تحليلات أسبوعية

بين السطور | المنتخب الوطني يُدخِل أعطاب المغرب في دار غفلون

بقلم: الطيب العلوي

    يوم الأربعاء بفاس، أكد وزير الخارجية اليمني، أحمد عوض بن مبارك، موقف بلاده بشأن قضية الوحدة الترابية للمغرب، كما جدد لوزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، على هامش المنتدى العالمي التاسع لتحالف الحضارات، أن “اليمن حريص على موقفه الثابت والمبدئي والمتين تجاه كل القضايا المصيرية التي تهم المغرب، وفي مقدمتها قضية الوحدة الترابية للمملكة”.

لحد الآن، لا شيء يدعو للاستغراب(…)، نوع الأخبار التي عادة ما يتم تداولها ومشاركتها والاعتزاز بها(…)، إلا أن الحدث وقع في نفس اليوم ونفس التوقيت للمباراة التي جمعت بين المغرب وكرواتيا في مونديال قطر، وبذلك، لم يهتم أي أحد لا ببوريطة ولا بالتصريح اليمني، ولا هم يحزنون.. لأنه وبكل بساطة، الكل كان منشغلا بما يعتبره أهم من ذلك(…)، مما يفسر أيضا، أنه لما تحضر الرياضة، تبطل الدبلوماسية والسياسة معها..

وإذا كان الشعار “أبعدوا الرياضة عن السياسة” لطالما سمعناه على ألسنة العديد من السياسيين والمسؤولين الرياضيين في السنوات الأخيرة على المستوى العالمي، فإن حدته تزداد كلما ظهرت أزمة جديدة يختلط فيها السياسي بالرياضي(…)، فيقال في نطاق آخر، أن السياسة قد تفسد، والرياضة تصلح ما تفسده السياسة، وهو فعلا ما يحصل مع الدورة الحالية لنهائيات كأس العالم، والتي أبدت فيها أولى الارتسامات بأن قطر تكون قد دخلت سجل المونديالات من أوسع الأبواب، بعد حملها لميزة أول دولة تستضيف هذه التظاهرة في الوطن العربي والإسلامي، رغم بعض الاعتراضات من لدن الدول الغربية حول التكلفة الباهظة التي جعلت من هذا المونديال الأغلى على مر تاريخ كؤوس العالم، إذ كلف البلد المستضيف أزيد من 200 مليار دولار، ومحاولة مقاطعته بسبب ملف “حقوق الإنسان”، فما ستأتينا به المباريات المقبلة قد يرسم بصمتها سياسيا، ففي بلادنا، بعد أن فهمنا أن المونديال غطى على كل شيء(…)، حتى القضايا الاجتماعية الأشد حساسية في الفترة الراهنة، من ملف التهرب والغش الضريبي لرجال الأعمال والشركات الكبرى المحتكرة للسوق التجارية، وتراكم التقارير الراصدة للاختلالات في مختلف المديريات الإقليمية للتعليم(…)، وأزمة المنظومة الصحية، التي جعلت هذا القطاع لا يستجيب لحق المغاربة في الصحة بشكل يشفي الغليل، لما يعرفه من إشكاليات وإكراهات، إلى مدونة الأسرة التي تشوبها عدة ثغرات في ظل المشاكل الاجتماعية التي تعيشها أغلب الأسر أمام ارتفاع نسب الطلاق وظاهرة زواج القاصرات وغياب التوازن بين الرجل والمرأة في مسألة الحضانة والنفقة وتقاسم المسؤولية.

تتمة المقال بعد الإعلان

فإذا كانت الكرة المستديرة قادرة على حجب كل هذا عن كل اهتمام، فنتمنى على الأقل أن تدور الأيام(…) لتحرك المباريات القادمة قضية الوحدة الترابية للمغرب، على الأقل أمام أعين العالم، تماما كما نجح تميم قطر في إشهار ورقة الإسلام في وجه دول الغرب، في المناسبة نفسها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى