المنبر الحر

المنبر الحر | إنهاء الحرب في أوكرانيا ونقلها إلى الصين..

بقلم: نزار القريشي 

    إن أي تقدم للجيش الأوكراني في أكل المربعات على الأرض باتجاه مدينة خيرسون، قد يعد بمثابة هزيمة معلنة لموسكو في مواجهة “الناتو”، غير أن خطوة الروس بالانسحاب المفاجئ من خيرسون والتي هي أرض روسية بمقتضى الدستور الروسي بعد نتيجة استفتاءات الـ 30 من شتنبر، يضع روسيا في أزمة مع رعاياها بالأقاليم الأربعة المحررة، رغم أن الانسحاب الروسي من خيرسون يصب في إطار التوافق المحتمل حول مبدأ التفاوض، بعد اقتراح استخبارات البنتاغون وعبر سولفان، والذي وضع على مكتب زيلينسكي.

ويعتبر إنهاء صراع الغرب مع روسيا بالتفاوض، خطوة في اتجاه نقل الحرب إلى حدود الصين لعرقلة صعودها للتربع على عرش العالم بعد التراجع الأمريكي، وذلك لتهيئة الظروف الدولية للمجيء بحكم “مملكة” إسرائيل، إذ أن الغرب دائما ما ينقذ نفسه من الانهيار عبر تبادل الأدوار بين مكوناته. 

تتمة المقال بعد الإعلان

إلى ذلك، يواجه الاتحاد الأوروبي مرحلة التفكك في ما يتخلل المشهد الدولي من صراع مستمر والذي سيتمدد باتجاه حرب جديدة ضد الصين، ستسعى فيها أمريكا من جديد لإقحام أوروبا وتوريطها في ذلك، بعد ما قد يشهده بحر الصين الجنوبي من تحركات واحتكاكات عسكرية محتملة بذريعة الدفاع عن تايوان التي هي أساسا أرض صينية، وذلك بعد مرحلة تأهيل الوضع في أوكرانيا لوقف إطلاق النار بين الجيش الروسي و”الناتو”، مما يؤكد استبعاد الخيار النووي، لأنه كان سيكون مدمرا لطرفي الصراع، غير أن الغرب قد يستعمله ضد الصين. 

وفي سياق مختلف، وعلى مستوى الشرق الأوسط، يظل وصول طهران وأنقرة إلى التقنية “الفرط صوتية” أهم ما يشغل مكتب أفيف كوخافي، رئيس أركان الحرب في إسرائيل، بعد عملية دعم الجيش المصري لسحب التوافق الفلسطيني-الفلسطيني من يد المخابرات العسكرية الجزائرية، وذلك لتثبيت دور مصر من جديد في اللعب داخل المطبخ الداخلي الفلسطيني، لإعادة الانقسام الفلسطيني إلى مربع ما قبل مرحلة التفاهمات التي سبقت قمة العرب بالجزائر. 

وفي السياق ذاته، يظل الصراع الدولي يحاصر المنطقة العربية بعد نجاح طهران في إخماد الاحتجاجات التي افتعلها الغرب، ودعم موسكو لأنقرة باعتبارها القوة الأولى التي قد تساعد في حماية الجنوب الروسي، والتجارة الدولية المتجهة نحو روسيا.

تتمة المقال بعد الإعلان

إلى ذلك، قد يعرقل فوز الجمهوريين بمجلس النواب الأمريكي والكونغريس، تهديدات البيت الأبيض الموجهة ضد المملكة العربية السعودية بذريعة الانحياز لروسيا، إذ أن موقف السعودية بعدم الزيادة في الإنتاج من داخل منظمة “أوبيك +” جاء نتيجة الإكراهات التي يفرضها سوق النفط على كل المنتجين، ومصالحهم الخاصة. 

وعلى الصعيد الدولي، فإن تأهيل الوضع في أوكرانيا لوقف إطلاق النار بين الجيش الروسي والجيش الأوكراني ومن ورائه الغرب، للدخول في مفاوضات لإنهاء هذه الأزمة الدولية، هو ما ينذر ويؤكد بانتقال الصراع واللعبة الدولية من الملعب الأوكراني إلى الملعب الصيني، وهذا ما سيفتعله الغرب في بحر الصين الجنوبي بحجة الدفاع عن تايوان بعد تهيئة الأمر باستفزاز الجيش الصيني، وذلك لعرقلة صعود الصين في اتجاه خلافة أمريكا على حكم العالم، قصد المجيء بحكم “مملكة إسرائيل”، والتي قد يمتد حكمها من جنوب تركيا مرورا بفلسطين وسوريا والعراق ونهر الأردن وسيناء والبحر الأحمر والسعودية واليمن وإثيوبيا إلى الصومال، وتكون بحارها تمتد من شرق البحر الأبيض المتوسط إلى بحر العرب والبحر الأحمر ثم المحيط الهندي.

هذا، ومن المحتمل أن يواجه مشروع ترسيخ “مملكة إسرائيل” كإمبراطورية حاكمة للعالم، معارضة من عواصم مهمة كبكين وموسكو وبيونغ يانغ والجزائر وطهران وإسلام أباد وأنقرة وكوالالمبور، ودول أخرى معروف عنها رفضها ومناهضتها للإملاءات الصهيونية ومن وراءها.

تتمة المقال بعد الإعلان

تعليق واحد

  1. الكاتب يتبنى نظرية المؤامرة ويحمل الغرب مسؤولية الاحتجاجات الواسعة بايران، وهي مغالطة كبيرة، لان الاحتجاجات بايران سببها دكتاتورية نظام الملالي التيوقراطي وغياب الحريات العامة الى جانب الأزمة الاقتصادية والاجتماعية الحادة التي يعيش تحت وطأتها الشعب الايراني على مدى سنوات، حيث ان القدرات الاقتصادية لايران موجهة أساسا الى بناء ترسانة عسكرية وتمويل المنظمات الإرهابية لزعزعة استقرار دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا، كما تطرح سؤال حول ما إذا كان كاتب المقال شيعيا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى