المنبر الحر

حد السوالم | مدينة الكلاب الضالة والعربات المجرورة

بقلم: سعيد سهمي

فاعل جمعوي

    تعد مدينة السوالم من بين المدن الاكثر استقطابا لليد العاملة في مختلف القطاعات الصناعية وغيرها، كما انها تعتبر من المدن الصاعدة التي تشكل عصب القطاع الاقتصادي المغربي لما تتوفر عليه من بنيات صناعية تجذب المستثمرين من مختلف دول العالم، ما جعلها تستقطب بشكل كبير اليد العاملة من مختلف المدن المغربية.

هذه المدينة الناشئة التي تعتبر من مدن المستقبل المهمة، تعاني للأسف من سوء التدبير منذ زمن بعيد، والذي ما زال إلى اليوم يدفع ضريبته سكان هذه المدينة رغم الإجراءات التأديبية والمحاكمات التي أودت ببعض المسؤولين السابقين على تدبير المدينة إلى السجن.

فهذه الإجراءات التأديبية لحوكمة  تسيير المدينة لم تكن نتائجها إيجابية على سكان المدينة، بحيث إن الوضع ظل على ما هو عليه، فلا الوجوه المسيرة تغيرت، ولا الأحزاب المدبرة للمدينة تغيرت، بل إن الأمور تسوء يوما بعد يوم في هذه المدينة.

يمكن حصر أهم الإكراهات التي تعاني منها الساكنة والتي جعلت كثيرا من السكان يفرون إلى مدن أخرى، كما جعلت بعض المستثمرين يحجمون عن مشاريعهم الصناعية في المدينة ما نذكره على سبيل المثال لا الحصر :

  • انعدام الأمن: فالجرائم لا حصر لها بهذه المدينة أدناها السرقة في واضحة النهار، وفي كل يوم تقريبا يسجل المواطنون شكاياتهم لدى الدرك الملكي دون أي أثر أو رد فعل رادع.
  • التلوث والأوساخ التي تحيط بالمدينة من كل مكان، والروائح الكريهة التي تزكم الأنوف خاصة بسبب غياب الواد الحار وضعف التطهير أو غيابه ببعض الأحياء، فضلا عن بعض الشركات التي تصدر روائح خطيرة والتي سبق للمواطنين أن سجلوا شكايات ضدها.
  • العربات المجرورة التي تضايق السائقين في كل مكان والتي تضاف إلى ضيق الطرق وانعدام التشوير، خاصة أن هاته العربات في الغالب يسوقها مراهقون أو ذوو سوابق عدلية، مما يخلق العديد من الاشتباكات والجرائم في بعض الأحيان..
  • غياب الطاكسيات الصغيرة لنقل المواطنين، خاصة النساء اللواتي يتعرضن أحيانا للنشل من طرف سائقي العربات المجرورة.
  • الفوضى والعشوائية في الشوارع والطرقات بسبب استغلال الملك العمومي، بحيث يصعب التنقل داخل المدينة دون أي تنظيم أو تدخل للسلطات.
  • انتشار الكلاب الضالة في كل مكان، ما يجعل المواطنين مهددين في كل وقت بنهش الكلاب خاصة بالنسبة للأطفال.
  • معاناة التلميذات والتلاميذ من العنف والتحرش بالقرب من المؤسسات التعليمية، ورغم كثرة الشكايات إلا أن الدرك في الغالب لا يقومون بدوريات منتظمة بجانب المؤسسات، ما يجعل هامش المؤسسات ملاذا لبائعي المخدرات والمتحرشين.
  • ضعف على مستوى البنيات الصحية، حيث تتوفر المدينة على مستوصف واحد، يشكو فيه المواطنون من الرشوة والمحسوبية التي جعلت البعض يؤكد على أنه حتى تلقي اللقاح يكون بمقابل يؤديه المواطن الضعيف.

      هذه بعض أشكال الفوضى التي تعم مدينة السوالم والتي تدعو المسؤولين الإقليميين والجهويين إلى التدخل لإصلاح المدينة والاستجابة لنداء الساكنة بتوفير الأمن وتوفير حياة أفضل في ظل حكامة رشيدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى