تحليلات أسبوعية

بين السطور | الملك بخير

بقلم: الطيب العلوي

    في أولى أيام هذا الشهر، تم الإعلان أن الملك محمد السادس على وشك القيام بزيارة خاصة إلى فرنسا، بمثابة أول رحلة خارجية منذ انتهاء أزمة “كوفيد-19″، بعد أن جمّد أجندته الرسمية منذ بداية الجائحة باستثناء زيارة واحدة كانت صوب وجهته المفضلة، الغابون، في إطار نيل قسط من الراحة.

زيارة الملك لفرنسا رأى فيها المهتمون وقت الإعلان عنها، مقدمة للمصالحة بين البلدين بهدف تجاوز الوضع البارد لعلاقات جرت العادة أن تُوصف بالتاريخية(…)، برودة كانت آخر أسبابها أزمة “بيغاسوس” بعد أن وُجّهت بعض أصابع الاتهام إلى المغرب، لما تعرض الرئيس الفرنسي إلى التنصت والمراقبة بواسطة برنامج التجسس الإسرائيلي، ما زاد من ترقب لقاء الملك بإيمانويل ماكرون خلال هذه الزيارة، رغم طابعها الخاص، لتجاوز أزمة طالت تسميتها بالصامتة(…).

إلاّ أنه، وبعد أن أفاد بيان للديوان الملكي، منتصف الشهر نفسه، بأن الملك محمد السادس قد أصيب بفيروس “كورونا”، ورغم توضيح البيان بأن الإصابة “بدون أعراض”، سرعان ما تكاثرت واختلفت الأصداء(…) ما دامت المعلومة سمعها المخلص والأمين والصّريح، كما سمعها الخائن والساخط والمرتد(…)، ما جعل مغاربة مواقع التواصل الاجتماعي ينشقون إلى قسمين في غضون ساعات قليلة: الأول حامل لليقين بأن ملك المغرب – عكس غالبية قادة الدول العربية الذين لا تعرف شعوبهم أي شيء عن حالتهم الصحية – لطالما انتهج، وينتهج منذ توليه العرش، سياسة تواصلية مبنية على الوضوح والقرب من المواطنين فيما يخص حالته الصحية، إلى درجة أن الديوان الملكي يستبق الشائعات والأخبار الكاذبة ويُدحضها من خلال إصداره لبلاغات رسمية بوتيرة منتظمة، أما الطرف الثاني(…)، والذين أسماهم بن كيران بالناعقين، ألقوا بما أرادوا(…)، وتلقفتها الأسماع وكأنها حق نزل من عند الله، مغتنمين فرصة الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، من تضخم وأزمة اقتصادية، لمحاولة تشكيل ما يَنْوُون تشكيله من موجات(…).

المحتوى والمضمون والأفكار والوجوه التي ظهر بها أصحاب هذا الطرف الثاني، ما دامت “سيماهم على وجوههم” وتدويناتهم بخصوص العادي والبادي، لا تؤكد مرة أخرى إلا شيئا واحداً: أنه كلما تبدّد الزخم وعصفت الاضطرابات، كلما احتاجت البلاد إلى استغلال رموزها في شكلها الأساسي، ومن لم يستوعب هذا، أو من ليست له القدرة على استيعابه(…)، فليتوقف ولو للحظة عند الجهود التي توظفها الملكية في الرأسمال الرمزي ليستنتج دورها في الاستقرار.

أما الآن، ما دمنا قد فهمنا أننا في أمس الحاجة إليه، فأين الملك؟ “فين سيدنا؟”، كيف حاله الآن؟، “كي بقا سيدنا؟”، وما هو “الوضع” الحقيقي؟ الكل يتساءل في صمت، فبعد أن شوهِد لآخر مرّة بالمغرب أواخر شهر ماي، يومين قبل سفره إلى الديار الفرنسية، وهو يسوق سيارته بنفسه بالرباط، فما يمكنني إفادتكم به اليوم، حسب مصادرنا المتواضعة، هو أنه شوهد في إحدى مطاعم باريس، مساء يوم الثلاثاء 21 يونيو وهو في صحة جيدة، ما يدل على أن الملك محمد السادس في فترة نقاهة، في انتظار استيعاد عافيته للعودة إلى البلاد قصد استئناف مهامه الجسام. ما قد يطفئ لهيب الشائعات، في انتظار إطفاء لهيب الأسعار(…).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى