المنبر الحر | سلا القديمة تستغيث

بقلم: مالكي علوي مولاي الصديق
مدينة سلا القديمة هي التي قدر لها أن تقع بين الأسوار.. فماذا بين هاته الأسوار؟ إليكم الجواب: ما إن تطأ قدماك داخل المدينة حتى تشعر بالإحباط من خلال ما تراه، فالفقر يمشي على رجليه ظاهرا للعيان، مواطنون يرتدون ملابس أكل عليها الدهر وشرب، وأجسام نحيلة لضعف التغذية الصالحة، ومرضى ومقعدون، رجالا ونساء، جالسون في كل مكان يستعطفون المارة، وهذا مقعد يمشي على مؤخرته والأرض مملوءة بالوحل، وهذا أعمى ولا من يقوده..
في المدينة تجارة وتجار، لكنهم يعانون كسادا غير مسبوق، وسبب ذلك راجع لغلاء المعيشة، فالمواطن المغربي الآن يفكر في بطنه ولا يفكر في لباسه وحذائه، وغالبية سكان المدينة القديمة ليس لهم مدخول قار، وبالتالي، فالحرمان هو سيد الموقف.
وأنت تتوغل داخل المدينة، تفاجئك الدور الآيلة للسقوط وهي مسنودة بأعمدة خشبية وكأنه إصلاح وما هو بإصلاح، وإنما يشبه ترقيع ثوب رث لا ينفع معه لا عمود ولا أعمدة.
أما السلاويون الميسورون، فقد هجروا مدينتهم إلى الأحياء الراقية ونسوا الأحياء التي ولدوا فيها وتعلموا فيها تعليمهم الأولي والثانوي، وتركوها تعاني مشاكل عديدة مع أنه في إمكانهم التدخل لإنقاذها من الغرق بمالهم وجاههم، فإهمال المدينة القديمة يتحمله السلاويون الأصليون، لأن أهل مكة أدرى بشعابها وأصحاب الدار أدرى بمصالحها، لذلك فأنا سلا القديمة أقول لكم يا من هجرتموني وتركتموني أموت، أقول لكم كما قالت فيروز:
زوروني كل سنة مرة حرام تنسوني بالمرة