المنبر الحر

المنبر الحر | خطة نتنياهو الجديدة ضد العرب وأشياء أخرى.. 

بقلم: نزار القريشي 

    إن عودة بنيامين نتنياهو إلى حكم إسرائيل، ومن ورائه الصهيونية العلمانية والمتدينة، تستهدف ضمن خططها ضم المملكة العربية السعودية إلى “اتفاقيات أبراهام” السيئة الذكر، وذلك لدق المسمار الأخير في نعش العروبة، والاشتغال على إشعال حرب بين السعودية وإيران لاستنزاف كل من الرياض وأبو ظبي وطهران، والتدخل في مسار انتخابات الرئاسة التركية لقطع الطريق أمام ولاية رئاسية جديدة لأردوغان، وإعادة العلاقة مع لبنان إلى وضع ما قبل اتفاق “ترسيم الحدود” الذي تم نتيجة الاختراق الذي أحدثه قصر الإليزيه، إذ أن بقاء الوضع غير مستقر في لبنان هو هدف أساسي لنتنياهو. 

لذلك، فإن الحكمة اللبنانية تقتضي دمج المقاومة وسلاحها في الجيش اللبناني، مع ابتعاد الطبقة السياسية عن التورط في سرقة ونهب المال العام كخطوة ضرورية واستعجالية لإعادة الوحدة الوطنية، والابتعاد عن الطائفية ومنع الاستقطاب الإقليمي والدولي للطوائف اللبنانية، والذي يعمل على تقسيم لبنان وضربه في وحدته، وذلك لامتصاص غضب الشارع اللبناني، والاشتغال على برنامج منح دعم دائم لفئات المجتمع الفقيرة، وأيضا التي في وضعية هشاشة.  

تتمة المقال بعد الإعلان

إلى ذلك، فمحاولة نتنياهو إشعال الحرب بين السعودية وإيران، تستهدف عرقلة مواصلة عهد البناء والتحديث الذي تقوده الرياض وأبوظبي ودول الخليج الأخرى، ومنع امتداد ذلك إلى عرب شمال إفريقيا، بهدف خلط الأوراق، وإعادة ترتيبها وفق إرادة تل أبيب، التي لا تهمها إلا مصالحها الخاصة، وخلخلة إدارة الموقف العربي الذي غالبا ما يأتي من مبادرات الرياض وأبو ظبي، غير أن حكومة نتنياهو اليمينية ستواجه صعوبات داخلية، على رأسها رفض عرب 48 لها، وتحركات حركة “عرين الأسود” وعدم تجاوب حكومة رام الله، التي تعلم علم اليقين أن مثل هذه الحكومة المتطرفة لا تمتلك رغبة في السلام، ولن تدخل في مفاوضات بهذا الشأن، إذ أن هدف حكومة الاحتلال من سلطة رام الله هو إعادة التعاون الأمني فقط، لضمان أمن إسرائيل، والتمكن من خلال ذلك من شق الصف الفلسطيني، وتفتيت وحدته الوطنية.  

من جهة أخرى، إذا ارتفع سقف التطورات التي تشهدها الحرب في أوكرانيا، فإنها ستعصف بأمريكا وعموم أوروبا، وذلك بسبب تفوق الكم النووي الروسي، والتقنية “الفرط صوتية”، والسلاح الصيني من الجيل السادس، الذي دخل في خدمة الجيش الصيني، حسب آخر المعلومات.

في هذا السياق، قد تدفع التطورات المحتملة على الساحة الدولية بنتنياهو إلى تأجيل طموحاته وخططه الرامية لخلخلة المنطقة العربية، إلى مرحلة ما بعد الحرب في أوكرانيا. 

تتمة المقال بعد الإعلان

وفي سياق مختلف، ولكن ذي صلة بالأحداث الجارية على الساحة الدولية، فإن الحلف الاستراتيجي بين الصين وروسيا هو ما يفسر الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي، لتتفرغ لندن لشراكتها مع واشنطن، فتخلي بريطانيا عن أوروبا هو الذي أزم الوضع الدولي لباريس وبرلين ومعهم كل أوروبا، إذ أن توريط أمريكا لأوروبا في الحرب ضد روسيا سيعصف بالقارة العجوز في الشهور القادمة. 

إلى ذلك، إن الاستفزاز الذي يمارس وبشكل متعمد ضد قوى عظمى بحجم روسيا والصين، هدفه الانتقال بالحرب إلى مستوى آخر، غير أن الخيار النووي قد يكون حاسما ومفيدا بالنسبة لموسكو وبكين ضد الغرب، لأن روسيا هي صاحبة أكبر مخزون من الرؤوس والقنابل النووية والصواريخ “الفرط صوتية” على مستوى العالم، هذا مع امتلاكها لأسلحة أخرى جد متطورة وأكثر فتكا، وهو ما يؤكد إعلان موسكو عن استعدادها لإيقاف تشغيل جميع الأقمار الصناعية الأمريكية، كما هي استعدادات بكين وتحركات الجيش الصيني الأخيرة، والتصريح بأن تايوان أرضا صينية، وكما هي هونغ كونغ أرضا صينية أيضا. هذا، وتهدد موسكو وتحذر بأنها قادرة على محو واشنطن ولندن من خريطة العالم، إذ أن الأمر حقيقي، لذلك، فإن رؤية الحزب الجمهوري الأمريكي وترامب وأنصاره، أكثر تقديرا لخطورة الموقف الدولي من الحزب الديمقراطي، وإذا نجح الجمهوريون في السيطرة على الكونغريس عقب انتخابات تجديد النصف، فإنهم قد يجنبون العالم دمارا شاملا وكارثة إنسانية وبيئية قد تعصف بالكوكب الأرضي. 

وهنا نسائل من يقيمون قمم ومؤتمرات المناخ العالمية عن هذا التناقض، خصوصا إذا علمنا أنهم يريدون جر العالم للدخول في حرب نووية، سيكون من أولى نتائجها المباشرة، تدمير وتلويث مناخ الكوكب بالإشعاعات النووية، والتي بأسلوب الضغط الجوي، ستنتشر فوق سماء كل الدول.

تتمة المقال بعد الإعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى