المنبر الحر

المنبر الحر | هل يكفي راتب الموظف في زمن الغلاء ؟

بقلم: ذ. الحسن العبد

    الوظيفة أو العمل أو المهنة، هي مساهمة أو دور الشخص في بناء المجتمع، وذلك من خلال شغل أو نشاط منتظم، وبشكل أكثر تحديدا، فالوظيفة هي نشاط معين يتطلب جهدا عقليا وبدنيا، وغالبا ما يتم تنفيذه بشكل منتظم مقابل أجر مادي يسمى أجرا ماليا أو راتبا، وللوظيفة معنيين اثنين: معنى إداري يحيل على المهام المسندة للموظف والاختصاصات الموكولة إليه، ومعنى مالي يحيل على منصب مالي لفائدة الموظف كحق له مقابل الخدمة التي يقدمها للإدارة في تحقيقها للمصلحة العامة.

وتعتبر الأجرة حقا للموظف وليست امتيازا، كما يظن البعض، وتتكون أصلا من الراتب الأساسي والتعويضات والمنح المحدثة بمقتضى النصوص التشريعية، وكل قطاع له أجرة شهرية مخصصة من طرف الدولة، والمغرب، بصفة خاصة، يأخذ بنظام المسار المهني، الذي يقصد به التوظيف على وجه الدوام والاستمرار من أجل التدرج في إطار مهني وتحسين الوضعية الإدارية والمالية للموظف، وللجانب المالي، أو الحقوق المالية، أهمية بالغة في الحياة الاجتماعية للموظف، حيث تحقق له الاطمئنان على مستقبله المعيشي، لذلك، من حقنا أن نتساءل اليوم، نحن معشر الموظفين والموظفات والموظفين المتقاعدين والمتقاعدات، ومعنا كل الأجراء والشغيلة واليد العاملة النشيطة، في ظل غلاء المعيشة الذي تشهده بلادنا بشكل مهول وفظيع: هل أجرة الموظف وأتعاب العمال كافية للاستجابة لمتطلبات الحياة الباهظة مع التقلبات والتحولات الجوهرية التي يشهدها العالم؟ وهل شغل واحد أو وظيفة واحدة اليوم كاف للعيش الكريم بتحقيق الاكتفاء الذاتي؟ وكيف السبيل لضمان سلم اجتماعي؟

تتمة المقال بعد الإعلان

بالطبع، توجد ببلادنا – كغيرها من البلدان – إضافة إلى كبار المسؤولين أصحاب القرار، والحل والعقد، شخصيات بارزة وأطر عليا يتم تعيينها في المناصب العليا بكل إدارات المملكة، وفي كل الجهات، ونحن لا نتساءل هنا عن المبادئ والمعايير وشروط وكيفيات التعيين فيها، ولا حتى عن الأجور والتعويضات والامتيازات المرتبطة بها – الله يمسك علينا وعليهم – بقدر ما نتساءل عن الوضعية المالية للأغلبية الساحقة من الموظفين النشيطين والمتقاعدين المدرجين في السلاليم الدنيا، ومعاناتهم اليومية في زمن الغلاء..

يرى بعض المواطنين من الطبقتين المتوسطة والفقيرة الكادحة، واللتين تضررتا بشكل كبير في السنين الأخيرة، بأن التواصل والحوار مع المسؤولين الإداريين والمنتخبين كسلط حاكمة تجسد أجهزة الدولة، هو السبيل لإنهاء الأزمة الاجتماعية الخانقة التي تعيشها بلادنا، والتي ألمت كثيرا بكل الطبقات، بما فيها صغار الموظفين، حيث يمكننا الجلوس في شخص الهيئات النقابية الجادة والجمعيات المدنية الحقوقية والاجتماعية، كممثلين للشعب، مع السلطتين الإدارية والمنتخبة وممثلي أرباب الأعمال، (أصحاب الشكارة، الله يزيدهم) بمن فيهم العديد من المسؤولين الذين راكموا عدة ثروات بدون موجب حق(..)، ويتم ذلك تحت شعار ما يُسمى التعاون والحوار، قصد التفاهم وبناء السلام المجتمعي، والسلم الاجتماعي، بعمل إيجابي ومثمر لتجاوز الوضع السياسي والاجتماعي الآخذ في التدهور بشكل مدهش وخطير تضمحل فيه القدرات الشرائية يوميا، ويغيب معها العيش الكريم لكل الطبقات السفلى، ومعها، الطبقة المتوسطة التي تضررت هي أيضا كما قال وزير العدل، والتي لا يجب أن ينسى الوزير ومعه كل مسؤول ومسؤولة، بأنها هي القلب النابض للمجتمع، والمحرك الأساسي لعجلة الاقتصاد.. فهي من يحدث التوازنات، إن هي عاشت بكرامة عاشت معها كل شرائح المجتمع، وإن اضمحل حالها انعكس ذلك على كل مكونات المجتمع، والحل الناجع ليس هو شغل وظيفتين، نظرا للتعب الجسدي والإرهاق النفسي، وليس مد اليد بالسعاية حفظا لدم الوجه، وعزة النفس، لكن في ظل هذه الظروف، والحالة هاته، يكون الحل المناسب هو تنازل الكبار (المرفهين بزاف) عن الامتيازات “المعيقة بزاف”، والتي فاحت رائحتها، وعدم التنصل من أداء الضرائب المستحقة للدولة كنظام ذا سيادة وهيبة يتساوى فيه الجميع، مستغلين بذلك مواقعهم على كراسي المسؤولية، التي لا تدوم لأحد، ولا لاقتصاد الريع، ونعم لإشراك الجميع في الكعكة، كما قالت مجموعة ناس الغيوان: “كلشي ديالنا واحنا ماليه”.

تتمة المقال بعد الإعلان

تعليق واحد

  1. arrêtez SVP de défendre les fonctionnaires ils sont dans nantis au sein de la population des travailleurs au maroc. ceci à été vérifié lors de la pandémie COVID 19: ils n ont pas été touché comme par hasard le salaire minimum et moyen sans la fonction publique dépasse celui du privé. arrêtez SVP vous contribuer à gonfler la masse salariale des fonctionnaires et par conséquent l impôt pour les marocain. arrêtez arrêtez SVP

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى