتفاهم، والدفع بالتي هي أحسن، ففي ذلك مصلحة عليا للبلدين ومتابعة بناء المغرب العربي الموحد للسهر على مسيرة التقدم والازدهار لشعوب المنطقة.

إن تبذير أموال الشعب الجزائري في شراء الأسلحة لا يمكن أن يكون حلا لمشكل سياسي يخضع للمفاوضات، لأن تلك الأموال بالنسبة لجميع الدول، يجب أن تصرف على تحسين الوضعية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والرياضية والصحية للمواطنين، وتصرف في البناء والتعمير، وضمان عيش كريم يسوده الأمن والاستقرار.

انتهى

تعليق واحد

  1. السلام عليكم
    كان اولى لك ان تتكلم عن الارضي المحتلة من الافرنجة الصليبيين اللذين يغيرون الهوية والعادات والتقاليد والقيم المغربية
    اذكرك ان الانظمة تتناحر في ما بينها حسب المصالح اما الشعوب فتبقى وفية لبعضها لانة تجمعنا العادات والتفاليد واللغة والدين
    ولا تنسى التقرب من المسؤولين هو خزي وعار مثلما كان الشعراء يتقربون من الحكام واعلبهم قتلوا مقطوهي الاراس او هاربين مشردين
    الايام دول
    اللهم وحد صفوفنا وكلمتنا وارفع عن امتنا الغم والهم واهدي ضالنا واعد غائبنا واشفي مريضنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى