المنبر الحر

المنبر الحر | الإبداع والابتكار والاختراع.. مشروع رؤيا جديدة

بقلم: سيدي المختار العلوي

    الكتاب المغربي جزء لا يتجزأ من الكتاب العربي والإسلامي والإفريقي والعالمي، فهو له تاريخ طويل يستغرق أزيد من ألف سنة ارتبط دائما بالإنسان المؤلف وعمر المكتبات بعد طباعته الحجرية أو الفاسية السلكية، قطع مراحل متنوعة من النشأة والنمو والاكتمال والضعف والانحطاط والتخلف والانبعاث، وإذا رجعنا إلى قائمة المطبوعات المغربية، وهي تفوق الألفين وأغلبيتها طبعت قبل الحماية، وجدناها تشتمل على الأكثرية الساحقة من المؤلفات المغربية وعلى نسبة لا بأس بها من الأقطار العربية الأخرى، وكذلك كل ما نشره المغاربة من كتب خارج المغرب، كمصر وسوريا ولبنان والحجاز وتونس.

ومنذ فجر الاستقلال حتى الآن، أصبح المغرب من الدول الصاعدة المشهود لها بالضلوع والاحترام في مجال الإبداع والنشر، بل حتى الاختراع والاحتكار، فازداد نشر الكتب وتنوعت أصنافها ومواضيعها وجمالية طباعتها، وتدفقت وتزايدت المطابع ودور النشر، وانتعشت الدوريات (جرائد – مجلات) بلغات مختلفة.

تتمة المقال بعد الإعلان

كما برزت الإبداعات والمصنفات الفنية والعلمية والتقنية والمعلوماتية والنشر الإلكتروني والرقمي وجميع حوامله من أقراص مضغوطة، كما برزت إبداعات وكتابات المغاربة المقيمين بالخارج، مما يستدعي إعادة النظر في النصوص التشريعية والتطبيقية للملكية الأدبية والفنية والملكية الفكرية والصناعية، كما حان الوقت لإعادة إخراج نص جديد للإيداع القانوني يتمم ويغير ظهائر ونصوص: 1932-1944-1951-2003، ويضع أمامه عنصر التطبيق والمتابعة، ويملأ نصاب الفراغ القانوني للمصنفات الفنية وغيرها، حتى تكتمل المعادلة والسلسلة.

ولا يتم ذلك إلا باتخاذ مجموعة من الإجراءات والتدابير الموازية المواكبة لبلورة روح وعنصر أجندة تطبيقات الإيداع على أرض الواقع، فكما نجحنا بالأمس لما اتخذ القرار الصائب بعدم ترشيح العناوين الصادرة الجديدة لجائزة المغرب الخالية من الإيداع، أي التي لا تحمل رقم الإيداع، انعكس هذا الإجراء إيجابا على الإيداع (المؤلف، الناشر، الطابع)، كما يمكن إضافة إجراء آخر، مثلا: لا يمكن عرض المطبوعات المغربية في المعرض الدولي للكتاب الخالية من الإيداع القانوني، كما يمكن الاستعانة بمندوبيات وزارة الثقافة والتنسيق مع العمالات والجهات، لرصد النشر والطبع والإبداع والاختراع والابتكار بالمغرب، واليوم لا يفهم الإبداع والإيداع المغربي إلا في محيطه الخارجي.

فمثلا يمكن اتخاذ الإيداع التكاملي بين اتحاد دول المغرب العربي والاتحاد الإفريقي والدول المنضوية في جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، لإغناء رصيد المكتبة الوطنية وتغذية خبرة كفاءة المغاربة المقيمين بالخارج، وإشباع وإشعاع دور الهيئة العليا للإعلام والاتصال، فحقوق المؤلف والحقوق المجاورة هي من أولويات وجواهر حقوق الإنسان.

تتمة المقال بعد الإعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى