تحليلات أسبوعية

بين السطور | بكاء “المَلكي”، في وجه الجمهوري

بقلم: الطيب العلوي

    في زمن كان فيه بعض المشعوذين يحلمون بالحكم بينما كان السلطان الحسن الأول منكبا على مواجهة بعض المناورات الأجنبية ضد السيادة المغربية، داخل المدن وفي البوادي، ظهرت أولى بوادر “المعارضة” بالمغرب، المشحونة بكم هائل من الأفكار الجديدة.. بين مفاهيم الحرية، والعدالة، والدستور، والشعب(…)، ما جعل من قدسية السلطان وعلوه عن كل انتقاد، معرضان للهزات.. أفكار خامرت الطبقة المتنورة وطبقة العلماء، فتطورت وكبر حجمها مع الأيام، وسكنتها فيما بعد محفزات “الدمقرطة” مع مرور العقود والسنين، وتوالي السلاطين(…)، إلى أن عرف مغرب اليوم مرادفات مصطلح اليسار في قاموس السياسة، والذي شاءت له الأقدار عام 2022، في عز ضعفه واضمحلاله(…)، أن يعيد انتخاب نفس الزعامات في مشهد فريد وكأن اتفاقا في الخفاء جمع كل هؤلاء(…)، ربما من أجل مواجهة التحديات القادمة، مما أصبح معه مشروع انصهار الأحزاب اليسارية في حزب واحد يشكل قاعدة لتجربة ثانية، بعد أن فقد كل واحد منهم البوصلة(…).

والبوصلة الآن قد فقدها اليميني واليساري، الشاهد والفاعل، الخطيب والمستمع، المغربي والأجنبي، الملكي والجمهوري، لما أصبحنا نرى مثلا، كما حصل هذا الأسبوع خلال مداخلة الاشتراكي فتح الله ولعلو، في النسخة 11 من المؤتمر الدولي السنوي “الحوارات الأطلسية”، الذي احتضنته مدينة مراكش، والذي عرف مشاركة مجموعة من المسؤولين والباحثين والخبراء الدوليين(…)، لما نبّه الوزير السابق أمام حشد المشاركين الذين فاق عددهم 350 شخصا من 60 جنسية مختلفة أنه: “لا عقدة للمغرب تجاه فرنسا أو إسبانيا أو أي دولة أخرى، وأنه على الجميع احترام المغرب وسيادته والإيمان بقدرته على اللحاق بالركب(…)، وأن المغرب، كما هو الحال في تنوعه، وفي تاريخه ونظامه الملكي، وفي العلاقات القائمة بين جميع هذه المكونات، لا يشعر بأي عقدة، وأنه منذ الاستقلال قام بمد يده إلى فرنسا وإسبانيا اللتين استعمرتاه”، قبل أن “يدقق نظره” صوب رفيقه في الاشتراكية، الفرنسي الجمهوري هوبير فيدرين، من أجل إشادة باكية بالملكية(…). حدث علّق عليه الجميع، لكنه ذكر الاشتراكيين، بل حتى الأموات منهم(…)، لما سمعوا بالمثل على لسان ودموع يساري عريق كفتح الله ولعلو، العارفين بتاريخ اليسار واليساريين، وذكر هوبير فيدرين بالضبط، الذي يزيد عن الاشتراكيين بالميول الجمهوري، بالملكيات العربية، التي منها من اندثرت، من فاروق الذي انقُلِب على حاله بمصر، وفيصل بالعراق، والباي محمد الأمين بتونس، كل هؤلاء سقطت عروشهم، أما الرئيس ميتران، الذي شهد هوبير فيدرين على بكاء تلميذه ولعلو، فقد تقلب بلا شك في قبره لما تذكر أن الفرنسيين سعوا إبان فترة الحماية، إلى تنصيب الجنرال محمد الكتاني رئيسا لـ”جمهورية المغرب” !؟

تتمة المقال بعد الإعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى