تحليلات أسبوعية

بين السطور | معركة الأمعاء الخاوية

بقلم: الطيب العلوي

    معركة الأمعاء الخاوية، تسمية عامية لكل إضراب عن الطعام يلجأ إليه الناس كوسيلة للاحتجاج على معاناتهم أمام قسوة الظروف، سياسية كانت أو إدارية أو اجتماعية أو حربية، كما يلجأ إليها معتقلو السجون وغيرهم(…)، الذين يرفضون تناول الطعام ويفضلون الموت للتعبير عن مدى يأسهم، باعتمادها وسيلة للتنديد بظروف اعتقالهم السيئة والمعاملة المشينة التي يتعرضون لها، من حرمان من النوم أو ضرب مبرح أو تفتيش مهين(…)، أو سجن انفرادي.

وإذا كان للاحتجاج المذكور تاريخ طويل(…)، ربما بدأ مع الإضراب عن الطعام الذي خاضه المهاتما غاندي احتجاجا على الاستعمار البريطاني للهند، وتواصل انتشاره غربا بفلسطين، من خلال خوض الإضراب عن الطعام في سجون الاحتلال في أوائل عام 1968، فإن مفهومه في بلادنا مع مرور السنين، بدأ يتخذ صيغة جديدة(…).

انشغال الأسر المغربية بارتفاع أسعار المواد الغذائية، لم يعد يقتصر على الطبقات المتوسطة والفقيرة فحسب، وإنما حتى المشاهير الذين غنّى بعضهم ورقص لترويج الحملة الانتخابية الأخيرة(…)، حيث أطلق مؤخرا مجموعة من النجوم، حملة على منصات التواصل الاجتماعي، تعبيرا منهم عن رفضهم لموجة غلاء الأسعار، والإضرابات المتتالية التي تعيشها البلاد في صمت(…)، آخرها توقف جميع هيئات المحامين بالمغرب عن حضور الجلسات، احتجاجا على ما أقدمت عليه الحكومة من اقتراحات ضريبية في مشروع قانونها المالي للسنة المقبلة، ومِشعَل الاحتجاج سرعان ما حملته مرة أخرى هيئات التعليم، بعد أن دعت الجامعة الوطنية للتعليم إلى خوض إضراب عام وطني عن العمل يومي 16 و17 نونبر الجاري، إضراب مصحوب بوقفات احتجاجية محلية وجهوية في اليوم الأول من الإضراب، ووقفة احتجاجية في اليوم الثاني أمام مقر الوزارة مع مسيرة نحو البرلمان.

تتمة المقال بعد الإعلان

وإذا كانت مختلف الإضرابات والاحتجاجات التي لا زالت مستمرة منذ وقت طويل(…)، يوازيها كل مرّة غلاء الأسعار وصعوبة المعيشة، التي بعد أن حاولت الحكومة الحد منها بمبادرات الرفع من الدخل، فإن لقجع سرعان ما رمى بكرة الزيادة العامة في الأجور في ملعب رئيس الحكومة، بعد أن جدد تأكيده استبعاد الزيادة التي تتشبث بها النقابات، وأخبرهم أنه غير مخول لمناقشة الزيادة في الأجور، وإنما فقط مناقشة تخفيض الضريبة على الدخل.

لتبقى الأمور على حالها، إلى حد التساؤل ما إذا كانت معركة الأمعاء الخاوية هي تلك التي صار يخوضها المغاربة الآن.. ما دامت أمعاؤهم ستصبح فارغة رغما عن أنفهم لا اختياراً منهم، سواء احتجوا أم لا..

ظاهرة ربما قد يناسب ويوافق استمرارها أهداف العديد.. ما دام أنه “منين كاتشبع الكرش كاتقول للرّاس غنِّي”.

تتمة المقال بعد الإعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى