تحليلات أسبوعية

بين السطور | لا أحد يراقب غير المراقبين..

بقلم: الطيب العلوي

    من بين المواضيع المثيرة للجدل هذا الأسبوع تحت قبة البرلمان، ذلك الذي نتج عن سؤال أثار فضول العديد(…) حول تداعيات رفع الحظر عن تراخيص استيراد الطائرات الصغيرة بدون طيار “الدرون”.. هذا السؤال الذي تقدم به فريق التقدم والاشتراكية، المحسوب على الراكبين صهوة المعارضة(…)، والذي وجهته البرلمانية خديجة أروهال عن حزب “الكتاب”، معبرة عن أن “القرار شكل صدمة لعدد من المقاولين، بحكم أن دفتر تحملات بعض الصفقات الخاصة بإنجاز مشاريع عمومية، سواء تلك التي تدخل في إطار مخطط الجيل الأخضر أو برامج التنمية المندمجة، تفرض استعمال هذه الطائرات”، وإذا كان هؤلاء المقاولين “المتضررين” على حد قول البرلمانية المعارِضة، يدعون إلى إعادة النظر في قرار وزارة الداخلية، مطالبة إياها بتسهيل مسطرة الترخيص للشركات الراغبة في استيراد هذا النوع من الطائرات، فإن كل هذا يجعلنا نفهم أن السيدة أروهال لا تعرف المغرب حق المعرفة، خصوصا لما تساءلت عن مبررات الاقتصار على شركتين لاستيراد هذا النوع من الوسائل، وإقصاء خمسين طلبا أخرى في نفس السياق(…).

إذا كان المفهوم التقني لـ”الدرون”، ونتكلم هنا عن النوعية العادية منه، يُعتمد مثلا في تقنيات تصوير المشاهد المرتفعة جدا، ففي بلدان “الحضية”، لا ننسى أن الأمور لا تُأوّل بمفهومها المبدئي، كما أن الأشياء لا تُستخدم فقط لوسائلها الأولية(…)، وفي إطار استخدام الطائرات بدون طيار على سبيل المثال، فالكل يعرف مدى شغف المغاربة العريق بحب الاستطلاع، الذي قد يغلب على كل شيء(…)، ويجعل من آليات كهاته وسيلة إضافية لمعرفة ما لم يكن الواحد يعرفه عن الآخر(…)، ومن تم، يكون من البديهي ألا تسمح مؤسستنا الأمنية أبدا لأي واحد بحق المعرفة العميقة والمراقبة العامة، غيرها، لتبقى هي وحدها عين المغرب التي لا تنام.. هذا إذا اقتصرنا فقط على جانب “المراقبة”، أما إذا أخذنا بعين الاعتبار جوانب أخرى(…)، فلنذكر السيدة البرلمانية، بأن “المغاربة واعرين”، إضافة إلى أن سؤالها تم طرحه في نفس الأسبوع الذي واجه فيه الجيش الأمريكي، المصنف في المرتبة الأولى عالميا، تهديداً يتمثل في نفس نوعية الطائرات “الدرون”، رخيصة السعر، المُصمّمة للهواة، التي لا يتعدّى ثمنها مائة دولار، والتي استطاع الهواة أنفسهم(…) تحويلها إلى سلاح صغير بات يمثل مشكلة ميدانية كبيرة للجيش الأمريكي، في حال استخدامه لاستهداف قواته، ما وضع “المارينز” أمام تحدّي آخر يكمن في إيجاد وسائل دفاعية جديدة  منخفضة التكلفة يمكنها التصدّي لهذا النوع من التهديدات، خاصة إذا تم استخدام أعداد كبيرة منها لتنفيذ هجمات متزامنة على شكل أسراب تستهدف موقعا عسكريا أو تجمّعا للجيش.

وإذا كان هذا ما وصل إليه “هواة” بلد “آبل” و”مايكروسوفت”، فماذا قد يحقق هواة بلد “قراصنة آبل” و”قراصنة مايكروسوفت” بهذا النوع من الوسائل؟

شكرا لحزب التقدم والاشتراكية على المقترح، لكن.. “آش جابنا لهاد القرع نمشطو ليه راسو؟”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى