المنبر الحر

المنبر الحر | من عمق ذاكرة مسجد باريس

بقلم: محسن الأكرمين

 

    وأنا في بحث معرفي/ فضولي عن أخبار الأسرة والعائلة بمجموعة من نسخ الرسوم العدلية القديمة، عثرت على وصل تحويل مبلغ مالي من قبل جدي المرحوم الحاج عبد الكريم، كمساهمة في إتمام بناء مسجد باريس.. حينها توقفت عن استطلاع باقي الوثائق المتنوعة، وتأملت في الوصل الذي يحمل تاريخ “فاتح يوليوز 1924” الغايات الوطنية والدينية والاجتماعية منه، وانخراط جدي فيما بات يسمى الآن العمل التضامني / التشاركي.

تتمة المقال بعد الإعلان

وصل ذو بعد تاريخي تطوعي/ ديني، يبين انخراط جدي الحاج عبد الكريم (رحمه الله برحمته الفياضة)، وهو من شيوخ حي الزيتون بمكناس، في عمل ديني يوجد بمدينة باريس الفرنسية، وهو بناء جامع كبير بباريس لإقامة شعائر الإسلام، وإمامة موحدة، وصل يحمل أثرا تاريخيا (فاتح يوليوز 1924)، أبكاني بحق كقيمة تاريخية توثق لحدث عالمي، ودور المغاربة السبقي في نيل الخيرات، وصل نقلني من الحاضر نحو الماضي الذي ما انفك يمضي (1924) قرابة قرن من الزمن، وصل يحمل قيمة ترافعية عن مسجد باريس/ العالمي، والذي هو من طراز الفن المعماري المغربي بالتفرد، وتميز يد الصانع التقليدي المغربي بأثره المعماري، والذي لا زالت دولة في الجوار الشرقي تحمل عقدة السطو عليه بالتسيير، وتحريف أخبار إنشائه!!

  

فجامع باريس الكبير هو من أكبر المساجد بفرنسا، حيث جاء بناؤه تكريما وجزاء اعتباريا للمسلمين، ومصالحة مع المسلمين الأحياء بفرنسا والعالم الإسلامي ككل، ولكل من سقط منهم خلال الحرب العالمية الأولى، وقد كانت مساهمة المغاربة ملكا وشعبا بالوقف والمال العيني ببينة يمثلها الوصل (إتمام بناء المسجد الإسلامي بباريز بمبلغ قدره 50 فرنك)، وقد تم تدشين مسجد باريس يوم 15 يوليوز 2026، من قبل الرئيس الفرنسي آنذاك، كاستون دومرغ (1924-1934)، والسلطان مولاي يوسف بن الحسن.
ويقول الأستاذ الجيلالي العدناني في كتاب له بعنوان: “مسجد باريس” أن “الكتابة عن تاريخ مسجد باريس أصبحت تتم من منطلقات متعددة، مطبوعة بالجدل، وأحيانا بالرهانات السياسية، إلى درجة تجاهل الأصول التاريخية لهذه المعلمة، والذي غالبا ما تتطرق له الأبحاث التي لا تتطابق مع محتويات المحفوظات التاريخية ولا الواقع التاريخي” (المصدر: هسبريس/ 4 دجنبر 2016).

تتمة المقال بعد الإعلان

اليوم، أقف وبالبرهان، على الدور الريادي للمملكة المغربية عالميا حتى وهي تحت سلطة الحماية الفرنسية.. لأن المملكة كان لها الفضل والسبق في مجموعة من المواقف التطوعية، والقرارات الدولية، وتقارب الديانات.. أقف لأن جدي المرحوم الحاج عبد الكريم، كان من بين المساهمين في بناء هذه المعلمة التاريخية الإسلامية بمدينة باريس.. أقف بدعوة على روح جدي، وغيره من خلال حديث نبوي شريف: ((من بنى مسجدا يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتا في الجنة)).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى