المنبر الحر

المنبر الحر | معارضون “فريلانس”

بقلم: بوشعيب حمراوي

    هناك من لا يجد أدنى حرج في التخلي عن هويته وشرفه، وخيانة أرضه وعرضه من أجل الظهور بمظهر المعارض الشرس، ونيل وسام الحقوقي البارز، وهناك من هم مستعدون لبيع ذممهم وتأجير أفواههم وأقلامهم لخصوم الوطن والإعلام الأجنبي.. هؤلاء النكرات الذين يشتغلون كمعارضين “فريلانس” يقتاتون من قمامات الأعداء والخصوم، لم نسمع لهم صدى نضالي حقيقي إبان فترة استقرارهم بالمغرب، ولا حتى فترات مكوثهم لدى أولياء نعمهم، يدعون أنهم يدعمون مطالب وحقوق الشعب المغربي، لكنهم يسعون إلى التموقع وملء جيوبهم بالعملات الأجنبية، ونسوا أو تناسوا أن المغاربة أدرى بمصالحهم ومطالبهم، وأنهم ليسوا في حاجة إلى من يدعم قضاياهم من خلف بيانات وبلاغات وتقارير المنظمات والجمعيات الحقوقية الدولية، ومن وراء شاشات الفضائيات المتربصة بالمغرب، كما أنهم نسوا أن الشعب المغربي لا يعتبرهم معارضين ولا حتى مغاربة بعد أن كشفوا عن هويتهم الحقيقية كخونة وانفصاليين يبادرون إلى حرق العلم الوطني الذي يمثل الوطن والشعب، ويحرقون جوازات سفرهم، ويعلنون عن التخلي عن الجنسية المغربية، ولا يدركون أنهم أعلنوا بذلك عداءهم وتنكرهم للمغاربة، وأنه لا يصح لهم بعد ذلك أن يتدخلوا في شؤون المغاربة ولا الحديث باسمهم.. فكيف يعقل لمغربي أن يحرق العلم الوطني أو يحرق أو يقطع جواز سفره من أجل الاحتجاج والتنديد بغية تحقيق مطالب اجتماعية أو إنسانية أو حتى سياسية، وهو بتلك التصرفات يكون قد أعلن عن تخليه عن مغربيته وعن أشقائه المغاربة، وقبل بجواز سفر أجنبي صوري يمنحه صفة لاجئ؟              

لن نرمي الورود على الحكومة المغربية وروادها، أو ما ينعته المتظاهرون بـ”المخزن”، ولن نتردد في التأكيد أن مظاهر الفساد واضحة بجلاء بعدة قطاعات، وأن السبيل الوحيد لوقف زحف الفساد وانتشاره، هو بتر تلك الأعضاء الفاسدة من الجسم القيادي المغربي ومن مواقع المسؤولية، وهي العملية التي لا يمكن إنجازها إلا بفرض تفجير ثورة حقيقية للملك والشعب لا أن يبقى الشعب متفرجا، مكتفيا بتثمين المبادرات الملكية.

لن نقبل برهن المغرب بين أيادي الخونة والمأجورين، الذين يعتبرون أنفسهم وحدهم “الفاهمين والعارفين بخبايا الدولة”، و”القادرين على مواجهتها”، ويعتبرون أن من يعارضونهم “جبناء وعبيد للدولة والنظام وعياشة”.. لن نقبل بمعارضين وزعماء يسقطون علينا من السماء، ويعاملوننا وكأننا دمى أو عبيد، يفرضون علينا التبعية لهم.. زعماء باتوا يفقهون في كل شيء، في السياسة والخطابة والدين.

إن أكبر داء وجب على المغاربة الاستمرار في محاربته، والذي تسعى جهات إلى ترسيخه في عقول البعض، هو داء التناحر والتنافر الأسري والعرقي والقبلي المترسخ في نفوس البعض، والذي أدى إلى تفكك الأسر، وتفكك القبائل وتفكك الأعراق مرض العنصرية غير المعلنة بين “لعروبي” و”الشلح” و”الصحراوي” و”الفاسي” و”الريفي”… والذي بات موضوع عدة نكت ومشاهد للسخرية وأصبحنا نلمسه على أرض الواقع، يتجسد في التعاملات اليومية في العمل والتجارة والتعليم وكل مظاهر الحياة.. هذا التناحر والتنافر تقتات منه عدة شخصيات بارزة، ويورث من الوالدين إلى الأولاد.. ولولا حضن الملكية الدافئ، والهوية المغربية التي يعتبر العلم الوطني رمزا لها، لظهر هناك بالصحراء المغربية والشرق والوسط والغرب والشمال، أشباه زعماء و”كومبارس”.. يدعون إلى الانفصال، ولعاش المغرب حربا أهلية كانت ستأتي على الأخضر واليابس.

فكل المغاربة يدركون حق الإدراك أنه لا علم يعلو على العلم الوطني المميز بلونه الأحمر ونجمته الخماسية الخضراء، الوحيد الممثل لكل المغاربة.. هذا العلم لا ينفي تواجد أعلام القبائل التي لها حمولتها التاريخية والتراثية والنضالية، يعود إليها وإلى روادها الفضل في إخراج مغرب اليوم، كما يدركون أن بطاقة التعريف الوطنية وجواز السفر هما ليسا فقط بطاقتين صادرتين عن وزارة تابعة للحكومة المغربية (الداخلية)، للتعريف بحاملهما وطنيا ودوليا، بل إنهما يمثلان هوية المغاربة ولمة الوطن، التي وجب الاعتزاز بها وتحصينها، ولا علاقة لهما بحسن أو سوء تدبير حكومي عابر..    

الأكيد أننا ماضون في كفاحنا من أجل تنقية وتطهير البلاد من الفساد والاستبداد، ملكا وحكومة وشعبا، وأننا مستعدون للتخلص من كل خائن يعمل مأجورا بالقلم أو اللسان.. و”الما والشطابة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى